|04| مُـنـقِـذِي||

3K 173 370
                                    

。⋆୨୧⋆ 。

        كانديلا

رفعتُ يداي لأفرك بهما عينايَ أحاول إبعاد ما تبقّى من تعب النّوم عليّ ...

تراجعتُ بظهري لأستريح على مسند السّرير في اللّحظة الّتي خفضتُ فيها يداي و بقيت أرمش في محاولة لطرد نور الصّباح من عيوني ...

رفعتُ بصري لوهلة و إستدرتُ برأسي للجانب أحاول تحاشي النّور المتسلّل من خلف النّافذة ، غير أنّ حركاتي قد تلبّثَت لوهلة وسط نُجول حدقتاي في صدمة حين لمحتُ ذلك الأشقر يجلس على أريكة الغرفة و لوسيا بين ذراعيه ، كان يضحك معها و هي تتجوّل بيديها الصّغيرتان بين تقاسيم وجهه ...

جلَيتُ حلقي بصعوبة وسط الألم الّذي هاجم رأسي فجأة ، لا أعرف ما الّذي يحدث هنا بحقّ الإله !

رأسي سينفجر و لستُ قادرة على تذكّر آخر ما حدث من ليلة أمس ...

"صباح الخير ليندا"

بقيتُ أرمش بغير فهمٍ إثر تلك النّبرة الهادئة الّتي خاطبني بها ... حتّى نظراته كانت هادئة ، تعابيره لا تعاكس هدوء كلّ ما يحيط به ، هذا مرعب بحقّ ...

هل يعقل أنّني لازلتُ على قيد الحياة مِن بعد الّذي حدث ليلة أمس ؟!

آخر ما أتذكّره هو أنّني عدتُ لمنزله و تفقّدتُ لوسيا إن كانت بخير ، ثمّ ... أوه سحقًا !

تجرّعتُ نسبة كبيرة من المشروب ! لحدّ الثّمالة .

أحتاج لدروس توعويّة حول كيفيّة التّصرّف في المواقف الخطيرة ...

"سيّد كالديرا ، هل لي أن أعرف ما الّذي يحدث هنا ؟!"

نبرتي كانت متردّدة ، لكنّه ظلّ مستكينا مكانه و يقبّل لوسيا على وجنتها ، هي لفّت يديها حول جانِبَي رأسه ، و لا يسعني سوى تأمّل الكارثة الّتي أنا فيها ...

خفضتُ بصري للفستان الخفيف الزّهري الّذي أرتديه ، أحاول أن أتذكّر شي ما بينما أمنحه وقت أكثر ليتجاهلني ... لأنّه قرّر أن لا يعيرني إنتباه ...

لا أتذكّر أنّني غيّرتُ ملابسي ، ثمّ و ما الّذي أفعله هنا على سرير هذه الغرفة ؟!

سحقًا الألم يُسهِب أكثر و يتصاعد لرأسي بطريقة حادّة تجعل مِن جفوني تُعتَصر بقوّة في اللّحظة الّتي رفعتُ فيها يديّ ، أمسكُ رأسي بقوّة فيما هو ينبس أخيرًا و ينتصب من مكانه ...

"أُفضّل أن لا تعرفي أيّ شيء ، لأنّكِ قد تفقدي وعيكِ لو أخبركِ عن الّذي كنتِ تتحدّثين حوله و أنتِ ثملة"

أنا كارثة بشريّة ...

رفعتُ رأسي موسّعة لحدقتاي مصدومة ، أشعر بريقي يجفّ تلقائيًّا ، لكن هو لماذا لم يقتلني ؟! أحرقتُ سيّارته و طردته من سيّارتي بطريقة وقحة !

كيرينسيا | Querencia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن