قال لي أكنت تراقبني ؟ ما كدت أجلس حتى جئت أنت وضحك هههه
فضحكت أنا وقلت له لا أبدا ههههثم أخرج من جيبه سجارته كالعادة وقام بتشغيل موسيقى هادئة وبدأنا نتبادل اطراف الحديث
كنت الاحظ التغير السريع في مزاجه، من شخص يعاني كاره لحياته الى شخص ينغمس في سعادة مفاجئة خلال دقائق فقط.. تساءلت بفضول "هل لديك فعلاً أمل في أن هذا النمط من الحياة سيستمر لفترة طويلة؟"
أحمد ينظر إلي بابتسامة خفيفة ويرد، "ليس لدي خطط مستقبلية، بل أستمتع بلحظة الآن، ولا أفكر كثيرًا في ما سيحدث لاحقًا."أنا أحاول فهم ذلك العالم الذي يختبئ فيه، فأقول بإستغراب، "لكن هل لديك فعلاً ثقة في أن الخيال يمكن أن يكون مأوى دائم ؟
يقوم بالتفكير للحظة، ثم يقول بجدية، "الواقع يحمل الكثير من المصاعب، أما الخيال فهو عالم يمكنني فيه أن أكون أنا، دون أن أضطر للتكيف مع الآخرين."
أحس أن هناك قصة معقدة خلف هذا الاختيار، فأقول برقة، "أنا هنا لأستمع، إذا أردت أن تشارك شيئًا."
بعد لحظة من التأمل، قال ، "حقيقة ، كل هذا الذي اقوم به لا شيء.. انه بسييط.. انه مجرد تمهييد لحدث قادم سيحدث قريبا....
أحمد: هل تعلم عن الجبل الذي يقع خلف بلدتنا؟
بلال: سيلفاندور؟؟ نعم أعرفه لكن لم أزره من قبل ولم يحركني الفضول لأقوم بذلك يومًا.
أحمد: تداولت الأساطير عنه، ولستُ متيقنًا ما إذا كانت حقيقة أم مجرد خيال.
بلال: ما هي القصص التي سمعتها عنه؟
أحمد: يُقال إن هناك مهرجانًا ينعقد بانتظام، يُلقب بـ"زينوفيتا هايتي". الوصول إليه يقتصر على أولئك الذين تغيب عقولهم .
بلال: نظرت إليه بدهشة، "تغيب عقولهم"؟ ما هذا الهراء؟
أحمد: فقط الذين يتعاطون هذه... وأشار إلى سيجارته المتهالكة.
بلال: يبدو أنك اصبت بالجنون بسبب هذه السيجارة.
أحمد: هل أفصح لك عن سر؟
قلت في سري قبل ان ارد عليه ماذا يريد ان يختلق ايضا ثم اجبته: نعم، تفضل..
أحمد: في الأيام الأخيرة، ظهر إليّ رجل غريب كلما أغمضت عيني. رجل في الستين من عمره، شعره أبيض كالثلج، وعيناه الجاحضتين. لطالما اخافتني تفاصيله الغريبة، قال لي...
قاطعته قائلا هل تمازحني؟؟
فرن هاتفي..
رسالة..
نظرت اليه اسم لينا"لم يكن محتوى الرسالة ظاهر..نهضت من جلستي وسددت له ضربة على كتفه، قائلًا: "اعقل، يا ولد! اترك هذه الأحلام الغبية."
كنت قد استدرت للرحيل ونظرت لهاتفي لارى رسالة اختي لكنه فاجأني ممسكا يدي بينما هو لايزال جالسا مؤكدًا: "أنا لا أكذب ولا أتخيل، جرب أن تستمع إليّ أولاً."
كانت نضراته جادة، ولم يبدو أنه ينوي التلاعب أو التهرب. تداخلت الحيرة والتساؤلات في عقلي بسبب تلك اللحظة، هل كان ذلك بسبب تأثير تلك السيجارة أم أنه يعبر عن نفسه بجدية؟
جلست مرة أخرى، وعقلي امتلأ بالتساؤلات، مستعدًا للاستماع بجدية هذه المرة.
أحمد قائلا بصوت مرتفع : "أقسم لك يا بلال، أنه يظهر لي في كل مرة أستعمل فيها هذه السيجارة، وانت تعلم جيدا أن تأثيرها لا يجعلني مجنونًا إلى هذا الحد، يمكنني التمييز بين الواقع والخيال قليلاً."
بلال : إهدأ إهدأ فضحتنا ، جميع من حولنا ينظر إلينا أخفت صوتك
أحمد أخذ يتنهد ببؤس، وأكد: "إنه يظهر أمامي حقيقتا "
ثم استمر قائلاً: "أخبرني أولًا ألا أخاف لانه رآني فزعت.. ثم قال لي إنه مجرد مرسول، مرسول لكل من يتعاطى زينوفيتا..
مرسول بتعاليم من حاكم جبل سيلفاندور "استغربت قائلًا: "زينوفيتا؟ ما هذه؟"
وأكمل أحمد قائلاً: "لم أكن أعلم ما هي، اشتريتها من شخص غريب، بعد تجربتها ظنًا مني أنها نوعٌ رفيعٌ من أنواع القنب الهندي. وبسبب سعرها المنخفض عند ذلك الرجل، اشتريت الكثير منها خوفًا من أنني لن أستطيع مقابلته مرة أخرى."
قلت له في حيرة: "كيف عرفت هذا؟"
أجاب أحمد قائلاً: "هو أخبرني.
قلت له: ماذا أخبرك أيضًا؟"
استدار احمد ناظرا في عيني مباشرة مبتسما ابتسامة غريبة قائلا بصوت منخفض : "قال لي إنها تذكرة المشاركة في المهرجان."
نظر امامه مرة اخرى مطأطأً رأسه
"هل تصدقني، يا بلال؟"
أنت تقرأ
جبل السيلفاندور
Mystery / Thrillerأين أنا ؟ ماذا يحدث ؟ كل ما أتذكره تلك البوابة مدخل العالم السفلي ، في عمق جبل سيلفاندور ، تتسارع الأحداث. وبين ذاكرة مفقودة وأسرار مظلمة ترتسم لوحة خيالية