خِذلَان.

2.9K 211 799
                                    

شَباب الشروط نفسها.
















فتحَ الولّاعةَ سُفحَ قُطبِ سِيجارَتهِ مُشعلَها بحذرٍ ليَستنشِق منها نفسًا عميقًا مورِّثها بِهِ بينَما يقفُ مُسندًا بظَهرهِ ضدَّ جِدار المَيتمِ مُوليًا أنظارهُ لفراغِ الشَارعِ أمامَهُ من بداياتِ ساعاتِ الصَّباحِ نافثًا بدُخَّانِهِ بكثافةٍ مازَجت بُخارَ أنفاسهِ في الهَواءِ داسًّا بِأُخرى كفِّهِ داخلَ جيبِ سِترتهِ مُتقلِّصًا على ذاتهِ في محاولةٍ لتوفيرِ بعض الدفئِ اوسطَ برودةِ ذا الجوِّ.

"حتى چگايرك من الزمن القديم".
رمى بالسِيجارةِ بعدَ أن ساورَ حلقَهُ لذاعةٌ حارِقه تلسعُ بهِ دافعتهُ للسُعالِ داهسًا على القِطفِ تحتَ حذاءهِ نادِبًا سوءَ حظِّهِ بعد أن كانَ قَد سُرَّ اولَ وهلةٍ حينَ ما رأى بابَ غُرفةِ حارِس المَيتمِ في الخارجِ مفتوحًا فدخلَ مُسترقًا بضعًا من سجائرهِ مُستغلًا غَفوته الّا انَّ حدَّتها لم ترُقهُ رجَّحَ السببَ لكونِها مُنتهيةَ الصلاحيةِ أو ما شابَه فتنهَّدَ مموضِعًا يَدهُ بجَيبهِ كَحالِ الأُخرى رافِعًا بمحياهُ في الأرجَاءِ يُلاحِظُ مرورَ سيَّارةٍ من آخرِ الشَارعِ تعرَّفَ على شكلِها بسهولةٍ سَاكِنًا بُقعاهُ يُلاحظُ السَّيارةَ قد اصطفَّت أمامهُ يقتربُ المُترجِّلِ منها نَحوهُ.

"شبي الحِلو ضَايِج!؟".
إستَفهمَ رآغِب أوانَ ما أستقرَّ مُجابهًا ضَئِيلَ بِنياهُ ضِدَّ الحائطِ مكوِّبًا وجنتَاهُ بكُلتى القَبضتينِ مُستشعرًا بدفئِها شجمَ بَشراهُ حِينَ ما كانَ فَهد مُنغلقًا على ذاتهِ غَيرَ مُرتميٍ بينَ أحضانهِ كَما أعتادَ منهُ كَكُلِّ مرةٍ يَزورُهُ و مِن انعِكاس تَعابيرهِ إستنتَجَ وجودَ أمرٍ ما حدثَ معَهُ.

"ما إجَيت امس..".
إستَفسرَ فَهْد بِعتابٍ بعدَ أن غابَ عنهُ الأكبرَ لِليلةٍ حينَ ما أعتادَ مُشارَكتهُ لَياليهِ لأشهُرٍ لَم تَكُن بِالقَليلَةِ باتَ فُراقَهُ من بَعدِها ثَقِيلًا على خَافقهِ.

"الشُغل ودّاعتك بس فلا غُمَضلي جفن بلايه شوفتك گلبي طاگ عَليك".
بَرَّرَ تَساؤلَ فهد بعدَ ما أعتادَ هو الآخرُ على مُجَاورتهِ لا أهلَ و لا رِفقَةَ و لا عملَ إستَطاعَ تملُّكَ أوقاتهِ و التَفكير كما فعلَ الآخرُ يَغدو هارِبًا من الدُنيا و مَا فيها مُستَغنيًا عَن ما يَفني الوقتَ بهِ عملًا و يهربُ لصَغيرِ الفؤادِ بساعةٍ كَهذهِ.

"تدري بِيّّه ما احب انَامن ويَّاهُم تعودت على حُضنك".
إنتَبسَ بِخفوتِ نَبراهُ مُجابهًا أدهميَّتَي راغِب في مَا كَان قد تَشبَّثَ بِدبرِ قَميصُهُ مُلاحظًا إنحناءَ الأكبرِ حذوَ طولهِ و على طَليعةِ جَبهتهِ طبعَ لثماهُ بعُمقٍ تَستأسرُ البَراءةُ في محيى ذا الطفلِ خَفقاتهُ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الزَلَّه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن