تراجع جيش ليلث بعد أن بدأ إطلاق الأسهم و ظهر علي الأرض أمام الحائط الطويل حمم ، و أخذ الجيش وضعية دفاع رافعين دروعهم لأعلي ليصدوا الأسهم المشتعلة ؛ فظهر في الحائط أمامهم ثقوب صغيرة يقف ورائها زرزاء و بدأوا بإطلاق أسهم مشتعلة منها فأُصيبت مقدمة الجيش.
تراجع الملك و الملكة و الأميرة و جيليب إلي منتصف الجيش و أخذ الملك يفكر في كيفية تجاوز الحائط ، فأمر الملك جيشه أن يبدأ بإطلاق الأسهم و أمر عمالقة جيشه بأن يهدموا الحائط فمطارقهم ، فلم تصل أسهم جيشه إلي الزرزاء و كانت تتجنبهم في الهواء فتطير بعيداً.
أما العمالقة فلم يستطيعوا أن يحدثوا خدشاً علي الحائط ، و ظل القتال بين الزرزاء و الجيش الأحمر مستمر لكثير من الوقت و الزرزاء يقتلون كثيراً من الجيش ؛ فقال الملك:
''ماذا يحدث؟! لماذا لا يمكننا إصابة رماة الأسهم أعلي الحائط أو نهده بكائناتنا العملاقة؟!''
فقالت الملكة:
''لابد أنه سحر ، سحر قوي حتي أنا لا أستطيع إبطاله....لكن ربما ، سحر قوي جداً كهذا يجب أن يحافظ علي إستمراره سَحرة ، هذا يعني أن خلف ذلك الحائط يقف رجال يرتلون سحرهم ليبقي الحائط بكامل قوته''.
فقالت الأميرة سيدرا:
''لا أستطيع إبطاله كذلك! لكني أستطيع أن أجعل بعض رجالنا يطيرون في الهواء ربما يقتلوا السحرة''.
فنظر إليها جيليب و قال:
''أرسليني في الهواء مع بعض الرجال إذا! أنا أفضل مقاتل لديكم''.
وافقت ليليث و أمرت تسعة رجال مقاتلين أن يذهبوا معه ، فنظر جيليب إلي سيدرا و بدأت ترتل سحرها فبدأ يطفوا في الهواء حتي وصل إلي الزرزاء الرماة عالياً متفادياً أسهمهم ؛ فدفع واحداً منهم و أوقعه علي الأرض قتيلاً فأصاب الزرزاء الآخرون ستة فلم يبق مع جيليب سوي ثلاثة.
فأمرهم جيليب بأن يهبطا فوراً و يقتلا السحرة ، فلما وصلوا إلي الأرض قُتل واحد آخر فتبقي إثنان فأخذ جيليب يركض سريعاً حتي وجد رجل يقف يرتل كلاماً غريباً فقتله ؛ فإهتز الحائط و إختفت الحمم من الأرض مما جعل الجيش يتقدم مجدداً لتعاود الغيلان تسلق الحائط.
ثم ركض جيليب مجدداً متجاهلاً الزرزاء الذين يركضون ورائه بالرماح ، فوجد رجلاً آخر يرتل السحر فطُعن جيليب في فخذه برمح قد أُلقي عليه من ورائه و سقط أرضاً و لم يستطع أن يقتل الساحر.
ثم نهض ليجد نفسه محاصراً بزرزاء كثيرين فنظر في السماء فوجد سيدرا تطير بجانبها الملك و الملكة ، فهبطت ليليث علي الأرض تتوج قرون مخيفة رأسها و إزداد حجمها و إزدادت ضخامة و أخرجت من الهواء سيفها الأسود العملاق و أخذت تسحق به جنود الزرزاء بكل مكان.
و قتل الملك ليبتار الساحر بسرعة شديدة ثم أخذ يقتل الزرزاء بجانب ملكته ، و هبطت سيدرا إلي جيليب و أمرته بصرامة أن ينهض نازعة الرمح عن فخذه بقسوة ، فنهض جيليب متألماً ليقاتل عن سيدرا كل من يقترب منها و هي تجلس بهدوء علي الأرض تنتظر إنتهاء القتال.
و بعد مرور ساعة من القتال تحطم الحائط و إجتاح الجيش القرمزي القصر و ذبل الورد من ثقل الجثث المشوهة عليه ، ثم وقفت ليلث أكثر طولاً من شجرة فقال لها الملك ليبتار:
''لقد نجحنا! قتلناهم جميعاً!!''.
فأخذت ليليث تنظر حولها ثم إتجهت إلي باب القصر فحطمته بقدمها و دخلت تسير بسرعة في الطرقات يتبعها حرسها حتي رأت نفسها أمام غرفتها القديمة فتوقفت و قالت بصوت مضطرب:
''أين باقي الزرزاء؟''.
إنتشر بعض جيشها داخل القصر يضمنون فراغ الغرف ، و إتجهت سيدرا إلي مكتبة القصر و أمرت حراسها أن يبدأوا بوضع الكتب في صناديق ضخمة تحملها العمالقة فدخل إليها جيليب مُتعباً فقال لها:
''يا جلالة الأميرة المكان يبدوا أمناً هل أستطيع أن أذهب لأداوي جرحي في المخيم خارج القصر؟''.
فقالت له سيدرا غير مبالية له:
''بالتأكيد إذهب''.
إنحني جيليب عابساً بحزن و بدأ يسير ببطئ خارج المكتبة فشعرت سيدرا بذلك فأخذت بيده و قالت له:
''أسفةلم أقصد ذلك ، هذه أول مرة أري فيها قتالاً شديداً مثل ذلك فشعرت بالتوتر جداً ،أرجوك أبق معي قليلاً إني أحب رفقتك ، فور أن ينتهوا من نقل الكتب سأداوي جراحكبنفسي''.
أنت تقرأ
فجر المملكة القرمزية
Fantasíaفي عالم بعيد ، ملكة ذات شعر أحمر. تتوجها قرون علي رأسها تتصدر. قتلت شجرة النور بيديها الباردة. جالبة العتمة و البرد لأرض محتضرة. سيطرت علي العالم بقوتها الشريرة. و جمالها الغامض يثير الفزع و الرهبة. لكن الأمل لم يمت ، ينبض في قلوب الناس. ينتظرون بصب...