4 // أزهار الليلك

312 28 415
                                    

~ الفصل الرابع ~

الأنسان هو أكبر عدو لذاته...
~ مجهول ~

لا تنسوا ترك أثر من حروفكم في دروب رحلتكم .

قراءة ممتعة...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

روسيا _العاصمة موسكو
13/يناير /2033
5:24 عصراً

يسير بخطى رتيبة بين حشود الطلاب، ذوي الزي الموحد أبيض اللون، تحيطه هالة من الركود أثناء ما ألتبس البهوت رمادية عينيه، و لـ لحظة بدى بوصفه قريباً للميت المحاط بأثار الحياة،

يتجمع هرم من الأفكار في رأسه ترتبط كل فكرة بالأخرى بشكل سخي مكونة شبكة معقدة، يغوص في تشابكها دون كلل .

يمر بين ثنايا ذكراه مساءً قد أنقضى منذ سنوات شديدة البعد، حين ما تلت والدته عليه حكاية عن كونه طفل بأجنحة ملاك تشكل على هيئة طفل بشري،

غير قادر هو على تحديد مدى السخرية بأعماقه على أقوالها، بحكم ما آل به الحال، تتدنس أجنحته المذكورة بجمّ عظيم من الكراهية و الدماء،صاباً كل سوءٍ به نحو هذا العالم الدنيوي،

يتردد صدى صوت آيان على سمعه عقب هذه الذكرى 'أن كنت حقاً ملاك فـ لابد أنك ملاك ساقط قد أنزل الرب سخطه عليه كما أنزل سخطه علي، و أن كان الرب ساخطاً علينا حقاً إذاً لما لا نشارك هذا السخط مع العالم، و نسحقه بأجنحتنا المبتورة '.

"إلى جميع الطلاب تحت الترتيب'A'، الرجاء التوجه نحو القاعة رقم'67'

'أكرر'
إلى جميع الطلاب تحت الترتيب'A'، الرجاء التوجه نحو القاعة رقم'67' "

تكررت نبرة الصوت الجامدة الرتيبة على
مسامعهم، يأخذون بخطواتهم نحو القاعة المقصودة، أثناء ما أرتفعت الهمسات في الأرجاء.

" أول درس أخذناه كان عن النانو، قال المعلم أننا عندما نملك المقومات العقلية و الجسدية المناسبة سوف يحقنوه في أجسادنا، و بهذا سنحصل على قدرة العلاج الآني. "

تكلمت ذات السابعة عشر ربيعاً بسرعة مهيبة، تثرثر دون توقف، أثناء تقدمها بخطواتها عنه، تلمع عيونها بحماس طفولي.

" أنت أخذت هذا الدرس سابقاً، صحيح؟"
سألت ترمش بعينيها بخفة نحو من يسير ببطئ، متجاهلاً كافة ما تقول،

ينقاد وراء أسراب من الخواطر التي تسحبه بعيداً عن حيث يكون.

"أوه نسيت أن أسألك، متى عيد ميلادك؟"
سارعت بالقول غير مكترثة لحقيقة كون المعني لا يلقي لها بالاً، تفكر بهدية مناسبة ستقدمها لشريك سكنها الجديد بعد أنتقالها للفئة A.

a toxic rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن