a toxic rose

5 // متاهات الأوهام

«الفصل الخامس»

الوهم هو عدو العقل الذي يلقي بظلاله على حاضرنا مهيمناً بسلاح الماضي...

هذا البارت يحتوي على مشاهد دموية قد لا تناسب البعض وجب التنبيه

قراءة ممتعة...

________

الهواء جليدي غارق بروائح الحجر و الفولاذ و الدماء و المزيد منها ، هذا السائل القرمزي الذي جعل الرعب يتراكم و يفيض خانقاً الأمال بضيق، حابساً الأنفاس حتى كادت تختفي،ثم تتحرر، شهيق زفير شهيق زفير.

تشعر بالدم بدل رؤيته، تتحسس تسربه بين أصابعها، و تصرخ، تصرخ حتى أمتلئ رأسها، و بح صوتها، و عبقت عينيها بالهلع.

"يـ..يوتا"
تشابكت أحرفها، متمتمة ببحة صوتها الباكي، تومض بعينيها بغير تصديق، ثانية و الأخر فالأخر، و عادت الصرخات للتعالي، تهتز أكتافها ببكاء ممتلئ بالوجع و الذهول.

تقترب ملصقة شفتاها بجبين محبوبها، متلوثة بالدماء الصافية، زاحفة بأصابعها لتنزع القضبان الحديدية الأربعة المستقرة في صدره واحد فـ الأخر، بيدين مرتجفة، و عيون فائضة، يتعالى نحيبها دون توقف.

تنتزع أخر ما تبقى من القضبان، يتمزق الجلد و يتبعثر من شدة سحبها، و يتطاير الدماء في الهواء مع رميها للقضيب على برودة الأرض الملوثة بالبركة المتكونة أسفلهم.

"يوتا لما وجهك شاحب هكذا؟ همم،
هل نسيت تناول فطورك مجدداً؟،

لما لا تجيب؟. هل أنت غاضب مني لأنني ضربتك اليوم؟،
أنا أسـ.فة لذلك أنـ.. ـهض أرجوك أنهض"

"لا،

لا لا لا،
أرجوك أتوسل لك أن تتحرك، أنظر لي أرجوك، لا تتركني وحدي أنا خائفة، ماذا أفعل يوتا؟،
أستيقظ لا تتركني، لا تستطيع تركي أتوسل لك"

صرخت ايرين بهستيرية، منهارة، مرتجفة بجنون، تصيبها صاعقة ضاربة ثنايا عقلها على الجسد الخالي من الحياة بين يديها، ساحبة رأسه معانقة أياه على صدرها، مقبلة جبهته، تلوع روحها من شدة النحيب، ماسحة على جثمان نخر الموت به و أهلكه مقتحماً سعادتهم صاباً النار على أفئدتهم.

كانت تصرخ لكنها لم تسمع تردد صراخها، كانت تبكي لكن دون دموع، تشعر بالبرد، تشعر بالفراغ كأن لا شيء بداخلها سوى هذا القلب الذي ينزف على محبوبها، تشعر بالأختناق و كأن حبل الموت يحوم ملتفاً على عنقها سارقاً أنفاسها،