LUCHOO/لُوتْشو

الفصل الثالث : أمازون

" و لكنني أريدها وردية .. " تذمرتْ سوليل و هي تجلسُ على حافة البئر  الدائري و تلعبُ بقدميها بملامح عابسة بينما تنظر لماثيو الذي يسحبُ بسهولة دلو الماء من عمق البئر ..

وضع الدلو على الأرض ثم نظر لها بغضبٍ و هو يُشمرُ ساعديه " هل تظنين أنني أمتلكُ ثروة؟ المال الذي معنا ربما لن يكفي كي نشتري حِماراً .." ثم أخذ يشربُ من الدلو بيديه لتلوي هي شفتها بغضب تقلدُ كلامه ..

" لا أفهم .. لم أرى في حياتي أميراً مُفلساً عداك أنت ." تذمرتْ بغضب و هي تنظر لشارلوت التي كانت تتكلم مع رجل عجوز بجانب عربة قديمة يجرها حصانين و مكان تواجدهم للتو كان بعيداً عن القرية التي مروا عليها كي يصلوا لمنزل العجوز ..

" أوه أعتذر آنسة سوليل .. كان عليّ أن أمر في طريق هربي إلى الخزينة كي آخذ بعض المال و أشتري لك مركبة وردية ضخمة .. " سخر هو منها بينما يرشها بالماء لتصيح عليه بغضب " توقف أيها البرغوث اللعين .." .

" عزيزي .. سننطلقُ بعد دقائق." التفت كلاهما لشارلوت التي يبدو أنها تفاهمت مع العجوز صاحب العربة أخيراً و ها هي ترمي الحقائب فوق العربة ثم تربطهم بحبلٍ سميك بمساعدة من الرجل العجوز ..

عدّل ماثيو قلنسوة عباءته السوداء التي تشبه خاصة سوليل و تمتم لنفسه "لم أعتد على هذا اللقب بعد.." و كان يقصد 'عزيزي' لأن شارلوت كانت حذرة و طلبت أن لا ينادوا ماثيو باسمه الحقيقي ..

كما طلبت منه إخفاء ملامحه بالقلنسوة كما هو الحال مع سوليل التي كانت مطلوبة لدى الحكومة ..

" كيف سنعبر الحدود؟" تساءلت سوليل و هي تقفز من مكانها لتقف بجانبه ، كانت تبدو كطفلته و هي تقف أمامه بجسدها الضئيل و قامتها القصيرة ..

أو ربما هي كانت تمتلك قامة متوسطة .. ماثيو هو صاحب البنية الضخمة و القامة الطويلة هُنا .

" هذا العجوز يمتلك معارفاً في بوابة الحدود مع مملكة موريا .. سنمرُ بسلام و دون تفتيش غالباً." أجابها و هو يحدق بها كأنه للتو فقط استوعب أنها قصيرة جدا بالنسبة له ..

" هل كنتِ بهذا الطول سابقاً؟" عقد حاجبيه يجذب انتباهها لتحدق به ، "أجل." أومئت له .

" أنتِ حقا شخص غريب في سلالتك  .. جميعُ من  يمتلكون ماغنا التحول من عشيرتك يكتسبون بنية ضخمة و قوية." سخر و لكنه كان مستغربا حقاً من كونها ذات جسد ضئيل .

" أنا مميزة." عضت شفتها تكبتُ غضبها مما جعله يبتسم على شكل وجهها الطفولي و هي تكاد تنفجر في وجهه ، "مميزة جداً حتى.. لا يوجد منكِ اثنان." .

" حتى أنت شخص غريب في سلالتك ، لأنك تمتلك كمية وقاحة لا توصف و تفتقر للنبالة و الأدب..!" وبخته تبتسم بإنتصار لكن ابتسامتها اختفت ما إن سمعت رده التالي "على الأقل ورثتُ ماغنا قوية من سلالتي و يمكنني الدفاع عن نفسي .. الباقي لا يهم." .