صراخ ، بكاء ، تعذيب
هو كل صوت سمع في حياتي البائسة لقد تعبت !
افتح عيناي كل مدة ببطئ ثم أعيد إغلاقهما باستسلام
اصوات ضحكاته مع أولائك العاهرات هو ما تسلل لأذناي
يذيقني أطعام العذاب
سائل لزج ما غطت به الأرض ، وبقع زرقاء هي ما غطت جسدي
حاولت فتح عيني جزئيا ، ورفعت جسدي ببطئ أكتم من أنيني ،
نظرت حولي جدران رمادية ولا يوجد نوافذ مكان مظلم تعيشه بعض الحشرات ومنها بعض العقارب !
استندت بيدي المتآكلة على الحائط ومن ثم حاولت النهوض بجسدي المحطم ..
أطلقت صرخة قوية بسبب الألم الذي داهم جسدي ، لأضع يدي بسرعة على فمي أدعوا أن لم يسمعني
تتالت الضحكات دلالة على عدم سماعه لي
لأبدأ خطواتي الأولى التي كانت أصعب من المشي على الجمر ذاته
،سالت دموعي على خدي بسبب الألم الذي أكبته داخلي
ورغم ذالك كان شعور انسكاب الدموع على خدي حارقاً بفعل الجروح على كامل وجهي ..
صعدت ذالك الدرج بصعوبة حتى وصلت لمقبض الباب ، أدرته و أرجعت الباب للخلف قليلاً علي أطلع على الوضع ...
لقد كان يجلس باسطا يديه على تلك الأريكة السوداء يرتشف سم سيجارته ..
وعلى أحد فخذيه استقرت تلك العاهرة التي حولت أيامي إلى الجحيم ..
أكملت فتح الباب برفق عله لا يصدر صوتاً ، لقد أصدر ذبذبات صوتية ونظراً لعلوا صوت التلفاز فهو لم يسمعه ...
تسللت من خلف الأريكة ببطئ والدماء تنزف من قدمي تبات تقتلني ..
وصلت عند عتبتة الباب لأبحث عن أي حذاء أستطيع الهروب به
لوهلة تذكرت أمر الحراس والخدم ولاكني تجاهلته لأفتح الباب وأمشي بحذر أمام الموقف خاصة المنزل
كان قد تواجد حارسين أمام إحدى السيارات
بدأ جسدي بالرجفان لسببان أولها هو وجود الحارسان والثاني هو ذالك الصوت الذي تسلل من خلفي
نظرت للخلف لأرى مقبض الباب ملتف دلالة على خروجه من المنزل ، عادت دموعي لنزول بقوة
وبت أخشى أن أكشف فيعاد تعذيببي بوحشيه كما في السابق
ركضت بسرعة لخلف تلك العتبة في المرآب كي لا يرانيفتح الباب ليخرج حاملاً إياها بين ذراعيه وصوت ضحكاتها العاهرة تعالت في المكان .. كانت ترتدي ملابس فاحشة في التعري .
قد تبتسم لي الدنيا ولاكن هذا نادر
وقد حدث اليوم اذا استقل تلك السيارة التي حرسها الحارسين سابقا ، ابتسمت بنصر ومن ثم مشيت بأمان كون الحارسين قد ذهبا مع سيدهم
كنت أسير بترنح متشبثة بكل ما أراه أمامي من أعمدة وجدران
خرجت من البوابة لاصل لذلك الشارع وسط الغابة الشاسعة التي تحيط بهذا المنزل ..
نظرت إليه بأسى لآخر مرة فأنا لا أنوي العودة إليه ..
أو الأصح من ذلك لم أعد أريد العيش
كانت السماء مظلمة وقد توسطها القمر
ذاك القمر الذي أشكوا له همي في كل يوم أتعرض به للضرب أو للحزن الشديد ، لقد كان صديقي وعائلتي
أرى سطوعه مقارنة بإنطفائي لقد كنت مشوهه .
ركضت أتوغل بين تلك الأشجار باحثة عن طريق أصل إليه كنت أعرف هذه الغابة جيداً كوني فتاة سريعة الحفظ
مشيت بين الأشجار أناظر علوها ليتبين لي ذاك الطريق الذي أناره لي ذاك البدر في السماء
ناظرته لابتسم ابتسامه حزينة ومن ثم ركضت نحوه
كانت نهايته تطل على المدينة التي كنت أعيشها سابقاً
بلغت الشارع لتتبين لي تلك المدينة المنارة كانت تلمع كالألماس
نظرت لما أرتديه في قدمي لأراه مهترئاً بشدة
نسمات باردة تلفحني لأرتجف من البرد أثراً لها
لم أكن أرتدي سوى قطعة من القماش الأبيض الملون بالدماء يستر جسدي المشوه ،
مشيت ببطئ نحو تلك الأضواء حتى وصلت إليها كان الناس يناظرني بفزع ومنهم من يصرخ ويركض هلعاً كنت أتلاوح بجسدي يميناً ويساراً حتى بدوت كشخصية رئيسية من فيلم رعب متقن
بدأ بعض الناس برمون علي القمامة وبعضهم يغير مساره كي لا يصادفني
عادت دموعي للنزول بحرقة
أنا من كان البشر يتقاتلون للسير معي أصبحت مصدر فزع لهم
أخذت من أسفل شجرة مكاناً لأرقد به هذه اليلة الباردة
لم أستطع الغفو لذا نظرت للسماء وقد أحسست بتوهج عيناي لوهلة عند تلاقيها مع ذالك البدر الكبير
تلونت حدقتا عيناي بلون جمع فيه ألوان المجرة بأسرها ، لقد كان بريقا لامعا توهج مع توهج القمر بتلك الليلة
أخذت أشكو مأساتي بصوت باكي أشكي صعوبة أيامي له
وشوشات الناس من فوقي لم تعد مصدر همي ، أو بالأصح أنا أحترق داخلاً ولاكنني أدعي اللامبالاة خارجاً ،
صمام في قلبي بات يزعجني والشعور بأني أفقد حواسي أفزعني
لأهم جالسة بسرعة جمعت فيها القوة
صرخت بألم فور إحساسي بتلك الفقرة المتحؤكة من ظهري
لقد كنت محطمة كلياً على يديه الظالمة
أنا هي الفتاة التي تعذبت من قبل والدها !
أنا من كسر جناحي !
وكان الكاسر هو أبي !
هذا مؤسف للغاية !
بدأت عيناي تغمض وكأنني مخدرة شيء في هذا القمر غريب
وقعت بجسدي على الأرض بارتياح ، نعم ! لقد أغمي علي ..
استلقيت على ذاك العشب الأخضر الذي سيزين قبري يوما
تحركت شجر الصفصاف من فوقها وصوت حفيف نسمات الهواء وهي تراقص الأوراق بدا واضحا
توهج القمر بقوة وكأن العالم قد توقف
اختفى صوت الضجيج من أذنيها وبات ما تسمعه هو صوت بوق شاحنة وقد بدا أنه بعيد
فتحت عيناها للمرة الثانية تحاول استيعاب هذا الضجيج
استدارت نحو الشارع القادم منه ذاك الصوت
لتتوسع عيناها لرؤية تلك الطفلة
طفلة وضعت يديها تكتم ذاك الصوت عنها
صوت تلك الشاحنة التي ستدهسها
فجأة تتذكرت لحظات من حياتي
كنت أقدر مقدار الخوف الذي عاشته....
استقمت راكضة نحوها بسرعة رغم قدماي التي تنزف دما
لم أهتم للألم الذي داهمني حينها
دموعي تسبقني نحوها أتذكر أيام معاناتي علي أستطيع إنقاذ هذه الطفلة لتكمل الحياة التي سأتركها أنا
ألم يكن هذا هدفي ..
الانتحار ...
ركضت وهبطت بجسدي فوقها أحميها ، انتظرت حتفي ، وهاهو قد أتى
شعرت بتمزق جسدي التي مرت فوقه تلك الشاحنة تقسمه إلى جزئين صرخت بألم وقد لاحظت هدوء جسد تلك الطفلة
اخترقت أجهزة تلك الشاحنة ظهرها ، ذهبت أنفاسها وبقيت روحها الحائمة في المكان
توهج القمر للمرة الثالثة في هذه الليلة وقد كانت أقوى من سوبقها من التوهج ذاك ، لقد امتلأ الطريق بالدماء وصراخ بعض الناس ،
لقد كانت ميتة بشعة أستحاق لها الصراخ والفزع حيث رؤية تلك الجثة المشوهه مرمية فوق جسد تلك الطفلة الذي بات بلا روحٍ أيضاً
بسبب الفزع
روحان حلقتا في الأرض ما استطاعتا تعدي السماء
لقد كانت الساعة ال٩ ولم تفتح بعد بوابات السماء
لاستقبال تلك الأرواح
بدأ ضجيج سيارات الإسعاف يتكاثف حولهم ونزل الممرضون والأطباء للإنقاذ
ولاكن فات الآوان
رفض الأطباء الإقتراب منها لفظاعة المنظر
وكذالك الممرضون
ثواني حتى سمع صوت احتكاك صوت تلك السيارة مع أرضية الطريق الخشنة محدثة شرارات حمراء
-ابنتي !أين هي !
نزل منها ذاك الرجل الصارخ ، هو الرجل الذي عذبها والذي أوصلها لأرجع حالاتها بأتي صارخا من أجلها
تشاهده روحها البائسة بألم ، اقترب نحو جثتها بيد ترتجف وعيون أغشتها الدموع بدأ الصراخ والنحيب فاقترب الأطباء يبعدونه
تدارك ذاته يبعدها ويعود لحمل ابنته بين يديه يضعها على أسرة الإسعاف آملاً في نجاتها ...
لوحظت تلك الطفلة ليركض الأطباء إليها يضعونها على اسرة مغايرة
وضعوا الأسرة في سيارة الإسعاف مكملين مسيرهم نحو تلك المشفى
أنت تقرأ
Moon legend / جِيْمِيْسِيَاْ
Fanficفتاة بريئة تقع بين أيدي زعيم مملكة جميسيا ... لم تكن كغيرها من الأساطير كانت مختلفة ! -١٥ أكتوبر / ليلة إكتمال القمر حيث ابدأ المعجزات ... -كان القمر دائما صديقي أشكوا له مرارة أيامي وتعذيب أبي لي ... جيسيكا .. -رغم حكمي لجيميسيا عجزت في هذه اللحظات...