«الظَّلام و النَّجمة»
⋆
تضاربت أنفاسي مَع تسارع نبضات قلبي . .
و أصِبت برعشة غزت جذعي لتتنَّقل موجتُها إلى جميع أنحاء جَسدي لتشقق الصورة التي نسجتها مخَيلتي لآرثر و تهشُمها أمامي . .
لكن . . هو كان هدنَة السَّلام لي . . لقد أقسم بحمايتي . .
لقد وضَعت ثِقة عمياء به!!
"ه..هل أنا . . عمياء لِهذه الدَّرجة . ."
"هم؟ ما بال ارتعادكِ هذا . . أنا لَم أفعل شيئاً"
ارتفعَت يدي إلى جبهتي أتحسس حرارتي، و قُمت بقرص وجنتي لعلَّه مُجرد حلم . .
ربما لم استِيقظ بَعد . .
"هل أنا عمياء لِلحقيقة التي أمامي ؟"
نبرتي المَهزوزة فضحتني . .
أوقَعت يدي عَن جبهتي لتسقط على حِضني ليتَّبعها ذُبول عودي و إثنائي لجِذعي لشعوري بالهزيمة و ثِقل كتِفاي . .
شعرت كما لو أنَّ أحدٌ قام بلكمي في منتَصف معدتي لا صفعي . .
" هل إيقاعُك لمقدِّمة رأسك مسبقاً أحدَث تصدع آخر في جمجمتك؟"
أفقت مِن شرودي لـ أعقد حاجباي بإمتعاض لنبرته الهازِئة التي تسبَّبت بتطاير شرارة متمرِّدة أعادت إشعال نيراني الخامِد!
"أنتَ و السخريَّة تشكلان لَوحة فنيَّة بائسَة! ربما تصدعات جُمجمتي هي التي تسبَّبت بظني أنه يمكنني أخذُك على مَحمل الجِد !"
" آرى أنَّنا توصلنا إلى نُقطة تفهم لمشاعر بعضنا عَن الآخر!"
" ماذا تَقصد!!"
ضربت يدي على مَكتب ويليام لاستمراره بسكب الوقود على نِيراني!
ذلك الأحمق يجيد مُحاربتي و حِصاري بإمتياز مما يثير حنقي بشدَّة !
" هناكَ فرقٌ بين الرَّفض و العمى يا استيريا"
رفعت حاجبي باستغراب و أسندت مِرفقاي على المكتب و انتباهي مشدود له . . إلى ماذا يريد أن يصل؟
"العمى عَن الحقيقة شيء و رَفض الحقيقة شيء آخر سيتلاعَب بالمنطق أولاً، مسبباً وقُوع عوامِيد الواقِع فَوق رأسك. فالواقِع و الحقيقة واحد، رَفض أو تشويه أحدهما سيؤدي إلى عاقِبة صَدمة التدارك المتأخر"
كِدت أوقع مُقدمة رأسي مرَّة آخرى و أنا أنصِت لجديَّة نَبرته، و عقدت حاجباي للضجيج الذي أحدثته كلِماته بي . .
أنت تقرأ
ما ابتلعه الظلام
Fantasyمَا يَحْدُثُ فِي الظَّلام يَبْقَى فِي الظَّلام. فِي سَمَاءٍ اتخَذَتْ الْقَمَر عَدُوا لَها.. تَجِدُ النُّجُومَ الَّتِي تُرْصَع السَّمَاء تَجْهَلُ مَا يَحْصُلُ عَلَى آفَاقِ الْأَرْضِ الَّتِي تُنِيرُهَا.. وَ لَا تَدْرِي مَنْ يَتَّبِعُ نُورِهَا و يَتّ...