صَبَّابه.

4.9K 252 1.2K
                                    

دعمكُم عالراح ابد مَيسُر خاطِر بس حز عليّه اخليكم تخلصون العُطله بلا بَارت.









تسلَّل ضِياءُ الشَّمسِ عَبر خِفَّةِ قِماشِ السِّتارِ في الغُرفةِ مُنعَكِسًا عَلى قَمحِ بَشرةِ النَّائمِ قبالَتهُ أبّان تأمُّلهُ جاعِلًا مِنهُ يَستَوعِبُ مَدَىٰ إطالَةِ مُجافاةِ النَّومِ به حَتّىٰ جَرىٰ بهِ الوَقتُ فَتنصَّل مِن بَين ذِراعَي أبيهِ مُستقيمًا لِيجتَلِسَ على طَرف السَّريرِ شارِدًا فِي الأرضِ كَما لَو أعادَت الشَمسُ بِفكرِهِ مِن غَياهِب الجَوىٰ وَ الرَغبات تَنتشلهُ مِن أراضِي الخَيالِ لأراضِي الوَاقع و ما بَعدهُ مُستقبلًا.

الّا انَّ ذاكَ العِطر الَّذي أستَأسرهُ جمالهُ ساعاتٍ غَدى كالسلاسلِ بهِ مقيّدةً و على نفسه كابِته يهوىٰ التَّخلُّصَ منها وَ الهروبُ من خَنقها فَلم يجِد بهِ مَنفذٌ سِوا مياهِ الدّوش اعلاه تَغسل بِبناه يَخالُ بِانسيابُها تنسالُ همومهُ تِباعًا و ما كَانت لهُ سِوا مَنفىٰ تَحبِسُ بهِ داخِلَ الافكارِ مُجددًا و بشكلٍ اكثَرُ عمقًا.

"مالك صارلَك ساعتين يُمّه يَلّى الخط راح يجي".
فزَّ على صوتِ طرق باب الحَمَّام تلاه نِداء وَالدته بِصوتٍ حَنينٍ استَغربهُ مَع انَّ جُملتها لَم تَستغرِق ذاكَ الأهتِمام الّا انه ما كَانَ علىٰ عادَاتِها تُضحِي حيِّزًا اخَر يشغِلُ بِفكره وَ يرهِقهُ شاردًا بهَا حَتّىٰ افاقَ بعد ان عاوَدت النِّداءَ خِشيةَ صمتِهِ ان اصابَهُ اذًى.

"يلّى خلّصت".
اجابَها مغلقًا المَاء يَلفُّ بالمنشَفةِ علىٰ ابتِلال بُنياه خَارجًا وَ قبل كُلِّ شَيءٍ يَعلمُ انَّ عليهِ مُحادَثةُ أبيهِ في الأمر رُغم استِيقافه اخِر جملةٍ لهُ امسًا فكّر بها بشتّى النَّواحِي وَ لم يجِد لها مَعنىٰ وَ لم يجِد ضالّتهُ كما تَركه قبلَ استحمامُه يلتَفِت لوالِدته في الجَانِب الآخر مِن الغُرفَةِ تُهيّءُ له مَلابِسه.

"بابا وَين!؟".
سألَها بِما يَحِزُّ فِي فؤادهِ إبَرًا يتَّجِهُ صَوبُها لِتُناظِره بَينما تَمِدُّ له قَميصه.

"شمدريني هوَ اني ردت اسألك غَير نايم يمّك تگول انتَ مرته".
التَقط مِنها قَميصُه اذ تَستغِلُّ كَعادتِها كلَّ الفُرَصِ للشَكوىٰ يَصمِت هوَ دون مُجادلتِها اذ خَارت بِهِ القُوىٰ كَما لَو فَقدت ذِي الشِجَاراتُ لَذَّتها دونَ وجودِ الآخَرِ فِي الجِوارِ لِيشاهِد دِفاعَهُ عَنه او شَتّى تَعابِيره وَ ردود فِعله لِذا انهىٰ الحِوارَ هُنا و ذَهب مُكملًا تجهّزه يَستَعلم خروجَ اياد مِن المَنزل فَلو كانَ موجودًا لردّت والِدتهُ على السُّؤال لذا لا فَائدة من البَحث يغادِر و للمدرسةِ وجهتُه.


















الزَلَّه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن