[أنا والطبيب]
الفصل الخامس -٥-أُضرمت النير'ان بقلبه وهو يراها بأحضان رجل يبدو بمقتبل عقده الثالث، تحتضنه بقوة وتشبث وهو يضمها بشدة مطبقًا ذراعيه من حولها..
ران على قلبه الألم واحتدت نظراته وهذا الشعور ينهش يقلبه دون رحمة، قبض على كفيه بشدة حتى أبيضت مفاصله وهو يستنكر هذه المشاعر التي أخذت في النمو والترعرع داخل قلبه..همس يستغفر الله سرًا بينما يصرف تفكيره من هذه الجهة وقُذف بعقله شيء آخر..
شخص يتسلل للمشفى حتى غرفتها .. وردة فعلها تجاهه عكس السكون الذي تنتهجه..
إذًا هي بخير!!توسعت أعينه عند هذا الهاجس، فهل من الممكن أن تكون بخير، ومَن هذا الشخص المجهول!!
لكن هذا لا يُغير من أنها مُعرضة للخطر..توارى ووقف في أحد الزوايا المخفية عندما رأى هذا الشخص يتحرك للخارج متنكر بزي ممرض وقناع طبي..
عاد قيس لغرفته بوجه مُجعد وكثير من التساؤلات هاجت بعقله وقد أصبح كل شيء أمامه ضبابي..
جلس خلف مكتبه مستندًا على سطحه بذراعيه ليغرق في التفكير العميق حتى ألمه رأسه، رفع أصابعه وأخذ يُمسد رأسه بإرهاق ليغفو جالسًا بعقل تائه...______بقلم/سارة نيل______
بغرفة قدر جلست فوق فراشها وبين يديها هذا الدفتر الذي دسه هذا الطبيب المختلف إليها، ابتسمت بشرود لتتفتح ملامحها الجميلة رغم ذبولها، أخذت القلم بين أصابعها تتحسسه بسعادة ثم شرعت تفتحه ونقشت تكتب في الصفحة الأولى بخط متوسط وأعينها تضوي هذه المرة ببريق السعادة..
"حامي الحِمى"تنهدت براحة ليغرق عقلها في هذه الذكرى التي كانت البداية لكل شيء، اليوم الذي تغيرت عنده حياتها وأصبحت تكتسي بالسواد..
في بلدة متواضعة يُميزها طيبة قلوب ساكنيها ومع بدء أول خيط للصباح والشمس لم تخرج بعد على حافة الشروق، انتشر الرجال عائدون من صلاة الفجر واستقيظت النساء والفتيات من ثباتهم بعد ليلة هادئة انتهت بنومٍ عميق باكر..
ضجت المنازل بالحيوية وانتشرت رائحة طعام الأفطار الشهي..
وفي هذا المنزل المتوسط الذي يعمه السكينة والودّ..
توقفت قدر تتخصر بتذمر أمام باب المطبخ ثم هتفت بإمتعاض:-
- أنا مش عارفة أيه السرّ العجيب في أنكم تعملوا فطار يوم الجمعة فطير..
الناس تفطر على حاجة خفيفة كدا على معدتها وإحنا يا عيني نصدمها بفطير مشلتت بالقشطة..لوت السيدة حليمة والدة قدر فمها بتحسّر ثم أردفت:-
- أو ممكن مثلًا بلاش الفطير علشان عندي بنت مش عايزه تكلف نفسها وتساعد قبال أمها.!
وعلى أساس معدتك المسكينة مش هي إللي بتلهف الفطير بتاع الصبح ده..
أبوكِ وأخواتك وأنتِ بتحبيه وبطلي لماضة وأيدك معايا علشان نطيبه..ارتفعت ضحكات قدر في المنزل ودلفت تحتضن والدتها بشغف وتقبلها وهي تقول:-
- عيبك أنك فهماني صح يا ست قلبي..
يلا أوريكِ شطارة قدر يكش يطمر في الجحشين رائف ورائد عيالك الطفسين..
أنت تقرأ
أنا والطبيب "قدر قيس"
Romanceكان يتنفس بعنف وصدره يعلو ويهبط بجنون ليحاول تنظيم أنفاسه وهو يستدير نحوها ليراها مازالت على نفس الوضعية.. اقترب منها ينظر داخل عيناه التي تومض بشكل عجيب بلونها الزبرجدي تقابل أعينه البُندقية الحادة ثم ردد بإصرار أمام وجهها:- - هتتعالجي وهرجعلك الحي...