الفصلُ الرابعْ : أيادٍ آمنة .

34 4 0
                                    

أمازون ..

كانت أكثر من مجرد غابة ، كانت أسطورة من كل النواحي و بكل التفصيل .. حتى تربتها كانت تفوحُ منها رائحة منعشة غريبة تبعثُ لك شعوراً محبباً و تريح أعصابك ..

لذلك سوليل كانت تغمض عينيها و تستنشق الرائحة المنعشة بينما تجلس على الأرض متكئة على الشجرة خلفها و صوتُ تصادم المياه العنيف مع الصخور يملأ المكان بالإضافة لزئير بعض الأسود هنا ..

عرينُ الأسود كان حول شلال ضخم .. بعضهم كان مستلقي على الصخور المبللة المبعثرة هنا و هناك بينما الشلال فوقهم يصبُ مياهه المنعشة بشكل مستمر ..

و البعض الآخر كان على الضفة التي حول البحيرة التي يصب فيها الشلال .. منتشرون على شكل عوائل و بما أن الليل قد حل فنصفهم نائم بينما يحرسُ الذكور منهم المكان منتشرين على حدود المنطقة بأكملها..

سوليل كانت تجلس متكئة على شجرة خلفها ، بجانبها بمسافة لا بأس بها كان يجلس ماثيو يتحدثُ مع بعض الأشبال الذين كانوا متأثرين بقتاله قبل قليل و كل واحد منهم يطلب منه تدريبه كي يصبح الزعيم التالي ..

ابتسمتْ تحدق بابتسامته المستمتعة و هو يروي لهم كيف كان يتدرب مع شارلوت في صغره و كيف كانت تعامله بقسوة و عنف و لا تتساهل معه البتة و كيف يرافق والده للصيد معرضاً حياته للخطر ..

و على ذكر شارلوت .. أزاحت سوليل عينيها حيث تجلس شارلوت على صخرة ما و الزعيم و زوجته كانا مسترخيان حولها و يستمعان لما تقوله هي و بدت جادة جداً و منغمسة في ما تقوله ..

" هاي ماثيو.." قالت سوليل تجذب انتباهه ليلتفت لها ، "أريدُ التجول في الغابة..بالتأكيد تريد ذلك أنت أيضاً." رفع حاجبه لها بعدم اكتراث و قال مباشرة "لا أريد." .

" هيا لا تكن بليداً .. دعنا نكتشف المكان." كررت بأعين مترجية و هي تقترب منه لتجلس بجانبه ، قبل أن يجيبها اقترب أحد الأشبال منها بتردد يتمتم "أنتِ..ثعلبة." .

أومئت سوليل بابتسامة .

"تقول جدتي .. زعيم الثعا--"

" توقف جيمس..نحن لا نروي هذا للغرباء." أوقفه إحدى الأشبال بنبرة صارمة و أومئ البقية يوافقونه الرأي فوراً، عقدت سوليل حاجبيها "أريد أن أعرف.." ثم نظرت لماثيو بأعين الجرو الخاصة بها ليدحرج عينيه بتملل ..

" تريدون مني إعطاءكم دروس قتال خاصة بالبشر و مملكتي بينما ترفضون إخبارنا بمقولة جدتكم!.." تدخل ينظر للشبل الذي عارض إخبار سوليل قبل ثواني لتعبس ملامحه ..

"أرأيت ماثيو؟ إنهم مستغلون .. هذا ليس عادل.." تحدثت سوليل و هي تحدق بماثيو ثم بهم بغضب طفولي و قد اندمجت بشكل سريع كعادتها ..

"هذا سر .. أمي قالت أنه إن حكينا أسرارنا للبشر سيدمروننا و يدمرون موطننا أمازون.." قال أحدهم بعبوس .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

LUCHOO/لُوتْشوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن