ألَمٌ لَوذَعِيْ.

5.3K 262 860
                                    







"اجانه هذا الكتاب الصبح موقّع و كامل للأسَف ما عِدنَه سُلطه على هالأمُر،تَقاعُدَك مُو بيدنه انَّكت من الوزاره في سَبيل يتيحون فُرص للخرّيجين و شَبابنه العاطلين انه كلّش اعتذر منّك ابو زيد طول سنين عملك چنت من نُخبة الموظّفين عدنه بس هاي هيّه الحياه و راتب تقاعدك منّا و هيچ حيتحوّل عالبطَاقه ما يتغير بهالاجراء شي".
بِرَسميَّةٍ تحدَّث المُدير تَحت اجواءٍ مُرتَبِكه من صَباحٍ مُغمغَمٍ تَنعكُسُ عَبر نافِذةِ المَكتبِ طَفيفُ إضاءةُ الشَمسِ من عَبر الغيومِ حَيثُ إجتَلسَ الرجُلُ الهَرمُ في صَدمةٍ من مَوقفهِ بعد الأستدعاءِ الّذي تحصَّل عليهِ آنَ ما ولجَ الشَرِكه يلتَقِطُ بَينَ يداهُ ألمَلفُّ الَّذي ناولهُ ايَّاهُ مُديرُه يَتفحَّصُ كلماتهُ بِبَحلقةِ عيناهُ و إرتجافِ انامله يرى في الأسفلِ تَوقيع الجِهات المُختَصّه و الهيئاتِ العُليى بأمرٍ محتومةٌ رَسميَّتُه.

"شلون هيچ..استاذ انَه بعدني ما طاب الخَمسين".
بِحَيرةٍ أجابَ يرفعُ ناظريهِ للرجُلِ بِسُترَتهُ الرَسميَّةِ يُشابِكُ انامُلهُ على طَاوُلَتهِ أمامه يَرى حيرتهُ هوَ ذاتًا من هذا الكِتاب المُفاجئِ.

"والله ما ادري حَالي حالك انصدمت من وصلني الكتاب ولّه انه لو بيدي ابَقّيك و على عيني و راسي بَس شنسوي بَعد".
أجابَهُ المُديرُ بِرَتابةٍ لِيَنهض أبَ زيد عن كُرسِيِّهِ تاركًا المَلفَّ على الطاوِله شارِعًا بِالخروجِ فَيُجيبُ اثنَاءَ سيرهِ وَ تحتَ شدِّ قَبضتيهِ كَظمَ قهرٍ.

"لا والله ما تقصّر استاذ،بس الله عالظالِم..".
سارَ خارِجًا تنتهِي مَسيرةُ عَملِ سنينٍ خاوُي اليَدين رُغمَ إيداع الدَولةِ راتُبَ تقاعُدهِ شهريًّا يبقى مَنسوبهُ يَختَلُفُ عَن منسوبِ عَملُهِ بِنَفسهِ لا يَكفي حاجَات عائُلَةٍ تَنتظِرهُ يَوميًّا بِإحتياجَاتٍ تكسرُ شَكيمَتيهِ يحمُلً إصرَ نَقلِ ذا الخَبرِ لهُم و لا يَجِد بِوسعهِ شَيءٌ سِوا تَقبُّل الأمرِ الوَاقعِ تَأخذُ الحَياةُ مَجراها نَاسٌ تَدوسُ وَ ناسٌ تُدَاس وَ لا ضوءَ يُسَلَّطُ علَى الفِئةِ الأدنى إذ الصَمتُ وَ الشَجنُ يبقى حلِيفُها في حينِ كُلٌّ في هَمِّهِ مَغشِيٌّ وَ يَاقوتٌ حَياةُ كُلٍَ فِي عَينِ الآخَرِ.



















"شدتسَوي!،هاي صدگ تحچي!".
صرَخَ مُناظِرًا نَافِذَتَهُ بَعدَ أن إستَمعَ لِصوتِ طَرقٍ عليها ظنَّ للحظةٍ كَونهُ نَاتِجٌ عَن أصواتِ الرَعدِ الَّتي جَهرت فِي المَدينةِ حَتّىٰ ألتَفتَ يجِدُ ذو الفُقَارِ واقِفًا علىٰ شِرفَتهِ من الخَارجِ ليَذهب مُسرعًا يَفتحُ البَابَ لهُ داعيهِ للدخول.

"قرد مو بَشر دنزع انزَع".
تَذمَّرَ حيدر مِن تَصرُّفهِ يُغلِقً البَاب ليِتَّجه لخزَانتهِ مُحضرًا مُن عِندها مَنشفةً حَتَّىٰ يُجَفِّف الآخرَ تَبلُّلَهُ.

الزَلَّه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن