حلقة خاصة (طاهر وضحى)

334 17 7
                                    

|تنويه|٠
طاهر وضحى هم ثنائي من قصة (أنا والطبيب) وهذه حلقة إضافية وتوضيحية لما حدث لهم بناءً على طلب القُراء الكِرام، وتستطيع قراءتها منفردة أيضًا..
الحلقة دي مكتوبة من فترة طويلة بعد انتهاء #أنا_والطبيب عالطول.
=====================

- يا حاج عبد الفتاح، النيابة وافقت على طلب كتب كتاب طاهر قبل خروجه.

كان الشيخ رضوان هو من زفّ الخبر السعيد المنتظر في حين كانت "ضُحى"  تقرأ وردها أسفل النافذة، هرعت مستقيمة وأغرورقت أعينها بالدموع وهي لا تُصدق ما سمعت..

رفعت أعينها الغائمة بالدموع نحو السماء وهمست بإمتنان ويقين:-
- كنت واثقة، كنت متأكدة إنك مش مش هترد إيدي فاضيه، كنت متأكدة إنك هتفضل معايا ومش هتسبني أبدًا..
جبرتني يارب بعد صبر طويل..

خرج عبد الفتاح والد ضحى من الشرفة هارعًا وهو غير مصدق هذا الخبر العجيب نحو جاره الشيخ رضوان..
صاح متعجبًا بفرح:-
- صح الكلام ده يا شيخ رضوان، كرمك يارب..

هتف الشيخ رضوان وهو يقف أمام منزله:-
- ربنا كريم يا حاج عبد الفتاح، إن شاء الله هنجيلكم الليلة علشان نتفق على كل حاجة؛ لأن بعد بُكرا النيابة أذنت لطاهر يخرج علشان كتب الكتاب داخل قسم الشرطة..
إدارة السجن هتحتفل بعقد القِران وقيادات مديرية الأمن ومسؤولين السجن هيكونوا حاضرين...

نعم يعلم عبد الفتاح أنها مجازفة، لكن الجميع يستحق فرصة ثانية، إن كان ربّ العِباد بسط له يده واستقبله بحفاوة وتاب عليه، فمن هو حتى يعترض، التائبون العائدون إلى الرحمن يجب أن يساندهم الجميع للمضي قدمًا بدلًا من زجرهم ونبذهم .. لقد نادهُ الله وهو قد لبى النداء وآب إليه وهجر ذنبه تائبًا إلى الله فتاب الله عليه..

أردف عبد الفتاح بهدوء ووجه مشرق فرغم رحيل طاهر قديمًا إلا أنه بقى حبه ومكانته بقلب والد ضحى فقد كان له ابن رغم إعراض طاهر عن الجميع حينها..

- أنا هنتظركم يا شيخ رضوان أنا وام ضحى، تشرفونا وتنورونا..

بينما في الداخل أخذت ضحى تدور حول نفسها وهي تحتضن فستان رقيق أبيض قد أهدته لها والدة طاهر الخالة رحيمة..
تبتسم بجبر وهي تغمض أعينها بشدة قائلة والسعادة تنبض من بين حروفها:-
- شكرًا يارب ..  الحمد لله الحمد لله، أنا بحبك أووي يارب .. بحبك أوي يا رحمن..

وأخيرًا قد ثكلت ضُحى أحزانها وغرب الألم والحزن من فوق ملامحها الجميلة...

                  ***************

ليلًا بداخل الزنزانة ذات الرقم سابعة "٧"..
كانت تعجُّ بأصوات السعادة والضحكات المرتفعة الصاخبة وهكذا الزنزانات المجاورة والممر المكتظُّ بالعساكر الذي يبدو عليهم التشويق لهذا الحدث العجيب الذي يحدث للمرة الأولى بهذا السجن..

أنا والطبيب "قدر قيس"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن