مقبرة منسوجة

52 3 0
                                    

ركب الفارس الأسود بجانب الرجل و إبنته عبر الأشجار التي تصدر أصواتاً غير مُرحبة و الظلال تتحرك حولهم ، لم يستطيعوا أن يروا شيء سوي أسفل أقدام أحصنتهم بسبب الضباب السميك ، لكن بعد بضعة دقائق من السير عبر ضوء شعلة بعيدة الضباب فقالت الفتاة:

''لقد عدنا للمنزل!''.

كشف الضباب عن قرية كبيرة أرضها صعيداً طيني كلما إقترب منها الفارس الأسود إستطاع أن يسمع أصوات الحزن و الحديث بين سكانها ، فور أن رآهم الحراس إتجهوا ناحيتهم برماحهم فقال الحارس بصرامة:

''من هناك! أجب عن نفسك حالاً!!''.

فأجاب والد الفتاة:

''إنه أنا ، نجار القرية الذي صنع لك رمحك هذا''.

فإبتسم الحارس مرتاحاً و قال:

''لقد نجحت و وجدت إبنتك وحدك؟ لقد قلت لك أن ننتظر قليلاً قبل أن نبحث عنها فعددهم كان كثير...و من هذا؟''.

لكن قبل أن يجيب والد الفتاة أجاب الفارس الأسود قائلاً:

''لقد أحضرت حقيبة دواء لمن يحتاجها''.

أعطي الفارس الأسود حقيبة الدواء لأطباء القرية بلا مقابل بعد أن سُمح له بالدخول ، و سمع منهم عن العناكب التي جائت عندما مات نور العالم بالأمراض مختطفين الأطفال و أكثر القرية نائمة ، فطلب والد الفتاة من الفارس الأسود أن يساعد قريتهم قائلاً:

''العناكب التي رأيناها تحمل بعض أطفالنا بعيداً دائماً ما كانت تتجه نفس الإتجاه ، كنا نريد أن نلحقهم ذات مرة لكن لم نفعل لأن الحراس لدينا هنا قليلون و ليسوا متمرسين في القتال ، لكن أنت سيدي إذا خرجت معهم ربما تجدون شيئاً''.

نظر إليه الفارس الأسود في صمت بدا كأنه يفكر ثم قال:

''سأذهب وحدي إذا كما تقول حراسكم غير مقاتلين فهذا يعني أن ذهابهم معي عديم الجدوي''.

ذهب الفارس الأسود في الإتجاه الذي أشار إليه والد الفتاة عبر الغابة الضبابية مجدداً ، كلما سار كلما ظهر علي الأشجار علامات خدش علي الأشجار و غرقت الأرض تحت قدميه بضباب أكثر و برزت خيوط العناكب بين الأشجار.

كذلك الصوت كلما تقدم أكثر سمع أصوات أشياء تتحرك حوله ، ظلال سوداء تقفز بين الأشجار حوله ، فظهر أمامه عنكبوت ضخم معه أثنان آخران يحيطانه ، أمسك الفارس الأسود بسيفه راكضاً ناحية العنكبوت أمامه فطعنه لكن تفادي العنكبوت سيفه قافظاً لأعلي هابطاً علي الفارس الأسود بيديه كالرماح فتفاداه الفارس ثم طعنه بظهره.

فركض العنكبوتين الآخرين ناحيته يلوحون أيديهم ليصيبوا الفارس فتفاداهم بدرعه و سيفه في قتال أظهر سرعة الفارس الأسود التي كادت تتساوي مع العناكب العملاقة ؛ فقطع رأس أحدهم و طعن الأخر ببطنه فقتله ثم إلتفت إلي الثالث فوجده يهرب و تسيل دمائه.

سار الفارس ورائه متتبعاً حتي وجد الدماء تؤدي إلي كهف مظلم مغلق بخيوط عنكبوت ؛ فأراد الفارس أن يقطع الخيوط بسيفه لكن سيفه إلتصق ، فصنع ناراً بجذع شجرة ضخم و حرق الخيوط مفرجة سيفه ساخناً ثم دخل الكهف.

الكهف كان شديد الظلام و نتن الرائحة و يوجد خيوط بكل مكان و كلما تقدم أكثر إزدادت الرائحة نتانة حتي أصبحت تكاد تقتل ، بعد أن وصل نهاية ممر الكهف وجد نفسه في قاعة كبيرة يملأها خيط العنكبوت بغزارة أكثر.

نظر الفارس حوله في الظلام الذي كان ينير بعضه عصاه المشتعلة فوجد بيوضاً كحجم طفل صغير و وجد أشياء مُغلفة بخيط عنكبوت ففتح الفارس واحدة منها فخرج منها رجل ميت مرتطماً بالأرض بصوت عال.

عندها أدرك الفارس أن الأشياء المغلفة هي جثث الأشخاص الذين إختطفتهم العناكب فوُضعت في تابوت من الحرير كي لا يفسد اللحم حتي يخرج الصغار من البيض فيتغذوا عليه ، عندها سمع الفارس صوت أشياء تتحرك في الظلام ثم نظر فوجد عينان حمراء تنظر له من الظلام فقفز عليه عنكبوت أضخم من العناكب التي واجهها فأوقع من يده الشعلة و غرق الفارس في ظلام الكهف.

ركضالفارس في الظلام ممسكاً بسيفه متذكراً طريق الخروج ، و أثناء ذلك يطارده عنكبوتضخم يُقطع جسده تارة ثم يختبئ في الظلام تارة أخري حتي خرج الفارس من ظلام الكهفإلي ضوء الليل فخرج ورائه ما كان يطارده فوجد أنها عنكبوتة ضخمة يداها كالسيفعيناها حمراء ؛ فأخذ وضعية قتالية بسيفه و درعه فهجمت عليه بسرعة رهيبة فطعنتهبقوة في بطنه محطمة درعه في يده مخترقة درعه الذي يرتديه حتي خرج نصف يدها من ظهره؛ فأوقع الفارس سيفه و سعل دماءً ثم أخرجت يدها فسقط أرضاً.




(لا تنسي الفوت و الفولو إذا أعجبتك القصة)

فجر المملكة القرمزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن