إنه فصل الشتاء حيث تتساقط قطرات الندى كلوحة فنية على الاشجار ،والهواء يتغلغل ببرودته بلطف مما يخلق أجواء هادئة وساحرة تجعل اللحظات تبدو وكأنها محاطة بقطع من السكون الساحر فتشرق الشمس ليتلألأ الجليد على الأغصان كمجوهرات لامعة وأشعة الشمس تلمع بألوان دافئة ،يصاحبها صوت الديك الذي ينقض على هدوء الصباح بكلاريونه معززا جمال اللحظة وإعطائها لمسة من الحيوية لتستيقظ أريانا على صوته بكسل لتفتح عيونها ببطئ كأنها تتأمل عالما سحريا وجسمها يمتد ببطئ على فراشها وسط دفء اللحاف حيث تحاول استنشاق رائحة الكسل ممزوجة بلذة الراحة.. لتأتي قطتها بيلا وتقفز فوق بطنها فتستيقظ أريانا على صوت موائها اللطيف فتفتح عيونها بوضوح لترى عيون بيلا تنظر لها بعيون مليئة بالفضول والحنان فتندفع الإبتسامة على وجهها فتستقبل اليوم بروح منيرة مستلهمة من تلك اللحظة المميزة :صباح الخير بيلا هل صغيرتي جائعة فردت عليها بيلا بميااو توحي بنعم،فأصدرت أريانا ضحكة خفيفة تعكس دفء الصباح كأنها لحن خفي يملأ الغرفة ببهجة وكانت بيلا جزءا من هذه اللحظة المليئة بالسعادة .
صوت طرقات حذاء يلعب دوره في الساحة ليعم الهدوء والخوف وكأن عزرائيل سيأخذ أرواح موظفين الشركة أظن أنهم لم يواجهو في حياتهم مخاوفا بقدر أكبر كابوس في حياتهم وهو جينك نيريس ؛مدير الشركة وصاحبها يدير أحد أكبر الشركات في ألمانيا في تصميم الأحذية سلطت عليه أضواء الشهرة من أول دخول له في هذا المجال يعني لم يأخذ وقتا طويلا حتى أصبح نجما في مجال التصميم وهو في عمر يناهز العشرينات.
_ويليام:سيدي لدينا ضيف يريد رؤيتك
_رد جينك على ويليام: ومن يشرفنا في الشركة من دون موعد
_أجابه ويليام بإبتسامة خفيفة: إنها مفاجئة نظر جينك ببرود إلى ويليام وقد تسائل من قد يأتي إليه من دون موعد ثم خرج من تساؤلاته ليردف لويليام فيدخل ضيفه أو ضيفته.
_ فقال ويليام: أدخلي تفضلي سيدتي
تعجب جينك وقال: من هذه...
دخلت السيدة وكانت والدته" إلارا غراندي" تسمر جينك في مكانه لم ينطق بكلمة بات ينظر إليها لفترة طويلة حيث أخذت العيون الدور وبدأت تحاكي بعضها رغم أن عيونه كانت تحمل بصدق اللقاء إلا أن في عمقها كانت هناك لمحات من المقت تلمس فيها شيئا من المقاومة والإستياء،كما لو كان يحمل آثار من صراع داخل يعجز اللسان للتعبير عنه عكسها هي فقد ملأت عيونها مزيجا من الفرح والشوق والحنان،حيث تعبيرات الفرح ترقص في أعماقها كأمواج البحر في تلك اللحظة أصبحت عيونها كنافذة للذكريات الحلوة منها والمرة أسقطت حقيبتها التي كانت تحملها بيدها وهرعت مسرعة له لتعانقه حيث خانتها الدموع وبدأت تبكي من شدة شوقها لإبنها 15عاما .نعم إنها مدة طويلة فرقت القلوب عن بعضها ورسمت لوحة مليئة بألوان الفراق وشجو الإنتظار حيث يمتزج الوجدان بأشواق لللحظات الضائعة ... عندما عانقت إلارا إبنها أحست وأخيرا أنها قد وجدت ما أضاعته منذ سنين وأخيرا تلامست أيديهما الأفكار وتسابق الزمان ليتوقف في تلك اللحظة فتندلع نيران الصراع بينهم لكن في غمرة الكره الذي يعتري قلبه إلا و وجد نفسه متدفقا بشعور لا يفهم بسهولة ليخيب صدره ويتسلل الدفئ في كل خيوطه فتخلق سيمفونية تعكس جمال التناقضات عمق العواطف المتضاربة غرست إلارا رأسها في صدره كانت تردد سامحني يا إبني سامحني لم يقدر ويليام على هذا المشهد الذي يراه أمامه فزلقت من عينه دمعة لتأثره بما يحصل أمامه فخرج من مكتب مديره ليسمع الموظفين يتهامسون على عودة" إلارا غراندي" إلى البلد بعد مدة طويلة وقصدها إبنها بعد طول الفراق.
_ فشيء يسمع :هل سيسامحها إبنها على فعلتها ...لا أظن ذلك ..لقد ارتكبت خطأ كبيرا ...لكنها تظل أمه..وإن يكن مديرنا قلبه كالحجر الأسود لا تتحرك مشاعره إطلاقا ..ولا يسامح على أصغر الأخطاء ..
فلفت هذا التصرف الذي يفعله الموظفين ساهين عن عملهم ومضيعتهم للوقت في النميمة ويليام .
_فقال لهم :أصمتو ..وعودو إلى عملكم وإلا ستطردون من عملكم جميعا ...هل فهمتهم .
وقفته بهذا الشموخ ونظرته الصارمة و الكاريزما العالية عنده ولا ننكر مدى وسامته وبالرغم من أنه يقل صرامة من مديره لأنه شاب يتسم بروحه المرحة ويضيف هذه اللمسة لأي مكان يتواجد فيه لكنه يمقت كثيرا النميمة والسهو عن العمل بسببها أي وقت العمل عمل .
قالت إلارا:أنا آسفة لم أقصد فقط دعني أشرح لك أرجوك . رجع بذاكرته للوراء بلقطات متقطعة ها قد انفتحت أمامه أبواب الماضي السوداء "أمي لا تتركيني معهم ....أرجوكي"
بدموع غزيرة كالأمطار كان ذلك الطفل يبكي بشدة يترجى أمه بأن لا تتركه كما لوكان يفهم أنها شمعة حياته لا يمكن إطفائها
عانقته وقالت له :لاتخف يابني سأعود . لكن برغم من عمره الصغير إلا أنه علم أن تلك لحظة الوداع قد تحمل في طياتها إختفاءا دائما ..فتشبت برجلها ثم أمسك بيدها بقوة محاولا منعها من الرحيل وقد كان تشبت بقلبها فلامسه ببراءة ملحوظة نظرت إلى عيونه البريئة الواسعة العسلية اللذيذة مزمما شفتيه تدل على ترجيه لها لتشفق عليه وتبقى لكن في تلك اللحظة بالذات تخلت على قلبها وابتعدت عنه لتخرج من ذلك المكان وكل ذلك من أجل مصلحته بصرخة مقطوعة راجية لها قال : أميييييي أميييي عودي أرجوكي لاتتركيني معهم ...
مر ذلك الشريط على ذاكرته ثم إبتعد من حضنها بعيون مجمرة هو كذلك تخلى على عواطفه عاد ذلك الحجرة التي ليس لها إحساس لكن هذه المرة كاد ينفجر بركان الغضب في كيانه وقال لها :لماذا عدتي الآن هاا عودي الى حيثما جئتي مثلما غبرتي عني ويتمتني بالرغم من أنك حية ،إذهبي وإتركيني هيا تلهفت لكي فقط لكي لاتتركيني وانتي ماذا فعلتي هااا هيا أجيبني كنت طفلا صغيرا بنعومة أظافره لا يعلم ماذا يحصل من حوله إلا انني منذ تلك الدقيقة التي تركتني فيها أصبحت رجلا بدون إحساس في هيئة طفل فقدت طفولتي بسببكي أنتي ..انتي كنتي سبب دماري لقد تلاشيت في غيابك لماذا لم تلتفتي ورائكي وتتحرك مشاعركي إتجاهك ولو قليلا هاا .
برزت عروق جبينه من شدة غضبه ها قد أتته نوبة غضب أصبح حقا مثيرا بهذه الملامح حيث تسلل ظلام الغضب إلى روحه وأصبحت ملامح وجهه كأرض جرداء هاهي عيونه تلتهم اللهب تتقاسم تلك اللحظات مع الرياح العاتية حيث كل شيء يبدو مهددا بالتفكك حيث صوته تحول إلى زئير قوي بقوله: أخرجييي... خافت وإنصدمت إلارا من ردة فعله الصادمة حيث لم يترك لها مجالا لتبرر فعلتها ولكي لايزيد ثيرانه عليها خرجت وتركته بدموع غزيرة لخيبة أملها في مسامحته لها لكن هذه المرة قد فشل في تهدئة نفسه وقد خرب كل ماكان من حوله بركان هائج وقد أحرق كل ماكان محيطا به محملا بقوة تدميرية يصعب التنبأ بها أتى ويليام بمجرد سماعة بصوت صراخه وبما أنه يعتبر رفيق طفولته ودربه أتى هارعا ليهدءه فعانقه بقوة وكأنه أم تحاول ان تخفف من حزن طفلها قائلا له:انسى ماحصل هيا إهدأ...
_قال جينك:هي من تركتني هي بصوت أجش وكأنه يود البكاء كالطفل ويغرس رأسه في عنق صديقه ويتجاوز كل تلك الرسميات في تلك الدقيقة لكنه "جينك" كل شيء يتنازل عليه إلا الكبرياء والصمود في مواقف مثل هذه لأنه يتذكر آخرة مرة بكى فيها هي عند تخلي أمه عليه ومنذ تلك اللحظة لا بكاء ولا غيره.
_جينك:أنا لا أستطيع التحمل فلتذهب من حيثما أتت لا أريدها في حياتي ...أكرهها أكرهها
حسنا حسنا يا أخي إهدأ لا تبالي كل شيء سيتصلح فقط إهدأ ياصاح ؛هذا ماقاله ويليام.
خرجت أريانا من غرفتها بعدما رتبت نفسها لمقابلة عملها الجديد تدعو ربها لكي يقبلوها فتعتمد على نفسها وتتحمل مسؤولية مصاريف جامعتها ثم لاتحمل عمتها هذا العتاب الكبير قائلة:صباح الخير عمتي..
_ردت العمة إيفا :صباح النور صغيرتي ..أراكي متحمسة هذا الصباح ماهذا النشاط؟!
_قالت أريانا: أكيد عمتي لأن لدي مقابلة عمل اليوم لهذا أنا متشوقة لذلك فقط إدعي لي أن يقبلوني .
_قالت العمة ايفا:لماذا أنت متسرعة في أخذ هذا القرار لا ينقصك شيء معي صحيح فلماذا تريدين هذا العمل بشدة .
_ردت عليها أريانا ؛لا يا عمتي أنا قد كبرت ولا أريد أن أحملك مسؤولية مصاريفي يكفيكي أنك ربيتني كإبنتك حتى أوصلتني إلى هذا العمر وتحملت كل المسؤولية من أجلي حان الآن دوري لرد الجميل لكي.
_قالت العمة:ههه والله لرد جميلك لي يكمن في سعادتك هذا هو هدفي.
_ردت أريانا: وأنت قد حققت هذا المراد ...أحبكي عمتي .
🔴ها قد أنهيت أول بارت
🔴رأيكم فيه
🔴ياترى ماهو السر الذي تخبأه إلارا عن إبنها حتى بات يكرهها هكذا وتخليها عنه
🔴التشويق سيبدأ I'm so exciting 😁
أنت تقرأ
Tell Me About You
Short Storyوبين رغبتها في الثأر وحبها الذي نما في الظلال ليتسلط الضوء على هذه الكلمات.....I wanted To take the revenge on you ...but I loved you ......so tell me about you...