" تمُر عليّنا أيامٌ
و ربَما نحنُ من نمرٌ..
ننسّاق معَ التيارِ..
أحيانًا نقفُ في وجههِ نعترضّه..نجابههُ بكل ما نملكُ..نرمِي بكلِ أوراقِ الشّجاعة التّي نملُكها على طاولِة الحيّاة و ننتظّر حركتِها المواليَة
لنحارِبَ الحيّاة بكل ما نملكُ من حيّاة ..و أحيانًا أُخرى نرخِي أيدنِا ما نعود قاردينَ على التشّبث بالحبالِ يسيرُ بنّا التيارُ إلى كُل مكان عدا الديّار تصفعُنا الحصّى و ننهالُ على اللّظى..تزرعُ الأشواكُ بأقادمنِا..نرخِي أكتافنَا و نقفُ
و لا قدرَة لنا حتّى للتسؤالُ
' إلي أينَ نمضّي و ما كُل هذّا ؟ '
و تنظّر حولكَ..
تدورُ بتلكَ الدوامَة
و تتأسفُ ليداكَ الخائرَة التّي ما عادت قادِرة على التشّبث..على التمسّك بالأشّياء التّي كانت تعافرُ و تفرغُ جيوبَها من كلِ شيئٍ فقَط كي تتشبثَ بها أكثرَ
يداكَ أصبحت تسّرف بالإفلاتِ..و قلبُك ما عاد قادرِا على إبتلاعِ اللّيالي الشّبمة...و سيظّل هُناكَ نغزٌ في كتفيكَ دائمًا كُلما إلتفتَ
ليذكركَ بأنّه كانَ لك جناحيّن..
قُطعَا لكن عظّمهما ظّل عالقًا بكتفيكَ إلى الأبدِ ..لكنكَ ستنجّو مرَة أخرى كما تفعل دومًا..لأنكَ أدركت أنّه يمكنكَ مجاراةُ الحيّاة كما تجاريكَ..
عثرّة مباغتَة..بوقفَة متخاذّلة..و عثّرة أخرى..بوقفَة أسرعَ
سترفعُ أعينكَ إلى السّماءِ..فلا ترى إلا الزرقَة الآمنـة ..ثُم ينزلُ غيثٌ مبارَك عليكَ يحررَك من الأصفادِ يغسّلك من الخطايّا..و تعاوُد المسّير..و ورقةُ الأملِ تلكَ مطويّة بجيبِ محفظّتكَ تخرجُها كل ما قررتَ إقتناءَ الصمودِ..لكِن هل تعلمُ ما معنّى أن تكونَ محرومًا من الإستسلامِ؟
مجبورٌ على المقاوَمة و كُل شيئٍ حولكَ ينادِي من أجلِ إلقاءِ السّلاح..رُبما أنا دليلٌ دامغُ فقط على أنّ الحيّاة
موتٌ يمكننَا النجّاة منهُ
أنّها حلبَة يُمكنُ الإنتصار فيهَا و إنّ طعنتَ بهذّه الجولَة ستُرفعُ يدكَ إعلانّا للفوزِ بجولَة ثانيّة..
لأن هذهِ الحياةَ ما هيّ إلا جولاتٌ نخوضّها..ما زلتُ حيّة أرتكبُ الكتابَة..أنبثقُ من الأغلفَة ثُم أتحولُ إلى فراشّةٍ كتبٍ
أطيرُ نحو بلادِ الحبرِ حرّة ..
أندّه الأغانِي..و أبتسمُ لرياح مرت و أرادتِ أخذّ خصلاتِي معهَا
لازلتُ أرى الشّمس..و أحلمُ بالأمانِ عندَ غرُوبها..
أرقصُ تحتَ المطرِ و أعدُ القهوَة ..بينمَا أغوص بتأملاتِي الناعمِة أحتمِي من أنيابِ الواقعِ الحادَة ..أسيرُ بينَ كل جولاتِ الحياةِ..
جولة داميّة إنتهت و أخرى ستبدأُ..أنتزعُ روحِي منّها ببطئٍ و أمضّي..كرسالة حبٍ في جَيب جندِي ميتٍ..
ظرفُها يعلوهَ قليلٌ من الدمِ و الطينِ..لكِنها في نهايّة الأمر لم تمزق لم تُمحى كلماتُها و لازلت صالحَة للقراءَة..
هذّا الشّعور بأنّي أجنو كل مرَة من مجزرِة الحيّاة القبيحَة
يندهُني بأنّي الرسالة المنتظّرة المحشّوة بالكلماتِ لبريدٍ فارغٍ لا يملأُه سّوى شّباك عناكبٍ تتلو رواياتٍ عن الهجّر و الفراغِ الموحشٌ..
بأنّي لازلت خالذّة
و لربَما أنا قطراتُ الماءِ الأخيرَة في قدحٍ لترطبَ حلقًا لم يعرفُ إلا الجفافَ..
أنت تقرأ
بَيْنَ الظِلآلْ
Hành động~''~ وصّلتنِي الرسالةُ الثانيةٌ بالتاسعِ عشرَ من مايو، و إرتجفت أناملِي بينما أفتحُ طياتِها النائمةَ لتقابلَ صباحٍ أعيني.. لم أكُن أعرف صاحبها و هاجسٌ غريبٌ جنونٌ خافقِ أمٍ فقدتَ أثرَ إبنهَا في متنزهٍ يعجُ بالأناسِ، ضرباتُ سكاكينِ الخوفِ قبلَ أنّ تس...