15| أواجه الصِعاب معك |

89 10 1
                                    

" بالجوار "
< الفصل الخامس عشر >
~ اواجه الصعاب معك
' ملك هويدي '

*****
رفع " ساجد " نظره الى سقف الغرفه بعدما بدأ يشعر بالدوار نتيجه لدوران ' الثور الهائج ' " رامي " كما اسماه

و هو قد اسماه بهذا الاسم لانه يدور في المنزل منذ ساعه كثور قد رأى قطعة قماش باللون الاحمر و يصرخ و يضرب بقدمه في كل مكان تقع عليه عيناه

حرك " ساجد " عيناه بملل بعدما استمع الى نفس الجملة الى المره المئه بعد الالف " عمرهم ما خرجوا من غير استئذاني يا ساجد "

فتح " ساجد " فمه في نية التحدث لكن قاطعه " رامي " بقوله الغاضب " ميران الغبية السبب ، دا لو رايحين يشتروا ازازة زيت من تحت بيستأذنوني "

رمي " ساجد " هاتفه بجانبه على الاريكة بغضب و نهض يصرخ بصوت اعلى من الاخر حتى يستمع اليه و لا يقاطعه " نفسي افهم ايه اللي مضايقك هو انت ولي امرهم ، على فكره حتى لو انت ولي امرهم هما عدوا السن القانوني يا بابا رامي يعني يقدروا يخرجون من غير إذن ساعدة الباشا عادي "

و طبعًا كان كل حديثه الماضي هذا لم يخلوا من سخريته المبطنة نظر له " رامي " بشر و " ساجد " يكاد يُجزم انه يرى الدخان يخرج من اذنه ، فأكمل هو حتى يوفر عليه مجهود الغضب على كل جمله و يغصب على حديثه كله مره واحده " اقولك انا بقا انت مدايق ليه ، انت مدايق عشان البنت الوحيده فيهم اللي انت عارف ان هي مطيعه مشيت من غير ما تاخد رأيك في كل حاجه في حياتها ، حتى نزولها عشان تشتري ازازة زيت من تحت ، انت مدايق من ميران مش عشان هي خليتهم يمشوا من غير اذنك ، انت مدايق عشان اختك اخدت منك وقت مرام كله "

" انت بتخرف بتقول ايه ؟؟؟"

" انا اللي بخرف يا رامي ، انت اللي خلاص هتخرف عشان تقتنع بالفكره اللي انت عايز تقتنع بيها ، قولتلك بتحبها وانت تقولي اختي ، طيب ما ميران اختك بجد و بتطلع و بتروح و بتيجي و خرجت امبارح و رجعت و انت أصلًا مأخدتش بالك ، و منه راحت باتت مع اخوها وانت كان بالنسبالك عادي حتى مقولتلهاش خلي بالك من نفسك ، طالما اخذت معاك مرام وانت مروح ونامت في الشقه اللي جمبك "

" فوق يا رامي انت مش عيل صغير عشان متبقاش قادر تحدد مشاعرك ، اكبر دليل ان اي حاجه متعلقه بمرام او فيها مرام ، انت لازم تكبرها و تعمل منها قصه وحوار ، انت بتعمل كل دا عشان تداري على النار اللي انت حاسس بيها في قلبك مش عشان الموضوع "

انهى كلامه و دخل الى الغرفه بكل هدوء تارك " رامي " بعدما قد اشعل فتيل اللهب بداخله

جلس هو و وضع وجهه داخل كفيه يفكر في كلام " ساجد " مليًا ، يتذكر كل لحظاته معها ، ابتداءًا منذ ان كانت صغيره ذات ضفائر و قامه قصيرة ، تفتح له الباب حتى تستلم منه الكعكه التي يعدها مع والدته لها كل اسبوع

بالجِوَار .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن