تَمهِيد.

9.6K 266 172
                                    


اوسَط تَناغُمِ رَقصاتِهم مع دَقَّاتِ الأغاني الَّتي عُزِفَت فرحًا لِهذا اليَوم و مَا بين الزُحامِ يقفانِ مُتقابلَين عَينٌ بِعَينٍ تَتنافسان تتحدثان ما بَينهما شتّان عن كل ما يجلو حولهم بِكُلِّ كَدرٍ و بُهتان و عَبر بُعد مسافتيهِما اذ اصطَفى احدُهم مَنبرَ القاعةِ مُجاوِرًا عروسِهِ مُكَبِّلينِ الانامِلَ بِبعضِها وَ الاخَرُ ما بَين سرورِ الجَمعِ و شُعلَتِهم كان مُنطَفئًا.

على الرُغمِ مِن كُل عَقيدةٍ و خليَّةُ فكرٍ واعيه رافضةٌ لِهذا الحُب الغَيرِ مشروط الّا انَّهُ بقيَ فيه مُتمسكًا مُنذ نعومَةِ الاظافرِ حَتى شابَ شبابًا بِشَهدهِ لهذا المنظر و الَّذي اثقل بِمنكَبيه اكثر من اي مَبدأِ آخَر كان حاجزًا.

كانَ هذا الكَسرُ من مَعشوقِ خافِقه بادِرًا هالكًا اكثَر من ايِّ كسرٍ آخَر.

و دونَ الحاجةِ للتَفكيرِ مرَّتين سَحِب المُسَدَّس من حِزام خِصر عَمِّهِ و بِفوهَتهِ توَجّهَ لمَن يُناظرُه صادِمَهُ بِفعلٍ لَم يَتوَقعهُ لَحظةً يشهدُ وليدَهُ بِزمَامٍ يوشِك عَلى انهاء حَياتِه و هوَ من وَهبهُ خاصَّته يُراقِب بِغتةً فَيضَ ذاكَ الشرارِ من بَنادِقِ الاخَر قبل ان يَطبِق على جُفنيهِ فَيصدحُ صَوتُ تدافُعِ الرَصاصِ على غِرار كُلِّ مُوسيقةٍ فَتُغطِّي عليها مُحوِّلةً كُلَّ بسمةٍ لِصدمه و كُلَّ ضحِكةٍ لِصَرخه.


"مالك لاا ابوك هذا!!!".
















"لو أعرُف اصيرَن فرخ و اندگ جوه الف رجال ولا تدنى نفسي لواحد ناقص مثلك بابا".
تَحت جوٍّ كدِر و ما بَين انعِكاس ضياء الشَمسِ على النافذه الاماميه للسيَّارةِ حيث يجالسان مجاورين بَعضهما استقرَّ مالك جوار مَقعد السائق و حيث ما اجتلس اياد مخاطبًا ايَّاه موجّهًا بهدوء نظراتِ بُندقيَّتاه نحو ديجورِ مقلتي ابَاه مستفزًّا كل خيطٍ في بُنياه من عروقه البارِزه باتت تنبِضُ.

"اليَّه و مالتي بكل الصفات التطرالك علمود هيَج الزم لسانك الزفر هاذ فالح بس يلعلع".
اجابَه بِسكينةٍ محافظًا على برود دمائه قَدر المستطاع محرِّكًا السيارة و عن طريق المدرسةِ باتَ يقودُ مموضعًا بأيسَر اليدِ على المقود تنعكس اشّعةُ الشمس على قُمحيَّةِ بشرتِه و ما برز فيها عروقًا رافعًا بنظارته الشمسية مرتديًا لها بينما يسند بايمنِ ساعده.

"مگلت شي غلط".
ادار الاصغر رأسه متلافيًا ظرب الشَمس عيناه فتنعكس على ديسَقِهِ مُنزلًا للمرآة قبالته من الأعلى نابسًا على ذات ثباتِ وتيرته مستشعرًا ضيق الأكبرِ منها مما يروق لهُ و يدفعه للأستمراريةِ مُتجنبًا التفكير بأيِّ عاقبةٍ تلي حروفه.

"اي حبيبي عادي حتى اسويلك خوش زفَّه للنجف".

التزم مالك الصَمت بعد تحذير اباه له معتكفًا على جزء الباب من مقعده لينقل له اياد النظر برهاتٍ ما بين الطريق و بينه متممًا منبسه.
"اسمع عدل و خلي عقلك التنك هذا يستوعب، لمره ما انطيك نوبينه رجال!؟
هاي بس فكره تدور براسك تتسگط عليها اذا ما طخت ببالي و اخلي نهايتك على ايدي".














(ايُّ ديجورٍ ذا الَّذي يتحدثون عنه و بحضرته لم ابصر سوى الشمسِ
كتبت عنهُ و هو للكتابةِ مُعلِّمُني
يهَاوبون كَسر ما وضع الرَّبُ قاعدةً و هوَ كان إثمي
سويُ البَهجةِ اضحي في قربهُ و في البهتان امكث بمغيبهُ عني
كسيتُ بدمائهِ منه و به وجودي و منه و به نهايتي
ايا ابَتي).
اغلق صَفحاتِ دفتره مموضعًا القلم على غلافهِ بعد نقشه لمنسوجِ مشاعرٍ اثقلت ايسره دهرٍ يغدو في جهلٍ لما ينتظره سنواتٍ عناءًا كانت او النقيض.

الزَلَّه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن