Chapter 11

140 13 73
                                    

«الظَّلام و النَّجمة»

تضاربت أنفاسي مَع تسارع نبضات قلبي . .

و أصِبت برعشة غزت جذعي لتتنَّقل موجتُها إلى جميع أنحاء جَسدي لتشقق الصورة التي نسجتها مخَيلتي لآرثر و تهشُمها أمامي . .

لكن . . هو كان هدنَة السَّلام لي . . لقد أقسم بحمايتي . .

لقد وضَعت ثِقة عمياء به!!

"ه..هل أنا . . عمياء لِهذه الدَّرجة . ."

"هم؟ ما بال ارتعادكِ هذا . . أنا لَم أفعل شيئاً"

ارتفعَت يدي إلى جبهتي أتحسس حرارتي، و قُمت بقرص وجنتي لعلَّه مُجرد حلم . .

ربما لم استِيقظ بَعد . .

"هل أنا عمياء لِلحقيقة التي أمامي ؟"

نبرتي المَهزوزة فضحتني . .

أوقَعت يدي عَن جبهتي لتسقط على حِضني ليتَّبعها ذُبول عودي و إثنائي لجِذعي لشعوري بالهزيمة و ثِقل كتِفاي . .

شعرت كما لو أنَّ أحدٌ قام بلكمي في منتَصف معدتي لا صفعي . .

" هل إيقاعُك لمقدِّمة رأسك مسبقاً أحدَث تصدع آخر في جمجمتك؟"

أفقت مِن شرودي لـ أعقد حاجباي بإمتعاض لنبرته الهازِئة التي تسبَّبت بتطاير شرارة متمرِّدة أعادت إشعال نيراني الخامِد!

"أنتَ و السخريَّة تشكلان لَوحة فنيَّة بائسَة! ربما تصدعات جُمجمتي هي التي تسبَّبت بظني أنه يمكنني أخذُك على مَحمل الجِد !"

" آرى أنَّنا توصلنا إلى نُقطة تفهم لمشاعر بعضنا عَن الآخر!"

" ماذا تَقصد!!"

ضربت يدي على مَكتب ويليام لاستمراره بسكب الوقود على نِيراني!

ذلك الأحمق يجيد مُحاربتي و حِصاري بإمتياز مما يثير حنقي بشدَّة !

" هناكَ فرقٌ بين الرَّفض و العمى يا استيريا"

رفعت حاجبي باستغراب و أسندت مِرفقاي على المكتب و انتباهي مشدود له . . إلى ماذا يريد أن يصل؟

"العمى عَن الحقيقة شيء و رَفض الحقيقة شيء آخر سيتلاعَب بالمنطق أولاً، مسبباً وقُوع عوامِيد الواقِع فَوق رأسك. فالواقِع و الحقيقة واحد، رَفض أو تشويه أحدهما سيؤدي إلى عاقِبة صَدمة التدارك المتأخر"

كِدت أوقع مُقدمة رأسي مرَّة آخرى و أنا أنصِت لجديَّة نَبرته، و عقدت حاجباي للضجيج الذي أحدثته كلِماته بي . .

ما ابتلعه الظلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن