.
.
.
ـــــــــــــــــــــ 。⋆୨♟️୧⋆。 ـــــــــــــــــــــ
• إسبانيا ... برشلونة ... السّاعة « 09 : 14 » :
صقيعٌ مُلِمّ بمشاعر راكدَة يحتضِنها السّقف البالِي ، و آلام يثعبهَا القلبُ تتسّرب عبر تشقّقات الأرضيّة المُجدَبة و تجفّ قبل أن تتراءَى للعلَن ...
ضياعٌ يتجوّل بين أروِقة السّجن ... و سُكون مُقفَر يستكِين فوقَ صفائِح قلبه الّذي يذرفُ حمَمًا متجمّدة ...
الزّنزانة رقم واحد و عشرين ...
عند الممرّ الرّابع ...جسدٌ مُتهدّل تنبسط خطاياه فوق السّرير المُتنَحّي عند زاوية محتجزة في كنف الظّلام ... و نبضات خافقه لم تعُد تُقارن مع مشاعره الّتي تهطِل كشظايا رذاذ تطعن وجدَانه رغم خفّتها ...
أفكار عشوائيّة تترامى بداخل عقلِه الّذي لا يتوقّف عن العمل ... و رأسُه المُنبسط فوق الوسادة قد وجدت شياطينه سبيلًا لتتحاور بدندنة خفيفة تتناغم مع اللّحن الّذي ينسكب بهدوء من حنجرَته المتشقّقة إثر جفاف مشاعره الّتي توقّف عن ذرفها منذ زمَن ...
منذ سنة ... منذ دخوله للسّجن ... منذ آخر مرّة اِغتسلَت روحه بنور الحرّيّة و رأى فيها يديه بلا قيود ... بلا أصفاد ...
يُسبِل أهدابه الذّهبيّة و يستحضِر الأفكار لتنهال عليه دون هوادة ... تسحقه بمشاعر مريرة ... كثيفة ... مُتعبة و مُلتوية ...
مرّت ثوانٍ ... لربّما دقائق من الخرس القهري و الإشتباكات الدّاخليّة مع نفسه ...
"آرناو دوَارت كالديرا !"
و إثر ذلك النّداء ... اِنفرجَت جفونه الّتي أضنَاها الأرق ، و بقي يحدّق بالسّقف البالي الّذي يعتليه ، فيما يسنِد مؤخّرة رأسه على ذراعيه المثنيّين فوق الوسادة ...
ثوانٍ قليلة مِن التّجاهُل الصّامت ... حتّى طرفَ بمقلتَيه للجانب يوجّه سِهام نظراته المُحتدمَة إزاء الشّرطيّ المنتصب خلف قضبان الزّنزانة الدّهماء ...
أنت تقرأ
كيرينسيا | Querencia
Mystery / Thriller« هُـنَـا حَـيـثُ نَـسْفـكُ الـدِّمَـاء فِـي سَـبِيـل العَـدَالَــة »