2.أجنِحةٌ داكِنةٌ..

133 16 19
                                    

خرجتُ بصعُوبةٍ من تدافعُ الطلابِ..
صدقًا كأنهمُ كلابٌ رمى لهُم عظّم..
دفعتُ من قبل طالبٍ لأشّتمهُ تحتَ أنفاسِي
أنا حقّا لا أفهمُ ما لعنةُ هذّه الجامعةِ..!!

وقفتُ أمامِ بابِ الجّامعَة قبضّت على ورقةِ الأسئِلة أطالِعُ الأمامَ بإبتسامةِ منمقَة..
حينَ أشّرقتِ الشٌمس شّعرتُ و كأنِي أشّرقتُ معهَا أيضّا..
تلكَ الطاقةُ المحبوسةُ بإحدى أقفاصِ قلبِي تحررتِ لأقفزَ بحماسٍ بينمَا أرفعُ الورقَة بإتجّاه السماء..
« فعَلتُها ..أنهيتُ الإختبار
و جميعُ أعضّائِي ملتصقةٌبِي..
أشّعر بأنَ قيودَ البؤسِ أرختِ قبضّتيها عن مفاصلِي و توجتُ بتاجِ الحريةِ المرصعِ بالبهجَة»

« يا هذّه قد أخطأتِ العنوانَ! هذّا ليسَ مشفَى أمراضِ العقلِ و فرطِ الحركةِ، هذّه جامعةٌ تربوِيَة و الآن إعفينَا من طقوسِ الهرجِ هذّه..
ما بالُ النّاس هذهِ الأيامَ ؟» توقفتُ عن الإندفاعِ بحماسٍ ألويِ قوسَ شّفتي بإمتعاضٍ لصوتِ حارسِ البوابةِ الذّي نقر زجاجَ رأسِي..
ما بهِ ينوحُ حتّى هرموناتُ النساءِ لا تأثرُ بهذهِ الطريقَة ..

« إن قلبِي متسعٌ اليومَ كصفيحَة السّماء، لدرجةِ أنّي لَن أعاندكَ » رميتُ كلماتِي لأقلبَ أعينِي أحادثُ المللَ حينَ بدأَ بسردِ رواياتٍ الكِبارِ

« لا أدرِي لما يسمونكُم جيلًا صاعدًا و أنتمُ ستتسبَبونَ بنزول البلادِ إلى أسافِل الحضيضِ» هوَ تمتمَ بصوتٍ مختنقِ بالإنزعاجِ حينَ بدأ الطلابُ يندفعونَ نحوَ للخارجِ بصراخٍ و إندفاعٍ و سعادَة إنتحارِ مستعمرِ الإمتحاناتِ و بدايةِ حُرية العطلةِ..
عفوًا لا ألومهُ..
و لكِنهم يبدونَ كسربِ من النسوةِ سمعوا أنّ هناكَ تخفيضّات على موادِ التنظيفِ ..
رفعتُ حاجبايَ بذهولٍ ، ألوِي قدمايَ و أسيرَ مبتعدةً بغيرِ إكتراثٍ قبلَ أنّ يضايقَني أحدٌ أو يبدأَ بالتحاورِ حول الأجوبَة..

«أخيِرا ..سأنسّى كل ما رماهُ الدهرُ بوجهِي و سأعوضُ جميعَ الأيام بائسةِ المُحيا التّي وراتنِي
سأذهبُ لتناولُ المُثلجاتِ،و سأزورُ محلَ بيعِ الكُتبِ لأرَى آخرَ ما بجعبَة المكتباتِ ثُم سأمرُ على آرثر ..»
سردتُ ما سأقومُ بهِ بينمَا أقبضُ على حامِل حقيبتِي بحماسٍ..و شّعرت بالأملِ و بزوغِ الفجرِ الجميلِ يحطُ مرسّاتهُ على أرضِ قلبِي..
أجل سأفعلُ
..لقدِ طُويتُ الصفحاتُ و إنتهَى
عليّ أن أطوِي صفحاتِي أيضّا..
رُبما لهذّا السببِ تملكُ الكُتب أغلفةً مجلدَة سّميكَة لتغلقَ لأنّه بعدَ الإنتهاءِ من قرائتِها و المُرورِ بآثارِ أناملِي على جميعِ طرقاتِ صفحاتِها حتّى الوصولِ إلى كلمةِ ' النهايةِ ' أن تغلقَ..
و لا حاجةَ لزيارةِ كتابِ الألمِ مرةً أخرى صفحاتهُ فقَط ستهدمُ و تهضّمُ و تنهشُ
من اليومِ سأضّع فواصلَ ملونةً على الأحداثِ المبهجةِ المليئةَ بالسعادةِ على كتابِ حياتِي فقَط و سأحرصُ على أن تكونَ كثيرةً لأعودَ لها دومًا فأجدَ بابَها مفتوحًا لِي إذا ما إقتنانِي الشّجونُ
لن أسمحَ لصفحاتِ البؤسِ بتدثيرِي
أعدُ نفسِي بذلكَ

بَيْنَ الظِلآلْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن