تقرأ الأخبار بصدمة و هى تضع يداها على فمها و تدمع بحزن دفين كيف يحدث ذاك؟
طالعتها إيكو التى كانت تتجهز لذاك المؤتمر الذي سيشهد أكبر صفقة للشركة و ستنقلها إلى مكانة عالية اقتربت منها مرددة:
" فى أي ؟ كامل دايقك ؟ "
" لا كامل مدايقنيش بس بصي الأطفال بتموت فى فلسطين يا إيكو، أنا زعلانة أوي عشانهم "
احتضنتها مرددة:
" متقلقيش يا ابتهال أكيد ربنا هينصرنا يوم و نقدر نرجع فلسطين لينا "
طالعتها بأمل كبير و هى تبتسم بحزن :
" يا ريت "
و من ثم خطرت فى بالها فكرة قائلة:
" أي رأيك نستغل الفلورز إلي عندنا و نتكلم عن القضية و كمان نترجمها باللغات كلها "
ابتسمت لها و هى تردد:
" ممكن نعمل كدة ممكن نساعد بالفكرة الصغيرة دي فعلا، هعملها أو لما أرجع "
" ماشي و أنا فاضية و هبدأ أنفذ "
ابتسمت لها و هى تنهض من أمامها بينما الأخرى توجهت لسياراتها و هى تتوجه للمؤتمر و لكن داخلها شئ يجعلها ليست بخير و هو ما يحدث فى فلسطين فقد استنزف ذاك روحها اتمنى لو أنها تستطيع مواجهة تلك الحشرات لتسحقهم و لكن ما باليد حيلة، أغمضت عيناها بألم لتقف السيارة هبطت بهدوء و هى تتوجه للقاعة و تجلس على أحد الطاولات التى عليها عمها و ابنه اللعين كما اسمته، اقتربت و هى تسحب المقعد ليميل عليها عمها قائلا بأمر:
" الصفقة هتم تلعبي بديلك يمين ولا شمال هيضيع اسمنا "
طالعت عمها ببرود و لكن قبيل الحديث له بكلمة أخرى هتفت هى ببرود:
" هما فين الي هنتعامل معاهم "
" هناك "
أشار لها بعينه لتستقر عيناها عليهم و هى تردف:
" أنا أول مرة أشوفهم"
توتر قليلا و هى يرد:
" أصلهم من بره "
بينما هى طالعتهم لبرهة و هى تنهض مبتسمة:
" نروح نتعرف عليهم "
" لا "
كان ذاك صوتا كامل و عمها بتوتر لتبتسم هى و قد فهمت للتو مقصدهم لتجلس مكانها و هى تقول:
" تمام، أتمنى بس يا عمى ميكونش إلي فى بالي عشان لو حصل هتزعل مني جامد "
" معملتش حاجة "
" أنا قولت عملت "
كانت عيناها مصوبة عليهم و لم تنتبه لأي شئ فى ذاك المؤتمر لحين استمعت لذاك الصوت البعيد:
" نطلب من الأنسه إكرام الحسيني أنها تتقدم و تقولنا كلمة بمناسبة المؤتمر "
ابتسمت بهدوء و هى تعبر بجانب الطاولة و قد مررت عيناها على ما تريد لترسم إبتسامة جانبية بشر بينما تنهد كامل و عمها طاهر بهدوء و قد أعتقدت بأنها لم تنتبه و لكنهم لم يعلموا أن إيكو هى ملكة المفاجأت حينما بدأت الحديث :
" السلام عليكم طبعًا كلكم عارفيني أنا إكرام الحسيني و جاية أقول أن الصفقة دي ملغية و سبب رفضي هقوله ليكم دلوقتي و لكن .."
كان الجميع ينظر لبعضهم بصدمة لتبتسم إيكو و هى تشير للرجال و تردد :
" لو سمحت تقدروا تيجوا هنا "
كان الإستنكار ظاهر على ملامحهم من ناحية و كامل و طاهر كانوا يطالعونها بوجه شاحب خوفًا منها ليطالعوا الرجال و يجعلوهم يقتربون فى محاولة يأسة منهم، لتردف مرة أخرى ليقتربوا و هم يقفون بجوارها لتبتسم هى قائلة :
" سبب رفضي هو ابن عمي المحترم كامل إلي هدد أختى بصورها و عمي المحترم إلِ حاطط إيده على ورثي و أملاك و فاكر أنه كدة هيهددني أني أتعامل ما صهاينة تصدقوا "
كانت الصدمة احتلت عقول الجميع بتلك القنبلة التي ألقتها لتكمل ببسمة و هى تطالعهم:
" بس للأسف فلسطين قضيتي حتى لو قولتنا أي ؟ "
و من ثم بدأ بالهتاف عدة مرات بأسم " فلسطين " تحت نظرات الجميع الذين بدأوا مشاركتها و الهتاف تحت نظرات الغضب من الرجال الذين كانوا يسبوا و يقذفون بكل شئ و يحاولون الفرار هاربين و كذلك عمها و ابنه اكملت هى الهتاف و هى تردد:
" فلسطين قضيتي و لن أتخلى "
و من ثم رفعت ذاك العلم لتبتسم هى بسعادة على فعلتها.____________
#فلسطين_قضيتي
#فدوى_خالد