|06|دِمَــاء وَ مُـطَــارَدَة||

1.2K 108 406
                                    


。⋆୨୧⋆ 。

الدّماء ...

الكثيرُ من الدّماء كانت تنصفِدُ مِن رأسه ...

بسببي ...

تتسّع حدقتايَ في ذهول و عيوني متصلّبة عند المنظر الدّامي الّذي يجعلني أجلي حلقي مرارًا و تكرارًا و لا أقدِر على اِبتلاعِ مرارة اِنكساري مِن كلماته ، و ثمّ الشّعور بالتّأنيب لأنّني أذيتُه ...

و أظلّ مستكينة مكاني لا تُزايِلني عادة التّأنيب عند كلّ شيء أفتعله ، فتتخشّب حواسي بأكملها حين ألمَح ملامحه تتلوّى بالألم بينما يرفع يده بحركاتٍ آليّة لرأسه ملتمسًا الدّماء الّتي تسيل على جهة صدغه وصولًا لفكّه ثمّ تلطّخ ملابسه ...

و مرّة أخرى أؤذي شخص آخر ...

و لا أتحكّم في ردود أفعالي ، هذا ما أجيده ، و هذا ما يقتلني في كلّ مرّة و يجعلني أستطعمُ مرارة سوئي ...

أكره حقدي لنفسي الّذي يدفعُني لإيذاء كلّ مَن حولي ...

الأمر يستحقّ لكمة أو إثنان ربّما ... و لكن ليس كسر الكأس ...

ما ألعَن هذا الشّعور المقِيت !

رمشتُ أحاول الإقتراب منه بخطى قصيرة متردّدة و بأنفاسٍ شبه مرتجفة ، بَيد أنّ نظراته نحو الأسفل ، و أهدابه الذّهبية تكاد تلامس أعلى وجنته ، لا يمكنني التّركيز في أيّ شيء ... سوى في الدّماء ... و جرحه ...

لا يمكنني إبصاره بوُضوح ... المنظر مقرف ، مرعب ، أكرهه ... و أكره نفسي للمرّة الألف ، هذه اللّحظاتُ مَوهوبة لتفرّدي بشتم نفسي ...

لا أعرف كيف مددتُ يدي و وضعتها على جانب وجهه لأخفض رأسه نحوي وسط تصنّمه و سكونه ، هو يبدو مصدومًا و لا أفهم لماذا لا يُبدي ردود فعل ، و قد اِحتجّت تعابيره الضّرِحة دون لسانه ...

لكنّني تنفّست بعمقٍ أمرّر سبّابتي على خصلاته الملطّخة بدمائه أحاول إزاحتها على الجانب و ثمّة غصّة مِن التّأنيب تخنقني و تجعلني أنثر ما لا أحتسب تأثير وقعه ...

"أنتَ تنزف ... و بالمناسبة أنا سمعتكَ تقول أنّنا يجب أن نأخذ الجانب الإيجابي مِن كلّ مصيبة ، لقد تأكّدتُ مِن أنّك بشريّ مثلنا إثر دمكَ الأحمر المماثل لخاصّتنا ، أنتَ بشريّ مثلنا ... تفضّل أوّل نقطة إيجابيّة ..."

لا يمكنني قول شيء آخر سوى ترقّب ردّة فعله ، ثمّ إنّ صموده المتواصل لم يُجدِ في تقليم مخالِب الألم الّتي تنهش رأسه ، و لكنّه فقط هادئ و ينظر للأسفل بينما يده تمسح الدّماء الّتي كادت تلامِس جفنه الأيسر ...

أريد الموت و الآن ... لماذا أستمرّ في إيذاء كلّ من حولي ؟!

تنفّستُ أمسك بذراعه و أميل رأسي لألتقط نظراته ، لمعرفة ما ردّة فعله ، هو يجب أن يفعل شيء ، لا يجب أن يبقى هكذا فقط !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كيرينسيا | Querencia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن