تَوبة.

3.6K 200 328
                                    

100 comments.
20 votes.



في وَقع اوج اشعّة الشمس و بعد الساعة الاولى من بَعد الظُّهر ترجَّل من سيارته ابّان موضعته نظارته الشمسية في جيب سترته الداخلي حيث سار بخطاه للباب الاخر من السّيارة و حيث يمكث ابنَهُ يفتحه مناظرًا سكون هيئة الاصغر بأسناده ساعده على عليَّ الباب منحنيًا بجذعه خفيفًا للامام حائزًا على نظر بندقيَّتي مالك متمعنًا بانعكاس شعاع الضياء عليهنَّ جاعلًا من لونها اكثر بروزًا بطريقةٍ تسحر الناظرين و قَبل منبسه اردف مالك.

"رغم حافظك و فاهمك اكثر من ما فاهم روحي مجاي اكدر افسرَك هالفتره".
بهدوءِ نبراه اعرب اذ كان يفقه منبس والده من مجرد نظره قبل الحديث لكنه يعجز عن تفسير حتى النظرة هالأن ليس سوا حديثه الّا انه بذاته اهتزت نبرته ضمنًا لم يكن مقتنعًا بما تجلى من فاهه و داخل عقله تتصارع الافكار و عديدٌ من الفرضيات يواصل تجاهلها خشيةً من جرأة ما تطرحه.

"لو اعرفن چا جاوبتك انه بنفسي مجاي افهمني".
ارتدف اياد على ذات الوتيرة الساكنه عكس كلّ نبرةٍ توغلها الغضب و الصراخ منذ الساعةِ و كل جوِّ كدِر حُمّل بطاقةٍ اثقلت بكليهما كانت افعاله اكثر اريحيةٍ في عرضها غير ابهٍ بوقعِها،مُفصحًا عن رغباه غير مباليًا مما يدفعه للدخول في متاهةٍ عسيرة بعد التفكير في اقواله السابقه حتى باتت الخشية تسكن وكناته من نفسه و من ما تحمله وكناته ذاتًا.

"شجاي تگول هاي النظره بعيونك لگلبي حتى دتعجبه بابا!؟".
رفع مالك بيده دانيًا حذو لحية اباه ممسدًا لها بهداوةٍ معترفًا عن تسارع نبضه كلَّ ما تأمّل الديجور الماكث في مقلتي اياد غارقًا بمجرته وسط العالم كما لو لم يكن موجودًا يميل المقصود رأسه بخفّةٍ على برودة انامل وَلِيدهِ ثوانٍ حتى انتَفض مبتعدًا يستقيم بوقفته مستيدرًا صوب الصوت المنادي لهُ.

"ابو مالك".
اقترب حازم بخطى متباطئة مُزعزعةَ الوقعِ كتناقل نظراته بين الجالس في السيارة عبر الزجاج الامامي و المجاور له بوقوفه بعد ان استشعر غرابةً في موقفهما و الهالة النابعه منه تردد للحظةٍ من مقاطعتهم الّا انه كان مراقبًا من بعيد منذ اصطفاف السيارة قبالة باب الشركة الذي كان ينتظر عنده.

"ها حازم..تعال".
دعاه للاقتارب بينما يفتح الدرج الامامي المقابل لمجلس مالك اذ دخل بجذعه يضحي رأسه على مقربةٍ من الاصغر و جوار اذنه همس مالك بينما يعبث في الاوراق و الملفات باحثًا عن غايته.

"كِدتُ من عَينيه اسكر..فاتنٌ حلوٌ و أسمَر".
جابه المقصود بنادقهُ يسترجع بذاكرته قراءته لهذا النص في احدى الكتب التي كان يعمل على تدقيقها و التي كان مالك يجاوره اثناءها حتى التقطت عيناه السطر من شاشة الحاسوب فبقي معلقًا في ذاكرته يستذكره من آنها كلّما ابصر اباه لمشابهة الحروف المعنيُّ.

الزَلَّه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن