تعارفنا

111 4 0
                                    

مهما كنت يقضا و مسيطرا على الوضع لن تتحكم فيه بشكلٍ تام أبدا ، ستغفل عن امور قد تغير لك الكثير من النتائج ..
في ذلك اليوم قبل اثنان و عشرون سنة كانت ليليان في الحديقة مع والدتها و زوجات اعمامها كان اليوم الذي يسبق عيد ميلادها أهداها عمها دراجة وردية ، كان الجو جميلا ، الحدائق مليئة بالزهور لكن للأسف اعترض طريقها حجرٌ فوقعت أرضا على ظهرها ، أين غصن شجرة صغيرٍ هناك دخل في أسفل ظهرها ... فتحت ريلينا عينيها مصدومة وشهقت فقال ريتشارد الذي كان يقود السيارة عائدا بها للشقة : هل انت بخير ؟؟
فقالت : أنا بخير يبدو أنني رأيت كابوسا ، لا أتذكر التفاصيل جيدا ... فتحت نافذة السيارة واستنشقت بعض الهواء العليل و المنعش ، جيد لقد مرة السهرة بأقل الأضرار
أما إيزابيلا فكانت في سيارة jeep الخاصة بهكتور لقد كان بانتظارها خارجا ووجدته هناك بعد انتهاء السهرة ، يبدو انه يعرف المكان هنا ، هذا مافكرت به هي أما هو فكان يقود دون ان يتكلم التزم الصمت و من يعلم أي أفكار تتشكل في عقله .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في مكان ما على الشاطئ كان إيمليانو مع كارولين جالسان حول دائرة نارٍ و الهواء العليل ينعشهما
فقال ايمليانو: فالنتزوج !!!!!
نظرة اليه متفاجئة ثم قالت : نحن لم نتخرج بعد !!
فقال : لقد بقيت سنة واحدة فقط ...لا باس ، اساسا انا أملك عملا و مالا كثيرا يكفيني لرعايتك حتى لو لم أدرس!!
فقالت : لم يمضي الكثير على تعارفنا ، هل انت متأكد ؟؟
فقال لها : متأكد كما لم أكن من قبل في أي قرار، و أيضا لقد مضى الكثير على تعارفنا
فقالت : مالذي تقصده انها بضعة اسابيع إيمليانو ؟؟؟
فقال لها : قبل سنة تماما جاءت فتاة شقراء بعيون صافية كسماء للجامعة و انضمت لفرقة الباليه و صارت نائبة القائدة و انا صرت أحرص على حضور كل عروض الفرقة من يومها ، فتاة من عائلة دي ماريا ، لكنها لطيفة جدا حتى انها اهتمت بقطط الجامعة فلم اعد تضطر لجمعهم من اجل الطعام .... ذلك اليوم وقعت أثناء التدريب و اذت كاحلها ، في يوم آخر أراد شاب مضايقتها فجعلته يغادر الجامعة ... كانت عينيها مفتوحتين من صدمتها و الدهشة
وقالت : إيمليانو ، لا أصدق ... اذا في الوقت الذي كنت فيه معجبة سرية بك انت كنت ....
فقاطعها قائلا : كنت متيما بكِ !!! لقد سبقتك بخطوة شقرائي ...
لم تجد ما تقله صمتت فقط فتابع هو : لم تتوقعي ان وجود فتاة شقراء جديدة في الجامعة جميلة و لطيفة سيمر عليا مرور الكرام ... هذا محال و بقي يضحك
فقالت : انت محتال ايها السلفادور
فقال لها : اذا مستعدة لأطفالٍ مشتركين آخريين بين العائلتين ، ايتها الشقراء
تنهدت وقالت : مأسف ماحصل مع العائلتين قديما ، كيف فقدنا أقاربنا في ذلك اليوم المشؤوم ، هل سنستطيع ان نكون معا و نشكل عائلة بدون مشاكل
فقال: انت فقط وافق و لن أهتم لشيء آخر ابدا

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصل هكتور و إيزابيلا للمبنى ، نزل من السيارة و فتح لها الباب لم يقل شيء لكنه أمسك بمعصمها و جرها خلفه ...يبدو غاضبا !!
أدخلها المصعد و حدد الطابق ، لاحظت انه أخطئ في الرقم لكنها لم تشأ ان تنبهه فهو يبدو في حالة غريبةٍ جدا
أُغلق باب المصعد فستدارَ لها ، كانت عيناه قاتمتين وجهه لا يُفسر ، هذا مازاد في سرعة دقات قلبها ، تقدم منها خطوة بخطوة حتى لم يفصل بينهما سوى ملابسهما ، حاصرها بين ذراعيه و طوله و جسده الضخم لن تجِد مهربا
ارتبكت و توترة قلبها سيخرج من مكانه فقال لها :
اولا : لاترتدي الأحمر مجددا خارجا أبدا فقط عندما تكونين برفقتي
ثانيا : لاتتحدثي مع ستيفن دي ماريا مجددا لاحظت نظراته اتجاهك الليلة و في الحفلة و المزرعة لا تدفعيني لإقتلاع عينيه منه
و ماكل ذلك الحماس للمعركة الثانية ....صمت قليلا ثم قال بعد ان أغمض عينيه و تنهد : ثالثا لا تتحمسي لرجلٍ غيري
مفهوم ؟؟
فقالت : لن ارتدي الأحمر لرجل غيرك ، لن اتحمس لرجل غيرك و لن اتفعال مع رجل آخر غيرك
قالتها و يدها ترتجف ،أغمضت عينيها و حاولة السيطرة على نفسها و تهدأت قلبها المتوتر، و مشاعرها الهائجة
فشعرت بأنفاسه الحارة تلفع وجهها ثم قال : لما تحاولين السيطرة على نفسك بجانبي ؟؟!!
فقالت : أحاول الا ارتكب خطأً ما
فقال لها : بما انك ستلتزمين بوعدك ، لا أحمر لا حماس و لا تفاعل مع غيري ، فأنا مستعد لتقبل كل أخطائك و إحتضان جميع حالاتك يا قاتلتي ... فبتسمت أخيرا مع إنفتاح باب المصعد فقالت : أخطأت الطابق سيدي
فقال لها مبتسما بمكر : لا نحن في المكان الصحيح تماما ، رمشت بعينيها عدة مرات ثم تابع : انه طابق اين شقتي موجودة إيزابيلا
فقالت : صحيح انت شقيق المالك هنا
ابتسم بينما يكلم نفسه : سكان المبنى أغلبهم ينتمون لزهرة الزئبق و المقاتلين جميعهم هنا ...
فتح باب الشقة و دخل ، كانت ورائه تمشي ببطئ فستدار و قال لها : أدخلي و أغلقي الباب ... ثم استمر في مشيه و نزع قميصه ، دخلت بهدوء و هي تتأمل الشقة ، كانت شقة راقية جدا ، أثاثها خشبي جدارٌ زوجاجي يطل على المدينة المنارة بالأضواء ، المطبخ مفتوح على غرفة المعيشة و الكثير من التفاصيل الأخرى ، خرج من غرفته عاري الصدر يحمل علبة الإسعافات الأولية ، تفحصته جيدا فلاحظت ان كتفه مجروح و ينزف فقال : تعالي و ساعديني على تعقيم الجرح ، لا أريده ان يتجرثم او يلتهب ثم وضع العلبة على الطاولة الخشبية و جلس على الأريكة ممددا ظهره علها و أرخى رأسها للخلف و ظل يراقب السقف
كانت لا تزال مكانها تراقب كل خطوة له ثم تقدمت ببطئ و بهدوء جلست أمامه ، حملت علبة الإسعافات أخدت كمادات و معقمات و بدأت في تنظيف الجرح ، كان الجرح عبارة عن خمسة خطوط تمتد طوليا كأنها مخالب غُرِست على جلده
فقالت : اذا أيها البطل الأسود ... لما تفعل هذا ؟؟ هل الأمر يستحق ؟؟؟!! أليست سلامتك اولى ؟
نظر اليها ابتسم و قال : أبتسامتك تستحق ، ضحكتك تستحق ، حبك يستحق ...
لم تفهم لكنها ابتسمت ، أحاط خصرها و قربها إليه و قال : لن أمطر اوامر عليك بلا تفعلي لا تفعلي و لا يكون لذلك مقابل ... بقيت تنظر اليه ، لم تفهم بماذا يتكلم و ضغطت على جرحه دون قصد فتأوه متألما ، انتفضت من مكانها و قالت : آسفة لقد شردت
فقال لها : انت من ستقتليني ، ثم ضحك و سمح لها بمتابعة عملها ، ضمدته جيدا و تمنت له الشفاء
فقال لها : إيزابيلا ...
نظرت اليه منتظرت ان يكمل كلامه لما ناداها
فتابع : من هي ريلينا ؟؟!!!
توقفت للحظات و لم تجد ماتقوله ، سؤالُه مفخخ ترددت قليلا ثم قالت : مالذي تقصده ؟؟؟
فقال لها : لست غبيا ، قاتلتي استطيع الإحساس بوضعٍ غريب في الوسط ، ذلك اليوم في الخفل صدنتي حين قال ريتشارد حبيبتي ، حضورها كضيفة شرف في ليليوم ، تقرب إيفان الغريب منها و إعطائها حصانا يكون لها أساسا
كما ان خلفيتها غامضة جدا ، لم نستطع سوى سماع إسمها ...لما كل هذه السرية
ربما لست بمستوى ريتشارد و إيفان لكني بمستوى أستطيع فيه تحليل الاوضاع الغريبة التي يختلقانها
فقالت : لما لم تسأل ريتشارد بنفسه عن ذلك ؟؟
هو من دبر كل شيءٍ في النهاية
ابتسم و قال : ريتشارد متعصب فيما يخص أمر ريلينا حبيبته ، يمكنني تفهم الوضع ، انا ان أراد أحدٌ سؤالِ عنك فسأنزعج حتى لو كان ريتشارد نفسه ... لكن صرت خائفا ان يؤذي نفسه بسبب هذا .
فقالت : حسنا سأخبرك بقصة اذا ... قصة تعارفنا انا و ريلينا
فقال لها : وكلِ اذانٌ صاغية

العيون البنفسجية (Part One )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant