نظرت إلي نظرة يملؤها عدم الفهم. ربتت على يدها و قلت:
- " لا تقلقي سوف أعالجك لن ادعك تعانين لكن أحتاج بعض المعدات !!"
قرعت السلطانة جرسا بجوار فراشها. فجاء السلطان و أخبرته بأن يوفر لي ما أحتاجه. نظر إلى السلطان قائلا :
- " ماذا تحتاجين ؟"
سألته:
- " هذا رياض أليس كذلك؟ و تقومون بتقطير ماء الزهر"
رد السلطان:
- "بلى"
ثم أردفت:
- " أحتاج إلى جهاز التقطير و إكليل الجبل و الزعتر و بعض الفئران. و أحتاج وقتا ربما أسبوع أو أسبوعين؛ حتى أجد الصيغة و التركيبة المناسبة لعلاج مولاتي السلطانة"
. نظر إلي السلطان و قال بشك:
- " و إن لم تنجحي هل تبحثين عن فصل رأسك عن جسدك؟"
لا أدري من أين أحضرت تلك الشجاعة، لكي أرد بنبرة يملؤها التحدي :
- "سوف أسخر ما لدي من علم و معرفة لخدمة مولاتي. سوف نأخذ بالأسباب و الكمال على الله. لا تنسى أن الله هو الشافي هو من أنزل الداء و هو من سينزل الدواء. و أنا على ثقة بربي و لن أخيب أبدا. و زيادة على ذلك أنا هنا ليس لثروات و مال لا حاجة لي بذلك فلا تخف و لا تهدد يا سيدي"
نادى السلطان على الجنديان و أمرهما بتوفير ما طلبته.و من دون تأخير بدأت في استخلاص الزيوت من تلك الأعشاب و أطعمت الفئران من تلك الجبنة حتى بدأت تظهر عليها نفس الأعراض التي ظهرت على السلطانة. ثم قسمتها إلى مجموعات كل مجموعة أحقنها بتركيبة مختلفة ثم أراقب تطور حالاتها. حتى بدأت إحدى المجموعات تستجيب للعلاج بعد اليوم الرابع من العلاج. تهلل وجهي فرحا و خرجت من غرفتي و أنا أصرخ:
- "أخيرا وجدت الترياق !!!"
أسرعت إلى غرفة السلطانة لكي احقنها بالترياق. و بعد أربعة أيام تحسنت حالتها. فرح السلطان أيما فرح فقال لي:
- " سامحيني يا آنسة لقد أسأت الظن بك في البداية، فحداثة سنك لا توحي بمعرفة بالطب و العلم"
قلت له:
- " أنا على مشارف الرابعة و العشرين من عمري رغم أن هيئتي توحي بالعكس، كما أن العمر ليس عائقا و لا معيارا؛ فخير دليل هو مولاتي السلطانة"
استغرب السلطان من كلامي و جدد اعتذاره و قال:
- " و الآن ما طلبك؟"
هنا تدخلت السلطانة قائلة:
- " طلبها عندي أنت تبحثين عن الأجوبة ؟"
ابتسمت و حركت رأسي مؤكدة فأردفت قائلة :
- "اعيريني سمعك و لا تقاطعيني. أنا من استدعاك؛ عندما مرضت مرضا شديدا و فقدت الأمل في الشفاء قررت أن استدعيك إلى عالمنا. لكن، كان هناك شرط؛ أن تكملي الألف كتاب. و لحسن حظي كنت على مشارف نهاية الكتاب الألف، و ما إن قرأت السطر الأخير دخلت لعالمنا. أكملت مهمتك الأولى و الآن عليك أن تجدي نفسك و تكملي المهمة الثانية يا خويلاء !"
اندهشت من كلامها و قلت:
- " لماذا نطقت اسمي ؟ مازلت أريد أن أعرف المزيد !!!"
بدأت أتلاشى. قالت السلطانة بعيون دامعة :
- " الدرب الطويل و الزمن قصير. فاسرعي يا خولة أنقذي ما تبقى من نفسك !!"
دخلت مجددا في المتاهة الملعونة و أنا أقول:
- " سوف أفتقدك يا نوارة"
في عالم آخر، وجدت نفسي شعرت بالعجز و الحيرة. كلما انتهيت من لغز وجدت لغزا آخر. ماذا تقصد بكلامها بأن أجد نفسي؟ و الأهم من هذا أين أنا مجددا ؟ تأملت المكان من حولي؛ حديقة من أزهار قلت في نفسي هل عدت إلى عالم إيناس ؟! يبدو المكان مختلفا. بقيت أتجول فجأة ظهرت مكتبة ضخمة أمامي. مددت يدي لاكتشاف محتواها سحبت الكتاب الأول و قلت لقد قرأته من قبل. بعدها سحبت كتابا آخر يا لها من مصادفة قرأته أيضا. بقيت اسحب الكتب بشكل عشوائي كتاب بعد كتاب. حتى بدأت أفطن لشيء ما فقلت في نفسي:
" مهلا لحظة هذا الترتيب أعرفه جيدا، و كل هذهالكتب !!! زهور و رسم و كتب هل يعقل أن يكون هذا العالم هو ...
![](https://img.wattpad.com/cover/358447457-288-k942144.jpg)
أنت تقرأ
رحلة الهوية: رحلة فتاة للبحث عن الذات عبر أسماء منسية
Adventureفتاة تدخل إلى عالم مختلف كله أسرار و غموض و ذلك من أجل إنقاذ نفسها من الخوف. ... كانت الفتاة ممدة على سريرها ، وجهها شاحب كأنها محاطة بأجواء الموت، وعيناها تبكيان أمطارًا من الحزن والألم وصوتها الحزين يخترق قلوب الحاضرين الذين تجمعوا حولها في ظل هذه...