مدينة ألنولا

98 5 3
                                    

إنهزم جيش الشمال و قُتل أمير مملكة الزمردة الخضراء و غطت الجثث المشوهة أرض القلعة و وقع القليل من الجيشان أسري حرب ، عادت ليلث مجدداً إلي الغرفة بعد أن إنكمشت ضخامتها و عادت إلي الحجم الطبيعي فأمرت بأن يذهب رسول إلي مملكة دارام زولد و أن يحمل معه ما تبقي من رأس الأمير مطالبة أن يأتي الملك إلي قصر الحكم في (ألنولا) ليعتذر شخصياً عما بدر عن الجيش الذي هجم عليها و إلا ستأتي هي إليه لتنهي نسله تماماً.

أخذ جندي ما تبقي من رأس الأمير التي كانت عبارة عن ثلث رأسه حيث كان يظهر عليها عينه و هي تبدي لمحة الفزع ، و أخذ الجندي كذلك نصف حصانه الأبيض يجره ورائه و هو راكب حصانه الأسود و ذهب متجهاً إلي دارام زولد.

أما ليلث فذهبت مع جيشها إلي مقر حكمها في ذلك الإقليم و الذي كان في مدينة ألنولا ، و وصلت بعد مسيرة أربعة أيام تستقبلها المدينة بالفرحة و الترحاب و يلقي النساء علي جنودها أوراق ورد أحمر فرحين برجوع الملكة القرمزية علي مملكة الشمال التي كانت أعداء هذه المدينة و القري المحيطة بها.

كانت السعادة و الورود تمتد من بوابة المدينة إلي قصر الحكم كانت تلك هي المناطق التي يسكنها ذوي المال و النفوذ ، أما باقي الشوارع في باطن المدينة ينتشر بها أمراض من أطعمة ملوثة و دواء ردئ غير نافع يُباع من أجل المال و كذلك الخبز المتعفن يأكله الفقراء لقلة ثمنه.

كانت تلك مدينة تقع بجانب بحر تسبح فيه حشود السمك فإعتمدت المدينة عليه كطعام ، لكن بعد أن ماتت شجرة النور غطي العالم برد قارص و ليل جاف جعل الثلج يتساقط ثم تجمدت العديد من البحيرات.

وصل المدينة ملك دارام زولد و إتجه إلي قصر الحكم و بجواره ثلاثين جندي حراسة له و فُتح له باب القصر و دخل غرفة العرش الواسعة طولاً حيث خفض رأسه منحنياً للملكة القرمزية ليليث ثم قال:

''لقد جئت بأقصي سرعة فور أن وصلني رسولك...لم يكن عندي وقت كافي لأحزن علي أول ولد لي''.

فقالت ليليث:

''إبنك خان الإمبراطورية! ألا تريد السلام أيها البشري العجوز؟''.

فقال لها الملك بإحباط:

''أجل أريد السلام''.

فقالت ليليث:

''إذاً أظهر لي ولائك بعد أن خانني ولدك....أظهر لي دمائك''.

أشارت ليليث إلي الحارس بجانبها فإتجه إلي الملك ثم أمسك سيفه ، و وقف أمام الملك ينتظر منه الإجابة فأومأ الملك برأسه موافقاً فطعنه الجندي بقدمه ثم عمد سيفه و سار عائداً بجوار ليلث فقال الملك و صوت الدماء تتساقط علي الأرض:

''أقسم لك بأبني الصغير الذي تبقي لي لن أكون سوي مطيع لك و للإمبراطورية!''.

فقالت ليليث مسرورة:

''جيد جداً ، يمكنك أن ترتاح في القصر و أن تفعل ما يحلوا لك بمدينة ألنولا ، يمكنك أن تغادر غرفة القصر يا جلالة الملك''.

غادر الملك تتساقط الدماء ورائه ثم نظرت ليليث إلي نافذة غرفة فوقها صدر عنها صوت ضحكة ، فوجدت فتاة ذات شعر أحمر تنظر منها مبتسمة فإبتسمت لها ليليث.

ثم دخل غرفة العرش رجل شعره شديد أسود يصل كتفه حريري المظهر ثم إنحني قائلاً:

''جلالة الملكة ، تسلقت الغيلان قلعة بيرنيان تحت الظلام و قتلوا عائلة الحكم كلها و علقت رؤسهم جميعاً أمام العامة مُعلناً سيطرة الإمبراطورية القرمزية علي مملكتهم ، و الأن ينتظرون أن يُعين عليهم حاكم ولائه لنا''.

فقالت ليلث واضعة يدها علي كتفه:

''إرفع رأسك فينرر يا بني ، أحسنت عملاً كعادتك''.

ثم جائت فتاة شابة ذات شعر أحمر تركض فرحة ناحية فينرر ، هي نفس الفتاة التي ضحكت لها ليليث ، ثم إحتضنته قائلة:

''أخي الكبير إشتقت لك! كم شخصاً قتلت؟؟ هل أحضرت لي هدية؟؟''.

ضحك فينرر قائلاً:

''بالطبع أحضرت لك هدية و أحضرت لأختيك كذلك....خذي هذه''.

ثم أخرج لها من حقيبته خنجراً مزغرف بنقش طاووس أخضر علي نصله و علي مقبضه حجر أحمر اللون:
''إن هذا خنجر ابن حاكم القلعة بيرنيان ، لن يحتاجه بعد الأن ففكرت أن أعطيك إياه لأن به لون عينيك الخضراء و شعرك الأحمر يا أيارا''.

نهضت ليلث عن العرش و قالت:

''الأنلا توجد مملكة تحاربنا ، خلال يومين سنتجهز لنعود إلي المدينة الفضية عاصمةالإمبراطورية....لقد إشتقت إلي الملك كثيراً''.





(لا تنسي الفوت و الفولو إذا عجبتك القصة)

فجر المملكة القرمزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن