|05| تُـوتَـةُ دوَارْت||

3.2K 184 566
                                    


。⋆୨♞୧⋆ 。

    كانديلا

الصّداقة ... دومًا ما يتجاذَب عقلنا المعنى الحقيقي لهذا المُصطلح و نسمع عنه مالا نراه في الواقع ...
ولكنّنا لسنَا ساذجين كي لا نرى الفرق الواضح بين تعريفه الحقيقي و بين الأرواح الّتي تلطّخنا و نتقبّلها عنوة بإسم الصّداقة ، لأنّ الخوض في هكذا نوع من العلاقات ليس من السّهل التّخلّي عنه ...

و بالنّسبة لي ...
أرى أنّني تلك الشّائبة الّتي تلطّخ حياة كلّ من يعتبرني صديقة و من الصّعب عليهم إبعادي ، لذلك دومًا أنسحب حين لا أشعر بالإرتياح ...

أعترف أنّني مُعاقة بشكل مُؤذي في العلاقات ، و لكن لا شخص يريد أن يكون سيّئًا ...
أنا لستُ سيّئة ... لم أختَر أن أكون سيّئة ...
أنا فقط أبحث عن ذلك النّوع من الصّداقة ... الصّداقة العميقة ، أقرف من العلاقات السّطحيّة العابرة ...

و لطالما أردتُ الحصول على صديقة حقيقيّة ، على رفيقة ، نتسامر سويًّا لساعات و نحن نشتكي لبعضنا و أحيانًا نبتكر أحاديث و كلّ شيء يكون عفويّ بلا أيّ تصنّع و بدون إرتداء أقنعة المِثاليّة ...

أردتُ صديقة حقيقيّة لا تعاتبني حين أنسحب لفترات طويلة بلا سبب ، و تبقى تسرد لي تفاصيل حياتها و مشاعرها بطريقة عفويّة و صادقة حتّى لو لم نتحدّث لسنوات ... و لكنّني لم أجد صديقة هكذا ...

بينجامين فقط هكذا ، و لكنّني أريد فتاة و ليس فتى ...
توجد تفاصيل لا يمكنني مشاركتها معه ، رغم أنّه يشاركني كلّ شيء ...
و مع هذا فأنا لا أشعر بإرتياحٍ كبير بخصوص صداقة الفتيان ...

و توجد إيريكا ... لكن هناك حدود ... يوجد سياج يفصل العفويّة المطلقة بيننا ... أحيانًا أتساءل إذا كانت تلك الصّداقة الحقيقيّة الّتي يُمَجِّدونَها هي مجرّد ترهَات و مبالغة أم أنّها شيء حقيقي و لكن لسوء حظّي العثِر أنا لم أحظى بها ...

و قد جفلتُ لثانية أستفيق من شرودي حين صفعتني موجة قويّة باردة من الخلف كادت تُسقطني على الرّمال رفقة لَوحي حين كنتُ أخرج من البحر و أصل للشّاطِئ ... الماء يلامس قدماي فقط ...

"لا تشردي كثيرًا كاندي ... ليس هنا على الأقلّ"

إيريكا جعلت نظراتي تميل لجهتها حيث أراها تبتسم ببلاهة و تسير بسرعة بينما تحمل أسفل ذراعها لوح ركوب الأمواج و ترتدي البذلة الزّرقاء المطّاطيّة المماثلة لخاصّتي ...

ضحكتُ بين أنفاسي ألتحق بها و أحدّق بالجوّ الغائم و الهادئ من حولنا فيما إيريكا تحمل حقيبتها الّتي كانت مرتمية فوق الرّمال و تستدير لي نابسةً بإرهاق ...

"لم أتوقّع أن تكون الأمواج عالية بهذا الشّكل اليوم ، ظننتُه يومٌ هادئ بأمواج منخفضة قليلًا على الأقلّ ... تبًّا لكِ كانديلا ، لو عرفتُ أنّ تيّارات البحر ستكون عالية بهذا الشّكل لمَا اِنصعتُ لطلبكِ"

كيرينسيا | Querencia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن