الفصل الثاني

202 23 3
                                    


الفصل الثاني

إشبيلية...

ـ هيا يا فتيات لقد تعبت، فلتظهرا وإلا.....

ـ وإلا ماذا يا جدتي؟

ابتسمت الجدة وصوت حفيدتها يصل إليها من أسفل الطاولة، لتقول بجدية لم تظهر عليها أثر ابتسامتها:
ـ سأخبر والدكما عما تفعلانه بي ما إن يدير لكما ظهره مغادرا.

ظهرت كارمن من خلف إحدى الستائر قائلة بصوت بدا عليه الخوف قليلاً:
ـ لا.. أرجوكِ يا جدتي لا تفعلي !

لتخرج كراميلا من تحت الطاولة وتستقيم واقفة قائلة برجاء:
ـ سيعاقبنا ويحرمنا من الخروج مجدداً.

ـ حسناً لن افعل، ولكن هيا أكملا طعامكما وكونا لطيفتين، لم تعودا صغيرتين لترهقا الجدة في البحث عنكما دوما ، إن أحسنتما التصرف سأطلب من والدكما أن يأخذكما في جولة بالمدينة.

تمتمت كراميلا قائلة:
ـ هذا إن عاد إلى المنزل قريباً، لم نره منذ شهر كامل.

قالت الجدة بلطف:
ـ هل قلت شيء عزيزتي؟

ـ لا.. هيا يا كارمن لننهي طعامنا فموعد الدرس قد اقترب .

ـ أحسنتي حبيبتي.

قالتها الجدة وهي تحتضن وجه حفيدتها بكفيها .
تقدم المعتصم منهن وقَبّل يد والدته  فربتت على رأسه بحنان قبل أن يستقيم و يطالع ابنتيه قائلاً:
ـ كيف حالكما صغيرتايّ؟

ـ لم نعد صغيرتان لقد كبرنا يا أبي ، ألا تلاحظ ذلك ؟

قالتها طفلته المتمردة التي تشبه أخته الصغيرة في جموحها وعنادها بينما وكزتها كارمن قائلة برقة:
ـ نحن بخير أبي، فقط افتقدناك.

ربت على رأسها بحنان و قال:
ـ وأنا افتقدتكما، هذه المرة سأبقى لبعض الوقت وآخذكم في جولة بالمدينة ، أيرضيكما هذا ؟

ظهر  الحماس على وجه كارمن بينما اكتفت كراميلا بابتسامة باهتة في حين قالت الجدة:
ـ أمنيتكما تحققت.

ـ لم تتحقق بعد.

ـ كراميلا ااا .

قالها المعتصم بحزم فأطرقت كراميلا بينما أردف موجهاً حديثه لوالدته قائلا:
ـ أين لانا؟

ـ في حجرتها تستمع لتلك الموسيقى الصاخبة التي أمقتها، لا أدري حقاً ما الذي يعجبها فيها؟ غريب هذا الجيل .

كاد أن يقول شيء لو لم يقاطعه رنين هاتفه فاستأذن ليجيب مبتعدا قليلاً، بضع كلمات مقتضبة ثم جملة صارمة حملت قسوة اعتدن عليها حين يتحول من والد وإبن لرجل أعمال جلف:
ـ سآتي فورا .

أغلق هاتفه وتوجه لوالدته قائلا:
ـ أمر طارئ لا يحتمل التأخير، سأغيب لبعض الوقت.. أعتذر منكن عليّ المغادرة.

نيجار(الشعلة التي أنارت درب الصواب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن