11|تحتَ قيُود العَاطِفة|

125 19 1
                                    


" بالجوار "
< الفصل الحادي عشر >
~  تَحتَ قيود العَاطِفة !!
' ملك هويدي '
*****
كان يجلس على السور الذي يفصله عن النهر خلفه و هو يؤرجح قدماه و ينظر لهم بشرورد

يشعر انه يحترق داخله وان الجدران تنطبق عليه رغم وجوده في مكان عام و متفتح من جميع الجهات ، يشعر انه شريد ، ضال ، يتيم ، و ليس له مكان حتى يذهب له ، يشعر انه الظالم و يشعر أيضًا انه مظلوم ، يشعر انه الجاني و ايضاً المجني عليه ، يشعر بأنه الابن العاق !!

كيف استطاع ان يصرخ في والدته و هي في مشارف موتها ، قد علموا منذ فتره انها مُصابة بذلك المرض الخبيث وبمراحلها الاخيره ، اي انها ايامها الاخيره

هو يعلم انه من الممكن ان يستيقظ غدًا و لا يجدها ، هو لا يخاف الوحده لقد اعتاد عليها بالفعل ، لكنه ورغم تجربته للفراق مراتٍ عديده ، الا ان والدته هي من كانت معه دائمًا ثابته ولم تُفارقه ، وهو الان عليه ان يتأقلم مع فكره انه في يوم سيصحو و لن يجدها !

هو أيضًا مصدوم و بشده ، كيف يمكن لوالدته ان تفعل كُل هذا و هو ظن ان لا احد يمتلك مثل قلبها في العالم !!! ربما كان ظنه صحيحًا ، لا احد يمتلك نفس قلب أُمه ، لأن لا يوجد عندها قلب ، و كيف وهي كانت تحقد على امرأة متوفيه ، وحملت داخلها غِل لطفلتين قد ربتهما بنفسها

هي سيئه ولا يمكنه تقبل سوءها ، و لم يدرك هو بعد كيف لها امرأته العظيمه ان تكون هي الشخص الشرير ، لم و لن يتقبل موتها أيضًا

و قد قال انه قد اعتاد الوحده بالفعل ، لكنه لا يريد ان يكون وحيدًا ، اخوته يكرهونه و لهن كامل الحق ، لأنهم لا يعلمون ما يعلمه هو ، لا يعلمون انه مظلوم مثلهن ، لا يعلمون انه كان يحترق قلبه يوميًا على بعدهن ، لا يعلمون انه حاول الانتحار في ذات اليوم الذي علم فيه خبر موت والدهن و ووالده الروحي

عقله كله مشوش و كل شئ يتداخل في بعضه ، لا يعلم من السيئ و من الجيد ؟، من الظالم ومن المظلوم ؟

ماذا سيفعل ان ماتت والدته ؟ ، ماذا سيفعل حيال اخوته ؟ ، ماذا سيفعل بمفرده ؟

كان يتنهد بصوت مسموع للغايه و هو يشعر بالاختناق و وجنتيه وانفه احمروا بشده ، ربما بسبب برودة فبراير او انه يكاد يبكي ، و كان الخيار الثاني الاصح ، فقد نزلت دموعه على وجنتيه بالفعل ، و كأنها تتسابق اي دمعه ستهبط اسرع ليهبطوا جميعهم معًا و يغرقون وجهه ، لا يعلم هو كم عدد المرات التي بكى بها اليوم وامس ، او بالاصح منذ اسبوع ، عندما عَلم بإقتراب موت والدته .....
~~~~~~
جاء الى المنزل وهو منهك في العمل ، كانت بطنه تُصدر أصواتًا كثيره تدل على جوعه ، القى هو الجاكيت الخاص به أرضًا كما اعتاد و اتجه الى المطبخ وهو ينادى والدته

بالجِوَار .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن