[أنا والطبيب]
الفصل العاشر -١٠-بُترت كلماته وأعينه تقع على هذا الوجه الغير متوقع، تجمدت يداه وسقط قلبه أرضًا وهمس بارتعاش:-
- قيس..!!!رفع قيس رأسه لأعلى لينظر لهذا الوجه الذي غاب عنه سنوات ... هذا الوجه الذي خذله الآن للمرة الثانية .. ألم تكفيك الأولى يا أبي!!
ألم يُكتب لقلبي سوى الحسرات والنكبات!!
لم تكتفي بأن تحسرتُ على رحيلك المرة الأولى والآن أتحسر لفقدي لك للأبد....كان قيس ينظر لتلك الهيئة التي يجهلها، الهيئة التي يرى عليها ماجد البنا للمرة الأولى في صورة جعفر البحيري، أين أبي، إلى أين ذهب؟!
كيف تحول أبي ماجد البنا الرجل العادي الذي يخشى أذية الحيوانات بالشوارع إلى جعفر البحيري الذي يكمن حله الوحيد في إزهاق الأرواح والقتـ.ـل!!
نظرات قيس التي كان يملئها الجهل والتعجب ونظرات أخرى تمزق أنياط القلوب..مهلًا عليه استيعاب تلك الحقائق على مهل...
عزيز الحقير يكن ولده أي أنه شقيقه.!!
لكن كيف!!
عزيز أكبر عمرًا منه!!
وتلك العائلة التي يعلوها السواد والجرائم الموشومة بها تعود إليه!
الرعب المتعلق باسمه وكافة أنواع الإجرام هو المسؤول عنها!!!
هل هذا حقًا أبي الذي أنتمي إليه..
مهلًا .. أين هو أبي من الأساس، لقد محق هويته الحقيقية يا سادة، لقد حرمني من أبسط حقٍ لي وهو الإنتماء والهوية..
أبي سلب مني هويتي وأهداها لأخر..!!فيما أن جعفر احتشدت الصدمة بأعينه وعلى جسده وأعينه تتأمل بجنون وجه قيس الملطخ بالدما'ء الذي تسبب في نزيفها..
قيس البقعة البيضاء الوحيدة بأيامه وحياته، البقعة البيضاء الذي لم يرد أن تتغبش بالسواد أبدًا...
هل من كان ينتوي قتـ.ـله منذ قليل يكن قيس...
هل من غرز سلاحه بكتفه الآن يكن ولده قيس..
هل تلك الجروح التي برأسه ووجهه والدما'ء المتساقطة من فمه وأنفه يكن هو سببها، هل هي ناتج يده..!!
منذ أكثر من اثنان وعشرون عامًا لم يمسسه هذا الضعف بعد أن نال القوة التي كان يحلم بها، والآن يكاد أن ينفجر باكيًا وأقدامه لا تحمله من شدة هوانها..كان عزيز يقف يوزع أنظراه بينهم بعدم فهم، حتى توسعت أعينه بصدمه وقد أدرك ما يحدث الآن ... لم يكن يعلم أنه نفسه قيس البنا ولد ماجد البنا حقًا..
ابتلع قيس غصة مريرة وهتف بصوت جاهد لثباته:-
- أيه يا جعفر باشا مصدوم ليه كدا..
لتكون مصدوم أنك شوفتني .. تكون أمرت بقتلي قبل كدا علشان تتخلص من كل حاجة تتعلق بماضيك ورجالتك قصروا في التنفيذ..وأكمل وهو يرمق عزيز:-
- لازم تعاقب بتاع الفراخ على الغلط ده...
بس شهادة حق لازم أقولها .. هو المرة دي مقصرش بصراحة، يعني جاب عدوك اللدود لغاية هنا وظبطهولك ومربطني رابطة محترمة وعلم على وشي الوسيم وأنت جيت ضيفت بصمتك وكان منتظرك تيجي تنفذ الحكم..
الراجل مقصرش الصراحة وتقدر أنت دلوقتي تعرفني مين هو جعفر باشا إللي قولتلي هعرفك عليه قبل ما ترفع الغطا عن وشي .. دفعني التمن يا باشا وربيني..
يلا يا باشا فين كرم الزيارة إللي كنت بتقول عليه..
أنت تقرأ
أنا والطبيب "قدر قيس"
Romanceكان يتنفس بعنف وصدره يعلو ويهبط بجنون ليحاول تنظيم أنفاسه وهو يستدير نحوها ليراها مازالت على نفس الوضعية.. اقترب منها ينظر داخل عيناه التي تومض بشكل عجيب بلونها الزبرجدي تقابل أعينه البُندقية الحادة ثم ردد بإصرار أمام وجهها:- - هتتعالجي وهرجعلك الحي...