Chapter 9

118 13 40
                                    

<عناوين كاذبة>

أسندتُ ظَهرِي على الحائط وانزلقت إلى الأرضيَّة الباردة و أنا أعاود قِراءة مَضمُون رِسالَتي لِلمرَّة المِئة . .

رَفعَت بمقلتاي عَنها عِندمَا حَفظتُ رَسمه تِلك الأحرف المرتجفة فِي رَأسي وحدَّقت بالفراغ المُظلِم أمامِي وظلال أثاث غُرفتي.

أشعُر أنَّ دَائِرة النُّور التي أجلِس بِها مُعانقَة نَفسِي تَتقلَّص، وعاجِلا أم آجلا سَوف أنضمُ إلى الظَّلَام الذِي يَنتَظِر اللَّحظة اَلتي يَخفتُ نُور الفانوس الذِي بِجانِبي.

بِمن سَوف استنجد حِينهَا ؟

لو كَانَت أختِي مَعي الآن لَكُنت أنَا من يحويهَا ويخفِّف عَنها بينمَا هي تَرتجف خوفًا مع كُلِّ همسَةٍ أو خَيال ينسجه عَقلُها.

أمَّا أنَا . . فَقد اعتدَت على شُعور وُجُود ظِلَال تَحُوم حَولي وتراقبني.

لطالما كنت افتخر بكوني لا أهاب الظلام لكني اكتشفت انني فقط تخطيت شعور الخوف من العتمة بسبب نجومي . .

و لكن الرعب الحقيقي يكمن في ما يخبئه الظلام بداخله من كائنات مجهولة و حقائق سوف تهز كياني . . فهي ذات الأشياء التى تكبلني و تجبرني على الجمود في مكاني دون حراك . .

الخوف من المجهول . .

و لحسن حظي طريقي لن يتضح إلا عندما اتخطى خوفي منه . . فهو عبارة عن ظلام حالك و أنا من يجب أن اشق طريقي في الغابة لكي أجد طريقي إلى الخارج بنفسي.

المضحك أن الشيء الذي أسعى وراءه . . هو ذاته الذي ارتعش و أعود إلى بقعتي في كل مرة أحاول التشجع و الخروج إليه . .

لهذه السبب أبقى في النهاية اترجى السماء أن تقطر لي بالنور لأجد طريقي . .

" هل حَلّقت فَتاتُ النُّجوم إلى السَّماء مُجَدداً ؟ "

" كلا . . أنا فقط أدقِّق النَّظر في الظِّلَال التي حَولي . . لعلّي التقط خاصتك "

لا أعلمُ سبب انزِلاق تِلك الكلمات مِن فَمِي . . أو حتَّى كَيف استطَاع دِماغي نسجها . .

لكِن مَشاعِر الضَّيَاع بَدأت تفترسني وتكبِّلني مُجَدداً . . تَوقعتُ أن يَرُد عليّ بِتعليق سَاخر أو ضَحكات تُصيب جَذعِي بالقشعريرة، لكنِّي ارتبَكتُ لِصمته المُطول والمريب . .

يَبدُو أنَّ مَا قُلتُه لَم يُعجِبه.

" أرى أنكِ مازلتِ تظنِّين أننِي أنتَمي إِلى تِلك الكائنات الملعونة "

شَعرتُ بِرهبة لِسكون نَبرَتِه . . لكنِّي تَمالكتُ نَفسِي وتجهَزتُ لِكي أَحشُره بِزاوية تساؤلاتي وأمسك بِه.

ما ابتلعه الظلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن