السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالفاجعة الكبرى وفاة (ميرا) ذات الروح البريئة والتي كانت هي الأعز و الأقرب إلى قلب والدتها ومنذ ذلك اليوم إنقلب الوضع رأسا على عقب ، بدأت الحياة بالتغيير بشكل جذري ، تغيرت الأمور تماما بعد رحيلها .
أنا بلال، شاب في الواحد والعشرين من عمري، أنشأتنا أحداث الحياة في عائلة متواضعة تتألف من ستة أفراد. الأب والأم، ركيزتين تحملان عبء الحياة بكل كرم وتواضع، أختي الكبرى لينا، التي كانت دعمًا لنا في كل المواقف، والأخت الصغيرة التي رحلت عنا، ميرا، رحمها الله، تاركة وراءها ذكريات محفورة في قلوبنا، وأخي الصغير عمر، الذي يمثل شريكًا في رحلة الحياة.
بعد مرور تقريبا عام على رحيل ميرا،
وبينما كنت مستلقٍ وحيدا في الغرفة أتأمل في السقف وقد إنغمست في جوٍ من الحنين والذكريات،
في تلك اللحضات اندلعت ضحكات خافتة ومستمرة تنبعث من المطبخ، والغرابة في الأمر أنني لم أسمع ضحكة أمي منذ سنة تقريبا، وبدأ التسائل يدور في رأسي وأخذني الفضول لمعرفة سبب تلك الضحكة التي طالما كانت تمثل موسيقى الحياة بالنسبة لي، والتي تلاشت بعد رحيل ميرا..
ذلك الصوت اللطيف للضحكات يفجر في الروح مشاعر مختلطة كأن الحياة تعود ببطء لتنبت وردة جديدة في حقل الذكريات الحزينة .كانت امي تتحدث مع لينا عن تفاصيل حول حفل زفاف وفرح وشيء من هذا القبيل
إسترقت السمع ويا ليتني لم أفعل
يخططون لشيء ما من وراء ظهري ، يحاكون أحداث فرح مستقبلي يهدفون من خلاله إلى تشغيل أوتار الفرح ليغطوا بذلك مأساة رحيل أختي الغالية ميرا ، يبدو أنهم يخفون وراء تلك التفاصيل الاحتفالية أكثر من مجرد حفل زفاف، فهم يبنون جسراً من الفرح ليتخطوا عباب الحزن ويخففوا ألم فقدانهم.نهضت من مكاني مسرعا نحو المطبخ، حيث تتداخل الكلمات والضحكات بطريقة غير مألوفة. لاحظ نظراتهم التي بدت غريبة، فلم تكن كالعادة، بل حَملَت لمحة من التفاخر،
كما لو كانوا يخططون بطريقة لا أستطيع فهمها تمامًا.
فقابلتهم بإبتسامة خفيفة على وجهي ههه ، تحمل الكثير من المعاني ونظراتي كانت تعبر عن مشاعر كثيرة تعني دعكم من ذلك
لم تدس فكرة الزواج طرقات عقلي يومًا، إذ لم أكن مستعدًا لتحمل أعباء المسؤولية أبدا ،
لم أنطق ولو بكلمة، إكتفيت فقط بتلك الإبتسامة وبتلك النظرات .استدرت للخروج وانصرفت ببطء نحو الباب محاولًا تشتيت انتباهي عن الأفكار الثقيلة. كان الجو رائعًا في الخارج، مع لحظات غروب الشمس التي غمرت السماء بألوانها الساحرة. أخذت نفسًا عميقًا وانا اتجول في الشوارع واحد تلو الاخر، حاولت نسيان ما يدور في ذهني وتشتيت افكاري.
وفي لحظة منعزلة رأيت أحمد جالسًا على حافة الرصيف، في اخر احد الشوارع الخالية.أحمد صديقي الشاب اللطيف ذو الأخلاق الراقية كان يمتلك شخصية جذابة، مشكلته الوحيدة هي إدمانه على المخدرات ،
ذهبت إليه وألقيت السلام له كالعادة كان يجذبني إليه بشخصيته وفصاحة لسانه ، كنت أحب الجلوس معه لثقافته و لحلاوة حديثه , حيث كنت دائماً أنصحه بالتخلص من هذه العادة الضارة ، وأدعوه إلى الصلاة وممارسة الرياضة كي تساعده في التخلص من تلك المخدرات التي يتعاطاها ولكن للأسف، لم يكن يبدي اهتمامًا بكلامي ، كان دائما يشتكي من مشاكله ومن عائلته ،
فقلت في نفسي وما شئني في ذلك المهم أنه لا يؤذيني كنت أظن ذلك وهيهات هيهات ...
أنت تقرأ
جبل السيلفاندور
Mystery / Thrillerأين أنا ؟ ماذا يحدث ؟ كل ما أتذكره تلك البوابة مدخل العالم السفلي ، في عمق جبل سيلفاندور ، تتسارع الأحداث. وبين ذاكرة مفقودة وأسرار مظلمة ترتسم لوحة خيالية