الفصل السادس-٦-

3.8K 165 12
                                    

[أنا والطبيب]
الفصل السادس -٦-

- حامِي الحِمى...

هذا الصوت .. يعرفه قلبه جيدًا، هذا الصوت لو وُضع بين ألآف الأصوات لا يُمكن أن يُخطأه قلبه..
لكن كيف؟!
هل هي حقًا..!!
طال سكوته وعزوفه لكن كان الضجيج بقلبه على أشده، قلبه الذي تقاذفت نبضاته بشكل جنوني، أخرجه من دوامته صوتها الذي جعله يُغمض جفنيه يُشدد عليهم بقوة..
الصوت الذي هرب منه بعدما مال قلبه وأصبح يُشكل خطرًا عليه وعلى مبادئه، الصوت الذي كان يطارده في أحلامه وبكل مكان.

ابتسمت قدر بخفة فهي تعلم سبب حالته وصدمته وقالت بهدوء:-
- ليه عايز تحميني .. وأهرب معاك من هنا بأي صفة!!

استدار للجهة الأخرى يهرب منها ومن نفسه ومن المشاعر التي يتخم بها قلبه، ولا سبيل لتثبيط نبضه المجنون..
كتم صراخ كاد أن يتفلت من بين حناجره، أخشى عليكِ من نسمات الهواء الشديدة، لا أطيق أن أراكِ تؤذين، سيلان من الغضب الذي لم أختبره بحياتي يسري بدمائي لأجلك، مشاعري وقلبي أصبحوا يجأرون بكِ..
إلى هذا الحد يكفي..
لن ينجرف مع مشاعره تحت إطار الشيطان، ولن يواري بذرة العشق التي ترعرعت بقلبه منذ عامان، هو يستحق أن يحيا ويُغدق بالعشق، يستحق أن يحيا تلك المغامرة وهذه الحياة..

التفت يقول غاضضًا بصره:-
- ممكن تقولي علشان دا واجب أي دكتور عنده ضمير وبيخاف رب العالمين..
أظن أنتِ مش مريضة ولا وصلتي للحالة إللي بتتظاهري أنك عليها يا قدر..
أما بالنسبة للقسم التاني من سؤالك، تهربي معايا من هنا بأي صفة..
ممكن بصفتك مراتي .. نتجوز يا قدر، لو وافقتي النهاردة من هيعدي ألا ما تكوني على اسمي..
ووعد مني إن محدش هيقدر يأذيكِ ولا يطول شعره منك، وهحارب الدنيا دي كلها علشانك..
لما تبقى مراتي ساعتها ولا المستشفى ولا أي مخلوق يقدر يقف قدامنا..
اسمحيلي أفهم أيه إللي حصلك وأيه إللي بيحصل، أنا شوفت الحقير إللي جه هنا إمبارح وكان بيهددك وإللي عايز يتخلص منك، دا شخص مريض لأبعد الحدود، أمر أنهم يعطوكِ علاج بيعمل هلاوس وبيسبب الجنون وهيسلمك بكل سهولة للموت والكل هنا مُجبر إن ينفذ أوامره..
وافقي نتجوز علشان مفيش أي حدود تمنعنا ويكون بيني وبينك حواجز، وافقي علشان أعرف أنتِ مين..

ظلت على حالتها الهادئة وهاجم ذاكرتها ومضات ماضية منذ عامان فابتسمت وهتفت بغموض:-
- متأكد إن قرار الجواز ده غرضه حماية وبس يا دكتور ولا وراه قصة تانية وغرض آخر..!!

تذبذب قلبه للوهلة الأولى فهل استشعرت ما يكنّه قلبه لها وقبل أن يبرر قاطعه صوتها تقول بنبرة غريبة:-
- النا'ر دي نا''ري لواحدي وبس ومش هسمح لحد يتحر'ق فيها، أنت قولت بلسانك محدش قادر يقف قدامه .. يبقى ليه تإذي حياتك وتإذي مستقبلك وأكيد عندك أحبابك إللي محتاجينك وبيخافوا عليك..

ابتسم بمرارة فعن أي أحباب تتحدث!!
ألا تعلم أنه فريسة الوحدة؟!

تخشب جسده قبل أن يُجيبها حين استقامت وسارت حتى وقفت أمام النافذة الدائرية الصغيرة ونظرت للظلام المعتم بالخارج، كانت تواليه ظهرها فرفعت كفها تضعه فوق قلبها ثم أغمضت أعينها تشدد على جفتيها قائلة لحاجةٍ في نفسها:-
- بس دا ميمنعش إني موافقة على الجواز يا حامِي الحِمى...

أنا والطبيب "قدر قيس"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن