كوابيسي و حياتي، كلمةً و مضادها...

37 2 0
                                    

- افيقي يا ذات الدم النقي، يوجد الكثير لنفعله.
سمعت صوته العميق الذي يبدو عليه أنه سعيد أيضاً
حاولت افتتاح عيناي، ظننت أنني لم افتحها ولكن المكان هو المعتم و ليست جفوني هي المغلقة

تآوهت بخفة حين استقمت من مكاني علي الارض الخشبية فشعرت به يبتسم بخبث حقا سأخيط فمي هذا
بتلك العتمة المنتشرة بجميع اركان ذلك المكان الذي انا به لكني رأيتها
رأيتُ ابتسامته تلمع و تضيئ بحق السماء
ضوئها اعلي من تلك النجوم
ضوئها قريب و غريب
هي ابتسامة واسعة ساحرة
شعرت بإرتجاف قفصي الصدري لكن لِمَا؟ لِمَا شعرت بذلك الارتجاف ؟ لِمَا أشعر بقدماي لا تتحملاني ؟ لما اشعر بذلك الخوف المجبر ؟ ضحته ليست مرعبة بل إنها ساحرة حقا فلِمَا يعطي جسدي ردة الفعل الغريبه تلك
تماسكي... تماسكي حتي تستطيعين رؤيتها أكثر، حتي تستطيعين تأملها أكثر

فجأة تغير كل شئ
من عتمة لإضائة كادت أن تكون بيضاء لولا الدماء المنتشرة بكل اركان تلك الغرفة الخشبية مربعة الشكل، فأصبحت حمراء
من ابتسامة امامي لضحكاته العالية من خلفي تملئ صمت تلك الغرفة
من يدين عاريتين بريئتين ليدين نجستين يغطيها الدماء ممسكة بسكين لامع بالدماء
حقاً تغير كل شئ فجأة و لم اعد افهم شئ
لِمَا يداي مغطاة بالدماء ممسكة بتلك السكين؟
من اين يأتي ذلك الصراخ ؟!
اه من أمامي، مهلاً مَن ذلك الملتقي امامي يصرخ و يتلوي وجعاً
إنها هي .. حتماً هي، بجسدها الصغير الممتلئ، بذلك الصوت الذي امقته
لكن... ماذا حدث ؟ انا قتلتها ؟
- تقدمي الدم النقي تقدمي و أكملي عملك .
قال من خلفي ذلك الذي يدعوني بالدم النقي،
فتقدمت بإبتسامة واسعة، اقسم ان تلك اسعد اوقاتي 
شددتُ بيدي علي السكين بإحكام كانت تتساقط منها قطرات الدماء
تتلوي امامي و تصرخ بأعلي صوتها، تصرخ متألمة
ركعتُ علي ركبتي، و رفعت السكين و رأيته يلمع، و من ثم أنزلته عليها، تلك الطعنات مثل الضربات لا اعلم هل انا اطعنها ام اضربها بالسكين الحاد في أيدي
اخذتُ اضحك بهستيرية، ما ذلك الشعور الرائع انا مستمتعة سعيدة و اخيرا انا سعيدة
تخلصتُ منها بيداي اهه ما تلك الراحة
و ها هي اخيرا توقفت عن الالتواء و توقف صراخها الممتع
توقفت عن التنفس و انا لازلت اطعنها بتلك السكين التي ستشهد علي في يومٍ عظيم
- هه
تنفست الصعداء حين توقفت عن طعنها توقفت متعتي لكني حقا استمتعت
- للأسف مضطر أن أذهب نقيتي، اعلمي أنني فخوراً بكِ، انت قوية صغيرتي.
مهلا هل سيذهب من دون أن أراه مجدداً
لا توقف...

انت تمزح حقاً، صوت المنبهات التي تنتشر في كل أركان المنزل اخترق اذناي
متي سيستيقظ أحدهم من تلك الميته التي هم بها، ادعو ربي أن لا تستيقظوا من نومتكم تلك

استقمت بجزعي انظر نحو هاتفي الموضوع في شاحنه،
ازحتُ الغطاء من فوقي بهدوء، ثم جلستُ علي سريري احاول استيعاب ما كنت به و ما انا به الآن
اه كان ذلك كابوس، أشعر أن الكوابيس تلك نعمة حقا، هكذا يستيقظ المرء من نومهِ سعيداً
احب الكوابيس لكنها تؤلمني فهي تجعلني اري ان هي و حياتي كلمةً و مضادها
ذهبتُ للحمام بعد أن أغلقت منبهات البيت كله
اغسل وجهي و انظر في المرآة، عيناي منفوختين كالعادة ولا اري جيداً بالأساس

صَوتُ الدِمَاءْWhere stories live. Discover now