|03| سِـبَـاقٌ مُـنـتَـهِـي||

6.7K 366 609
                                    


。⋆୨୧⋆ 。


كانديلا

أمسكتُ الكاميرا بين يداي و أجزتُ لعينايَ بتفحّصها جيّدًا ، أحضرها ذلك الشّبح اللّطيف ...

إلهي كم هي جميلة ! جديدة ، و نفس نوع الكاميرا خاصّتي ، أشتهي إحتضانه بقوّة للباقته ...

الوضع مُريع !

إبتسمتُ بخفّة أقبض بأسناني على طرف شفتي السّفليّة و نظراتي تُحملِق بتلك الكاميرا ...

كم أنّني مخادعة مريعة !

هو أحضرها جديدة و عملها سيكون متقون ... عكس تلك الّتي كسرها كانت لا تصلح لأيّ شيء و قد منحتها آخر فرصة كي أجزم أنّها كانت تحتضر فحسب ، بينما هو يظنّ أنّني كنت ألتقط له صورا !

هي كانت لا تعمل !

حرّكتُ رأسي في كلتا الجهتين و إبتسامتي الجانبيّة الّتي تسحب ثغري كانت كفيلة لترجمة ما يجول بداخلي من سعادة ...

"آنسة مينديس !"

إلهي ! لن أحظى بلحظات رومانسيّة مع الكاميرا الجديدة ، صوته هو من هتف من خلفي ، سرعان ما تلاشت إبتسامتي و قمعتُ نظراتي اللّامعة الّتي كانت تتراقص بسعادة ، و حتّى ملامحي قد تغيّرت للجمود المصطنع ...

مِلتُ بعنقي إليه أرصده بنظرات يختلجها الجمود ، الخواء ، البرود ... كلّها كانت تعابير مصطنعة لا تمثّلني ...

رفعتُ حاجبي أحدّق بعينيه على نحوٍ ثابِت محاوِلةً عدم الخضوع لرغبتي في النّظر إلى باقي ملامحه الجذّابة و الحادّة ، وسيم بطريقة لا تروقني ، لون عينيه يأجّج من رغبتي العارمة في الغوص داخلهما و إكتِشاف سبب سرقتهما للون زيت الزّيتون الصّافي ...

جميل يا للهول ! كما أنّ طريقة وقفته و إستناده بطرفه على إطار الباب كانت كفيلة لتتناسق مع عقدة ذراعيه المكتفة أمام صدره ...

فيه قبول !

كم أنّني مريعة ! نظراتي الغبيّة تتغزّل بالشّخص الّذي حاول قتلي !

أحيانا العمى يكون مريحًا .و يبدو أنّني أطلتُ التّحديق بحدّة عيونه ...

"آنسة مينديس ، يجب أن نتحدّث"

كسر شرودي عندما رمى كلماته بصوتٍ محفوفٍ بالجمود ، رفع حاجبه أراه يُجِيز لخطواته بالتّقدّم ، يجلس على الأريكة ، يتنفّس بهدوء شديد وسط هالته القابعة في مكانه و كلّ شيء يحيطه بدى مُحَصّنًا على نحو لا يستعصي على وجه التّحديد ...

يبدو من نفس عمري .

من دون أن ينظر لي ، رفع ساقه لتعتلي الأخرى و ظهره مستند على الأريكة من خلفه بإرتياح ، رفع عيونه الّتي بدأت تتفحّص ثنايا ملامحي بتركيز ، بطريقة غبيّة تجعلني أشتهي تفجير مقلتيه .

كيرينسيا | Querencia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن