𝐭𝐡𝐫𝐞𝐞: 𝐝𝐞𝐥𝐢𝐜𝐢𝐨𝐮𝐬 𝐭𝐚𝐬𝐭𝐞

607 46 6
                                    

وصل وويونق للمنزل ركضاً بينما يلهث بشدة، وقف ليتكئ على ركبتيه بتعب ، كان يرجف كثيراً والخوف يتبدد فوق ملامح وجهه الجميلة

مسد قدمه بألم بسبب تعثره هناك بينما يتفقد حوله مراراً كما لو ان شبحاً ما كان يلاحقه..

هدأ من انفاسه المتسارعة قليلاً ، ثم دخل الى المنزل بعد ان اخرج المفتاح من الباب بعد فتحه ، صعد الى غرفته سريعاً قبل أن تلاحظ دايون مجيئه وتبدأ بسؤاله عن لما يعرج..

هذا واضح كثيراً بعيداً عن ركضه طيلة الطريق اثناء ألم قدمه ، كان هذا اثر خوفه من الشاب ذو الشعر الوردي..

بعد ان تأكد وويونق انه داخل الغرفة وحده ، جرى نحو سريره ينظر الى ما بكف يده بإبتسامة صغيرة ، كان لازال يعانق حبتي التوت داخل كفه..

دفع واحدة الى فمه مبتسماً لمذاقها اللذيذ والحلو ، عبس وويونق عند الحبة الثانية ، فكر ان اكلها الآن لن يتبقى اي حبات أخرى وهذا ما احزنه.. تمنى لو معه اكثر من حبة..

وضعها داخل فمه بنهاية المطاف ليبتسم مرة اخرى ، تلك الحبتين كانتا ألذ شيء حُلو تذوقه ، وويونق يبتسم بشدة لطعمها الرائع الذي ما زال عالق بفمه ويجري مع رمقه..

فكر بداخله ان تلك الشجرة تحمل الكثير من التوت ، كما ان الغابة مليئة بمثلها ، لا ضرر ان حصل على البعض من التوت مرة أخرى صحيح؟..

ارخى كتفيه وتنهد عابساً مفكراً لربما تلك الشجرة تخص ذاك الشاب ، وربما لن يدعه يأخذ منها مرة أخرى ، هذا إن عاود وويونق الكَرة وذهب إلى هناك مجدداً..

لو كان يعلم حقاً ان هناك من يعيش هناك لما ذهب وأقحم نفسه بموقفٍ مربك كهذا ، حرك رأسه بلطف كأنه يعاتب القطة فكله بسببها هي من استدرجته لتلك الغابة..

لا ينكر ان المكان نال إعجابه وشعر بالراحة به ويرغب لو أن يذهب إلى هناك مرة أخرى ويحصل على المزيد من حبات التوت..

لكن يهاب ان يكون مع الغرباء بمكان واحد ، فوويونق بالكاد يسيطر على قلقه داخل المدرسة ، وليس لديه اي معارف سوى زوجة ابيه واخاه فقط..

لم يتسنى لوويونق سابقاً ان يحظى بمواجهة مع الآخرين فهو شخص منعزل تماماً لا يحب الإختلاط ، لم يحاول حتى التغيير مما هو عليه.. كأنه مولود ليكون هكذا..

يعتقد وويونق انه من جهة اخرى منبوذ من قبل الآخرين بسبب حصوله على عجزٍ خارج إرادته ، ومع ذلك هو غير قادر على تحديد اهو من ينفر من الجميع ام الجميع من ينفر منه ، ام كلا الوجهين يساعد بعضهم!

بكلتا الحالتين لا يشكل هذا فرقاً وهماً لدى وويونق ، لقد قضى حياته على هذا المنوال ولن يتغير شيء في ظنونه

فالأهم لديه ان يُصبح بعيداً عن الغرباء ويصبح مختلي بنفسه فحسب ، هذا يمنحه كامل الراحة..

قاطع تفكيره طرق على الباب فتوتر وويونق لأنه يعلم من ، لم يسعه الوقت لينزع ثيابه المتسخة فقد دخلت دايون الى الغرفة بينما تحمل الطعام له..

وقفت متفاجئة من مظهر وويونق المبعثر وثيابه الملطخة بالطين فقلقت وضعت الطعام على الطاولة بجانب سريره ثم سارعت نحوه بخطواتها

"وويونق مابك صغيري لما تبدو مبعثراً ومطلخاً هكذا؟" اردفت بينما تتفقده حتى لاحظت قدمه المتورمة..

امسكت بها قائلة بقلق:"ماهذا وويونق؟ كيف اذيت قدمك هكذا؟ انت بخير هل تؤلمك؟" بينما تتحس بخفة الورم بقدمه

نفى وويونق بيداه مراراً فأعطته انتباهها محاولة فهم إشارات يده ، عقدت حاجبيها باستغراب لتردف:"تعثرت بسبب حجرة.." تلقت ايماءة وويونق عبر هزه لرأسه..

تنهدت بعمق ثم خرجت وعادت بنفس الدقيقة ، تموضعت على طرف نهاية السرير وامرته بالإستلقاء ، فتحت أنبوب الدهان التي احضرته لتضع القليل على مكان التورم..

"كان عليك الإنتباه اكثر عزيزي لا احب ان ارى الاذى بك ، فلتكن حريصاً في المرة القادمة من فضلك" اردفت بهدوء بينما برفق تدلك قدمه..

اغمض وويونق عيناه براحه ، مبتسماً لقلق دايون المبالغ به عليه..تفتحت عيناه فورما اختفى شعوره المريح بعودة بعض الالم مرة اخرى عندما ابعدت كفيها..

"هيا تناول غدائك..هل تناولت دواءك في الوقت؟" سألته بينما تضع الصينية امام وويونق فاومئ برأسه أنه فعل..

ابتسمت برضى ثم ربتت على شعره بخفة واكملت:"جيد إذاً تناول طعامك جيداً وتناول حبوب الفيتامينات بعدها ارح عيناك قليلاً ويمكنك الدراسة عندما تستيقظ لا تُرهق نفسك كثيراً وويونقي حسناً؟"

ابتسم وويونق لها بهدوء ثم اقترب ليعانقها ، وهي بدورها استقبلته بكامل حنانها وظلت تطبطب عليه لمدة قصيرة حتى ابتعد هو متناولاً طعامه ودواءه كما نبهته ، ثم عاد للإستلقاء تاركاً عيناه تحضى بنومٍ مريح..
















































𝐌𝐮𝐥𝐛𝐞𝐫𝐫𝐲 𝐓𝐫𝐞𝐞  | 𝐰𝐨𝐨𝐬𝐚𝐧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن