。⋆୨୧⋆ 。
كانديلا
أمسكتُ الكاميرا بين يداي و أجزتُ لعينايَ بتفحّصها جيّدًا ، أحضرها ذلك الشّبح اللّطيف ...
إلهي كم هي جميلة ! جديدة ، و نفس نوع الكاميرا خاصّتي ، أشتهي إحتضانه بقوّة للباقته ...
الوضع مُريع !
إبتسمتُ بخفّة أقبض بأسناني على طرف شفتي السّفليّة و نظراتي تُحملِق بتلك الكاميرا ...
كم أنّني مخادعة مريعة !
هو أحضرها جديدة و عملها سيكون متقون ... عكس تلك الّتي كسرها كانت لا تصلح لأيّ شيء و قد منحتها آخر فرصة كي أجزم أنّها كانت تحتضر فحسب ، بينما هو يظنّ أنّني كنت ألتقط له صورا !
هي كانت لا تعمل !
حرّكتُ رأسي في كلتا الجهتين و إبتسامتي الجانبيّة الّتي تسحب ثغري كانت كفيلة لترجمة ما يجول بداخلي من سعادة ...
"آنسة مينديس !"
إلهي ! لن أحظى بلحظات رومانسيّة مع الكاميرا الجديدة ، صوته هو من هتف من خلفي ، سرعان ما تلاشت إبتسامتي و قمعتُ نظراتي اللّامعة الّتي كانت تتراقص بسعادة ، و حتّى ملامحي قد تغيّرت للجمود المصطنع ...
مِلتُ بعنقي إليه أرصده بنظرات يختلجها الجمود ، الخواء ، البرود ... كلّها كانت تعابير مصطنعة لا تمثّلني ...
رفعتُ حاجبي أحدّق بعينيه على نحوٍ ثابِت محاوِلةً عدم الخضوع لرغبتي في النّظر إلى باقي ملامحه الجذّابة و الحادّة ، وسيم بطريقة لا تروقني ، لون عينيه يأجّج من رغبتي العارمة في الغوص داخلهما و إكتِشاف سبب سرقتهما للون زيت الزّيتون الصّافي ...
جميل يا للهول ! كما أنّ طريقة وقفته و إستناده بطرفه على إطار الباب كانت كفيلة لتتناسق مع عقدة ذراعيه المكتفة أمام صدره ...
فيه قبول !
كم أنّني مريعة ! نظراتي الغبيّة تتغزّل بالشّخص الّذي حاول قتلي !
أحيانا العمى يكون مريحًا .و يبدو أنّني أطلتُ التّحديق بحدّة عيونه ...
"آنسة مينديس ، يجب أن نتحدّث"
كسر شرودي عندما رمى كلماته بصوتٍ محفوفٍ بالجمود ، رفع حاجبه أراه يُجِيز لخطواته بالتّقدّم ، يجلس على الأريكة ، يتنفّس بهدوء شديد وسط هالته القابعة في مكانه و كلّ شيء يحيطه بدى مُحَصّنًا على نحو لا يستعصي على وجه التّحديد ...
يبدو من نفس عمري .
من دون أن ينظر لي ، رفع ساقه لتعتلي الأخرى و ظهره مستند على الأريكة من خلفه بإرتياح ، رفع عيونه الّتي بدأت تتفحّص ثنايا ملامحي بتركيز ، بطريقة غبيّة تجعلني أشتهي تفجير مقلتيه .
أنت تقرأ
كيرينسيا | Querencia
Mystery / Thriller« هُـنَـا حَـيـثُ نَـسْفـكُ الـدِّمَـاء فِـي سَـبِيـل العَـدَالَــة »