a toxic rose

1// و شاء القدر أن نلتقي

~ الفصل الأول ~

حذاري أن تكون المتفرّجُ في ساحة الإعدام، إما أن تكون المجرم أو القصاص،

و انا سأكون كليهما في رقعة الحياة .

آيان إيفانوف.

ـــــــــــــــــــــــ

بريطانيا _ العاصمة: لندن
8 / يناير / 2033
الساعة 5:00 مساءً

ومضى العام.. بعد العام.. بعد العام..
وتساقطت منهم الأيام كأوراق الخريف..
يغيرون بأعوامهم ما لم يغير بآلاف السنين..
يدمرون السلام الزائف على مكنونات هذا العالم..
ليبنوا عالمًا جديدًا حسب ما ترغب به أنفسهم وتهوى...

عشر سنوات مرت منذ بداية إنهيار هذا العالم وزعزعة آمانه.

عشر أعوام سقطت بها شعوب لتصعد على ظهورها شعوب، وأصبحت أمريكا أقوى دول العالم على شفى نهايات حكمها لتصبح من سفهاء هذه الأرض.

تتدمر السلطة وتنهار، فتنتظر روسيا الوقت الأنسب لتصعد وترتقي بدلاً منها.

روسيا المعروفة الآن بمملكة الأمن والسلام، ناشرة العلم والاطمئنان، ترتقي هي لتسقط أسفل قدميها دول، ويصبح تحت حكمها شعوب.

تخضع لحكم رئيسها الفريدو روتمنبرغ ، ملك العدل والسلام كما يلقب.

وفي النَّاحيَةِ الأُخرى بريطانيا المَملكَةُ الَّتي تُحارِبُ لِلبَقاءِ، ما عادَ ساكِنيها يَشعُرُونَ في رَبَوِعِهَا بِالآمانِ، شَيءٌ تَكسر فيها وما عادَ الزَّمانُ كما كانَ.

وفي أَحَدِ شَوارِعِها الرَّئيسيَّة تُـنثَرُ الدَّماءُ تَجُوبُ الأرضَ وتَسقيها رياً.

تَعمُ الفوضى بينَ البَشَرِ يَقتَتِلُونَ، و يَعِيثونَ في الأرض فسادًا يَذبَحونَ أبناءَ أَرضِهِم، وينتَهِكونَ حُرماتِ نِسائِهِم.

يَنشُرونَ المَوتَ في ذرَّاتِ هَوَاءِ بريطانيا ، تَتَمزَّقُ الرَّحمَةُ في نفوسِهِم، والمَمْلَكَةُ الَّتي لَم تَغِب عنها الشَّمسُ أَنزَلَ شَعبَهَا عليها سِتَّارَ دَجَى اللَّيلِ إِلى حين غَيرِ مَعلومٍ.

وهو كَانَ يشاهدُ ويَسجِلُ في عَقلهِ كُلَّ لحظَةٍ تَمُرُّ فَكانَ لَديهِ قُدرة عَجِيبَة في حِفظِ الأسماءِ والمَشاهِدِ لا يَنسَى ثانيَةً مِن ما يَمُرُّ عَليهِ، قُدرَةٌ أشبَهُ بِاللَّعنةِ يَملِكُها مُنذُ نُعُومَةِ أظفارِهِ.

كانَ المَشهَدُ أمامَ عَينيهِ السَّماويَّةِ بَهيًّاً مُرِيحًا لِنَفسِهِ، أفعالُ البَشَرِ الدَّنِيئَةِ وَوَحْشِيَّتُهُمْ تُعَرِّضُ أَمَامَهُ وَكَأَنَّهُ يَقِفُ أَمَامَ شَاشَةٍ عَمْلَاقَةٍ تَنْتَصِبُ قُبَالَ نَاظِرَيْهِ، يَرَى الْجَحِيمَ الَّذِي كَانَ يَسْكُنُ فِي فُؤَادِهِ بَعْدَ أَنْ حَرَّرَهُ لِيَجُوبَ هَذِهِ الْأَرْضِ.