|02| مُـسـتَـفِـزَّة !||

8.7K 505 417
                                    


。⋆୨୧⋆ 。


    

      آرناو

بخطوتين واسعتين ... طفَرتُ المسافة الفاصلة بين باب الجناح السّفلي و نهاية الدّرج الممدود إلى الأسفل ...

أدرتُ مقبض الباب برفق فيما كنت أحمل لوسيا بذراعي الأخرى و يدها تعبث بخصلاتي و تشدّني عليها ... إبتسمتُ لذلك بهدوء لكن سرعان ما إبتلعت تلك الإبتسامة حين استدرتُ قليلا و قابلتني تلك الفتاة المُحتجزة على الكرسي ...

أشحتُ بنظري من جهتها بينما هي كانت ملامحها متصحّرة ، نجلَت حدقتيها بذهول و هي تتفحّص لوسيا ... فجوة صغيرة تتوسّط شفاهها الرّفيعة و عقدة طفيفة اِرتُسِمَ طيفها بين حاجبيها بنوع من الإستغراب و الغير فهم ...

قد يتسنّى لي معرفة أنّها المربّيّة ...

كانديلا مينديس ...

"ما الّذي تفعله ؟!"

أعربت عن إستغرابها بنبرتها الحانقة فيما ترمش لمرّات عديدة في إشارة لعدم الفهم و تُأرجِحُ حدقتاي بحريها بيني و بين لوسيا ...

و لكنّني في المقابل اِسترحتُ بجسدي على مكتبي واضعا لوسيا على طرف فخذي و أضمّها إليّ بذراعي و هي كانت تنظر لتلك الفتاة و تصفّق مُصدِرةً أصواتًا محبّبة لمسامعي ... و كانت تتلفّظ بكلمات غير مفهومة و ذلك جعلني أبتسم داخليّا ...

تنهّدتُ بخفّة أفصل نظرات الغبطة عن ابنتي ثمّ أمرّرها لمطالعة تلك الفتاة ...

"لوسيا طفلتي ، أنا هو آرناو ... كالديرا"

نَجَلَت حدقتيها بغير فهم ثمّ رمشَت لمرّات عديدة ... أراها تجلي حلقها بخفّة فيما تنبس بمزيج من الصّدمة و الإرتيّاب ...

"م ... ماذا ؟!"

حرّكت رأسها بغير تصديق في كلتا الجهتين مُواتِرةً حديثها على نحوٍ جازم غير أنّ تعابير الإرتيّاب قد اِنطبعت على سحنتها ...

"والد لوسيا في السّجن ، من تكون أنت ؟!"

كلماتها السّاذجة جعلتني أزفر بملل و أستقيم من مكاني لأقف و أرمي بخطواتي أتقدّم و أقترب منها قليلا ... ثمّ أسكب لها كلماتي ببرود و على استعجال ...

"أين هو والدي ؟!"

عقدتُ حاجباي عند اِختتامِ حديثي و بقيت أُحملِق ببعثرة ملامحها المشتّتة ...

"أفلتني مِن هذا الشّيء الّذي يقيّدني و بعدها سأجيبك بطريقتي"

زعمت بنبرة حادّة و سرعان ما لمحتُ تعبير ينُمُّ على الثّقة بدأ ينتشر على ملامحها ...

كيرينسيا | Querencia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن