طال الليل و طال معه انتظار سحر حتى عجزت جفونها عن الاحتفاظ بمسافة بينهما. قال ثوان و اعود فإذا بالثوان تصبح ساعات لتسمع مع انبلاج الصبح دخوله المتعب للجناح. تحاملت على نعاسها و تعبها و أسرعت تستفسره و في نيتها أن تعانقه كما حلمت منذ بدأ شعور حبه يدب في اوصال قلبها.لكنه لم يلتفت حتى ليراها بل كان يحمل جاكيته بيد و ربطة عنقه بيد أخرى و ألقاهما بكره بعيدا قبل أن يدخل غرفة أخرى ملحقة بالجناح قائلا ببرود أحرقها "لا اريد إزعاجا"
على طرقات الجزيرة الرملية تابطت كيراز ذراع والدها و سارا معا يتسامران بفرح بعد أن تزوجت صغرى البنات برجل و لا في الاحلام. قال كريم
"لنمر لبيت العمدة، اريد محادثتها"
كيراز "في هذا الوقت!"
كريم "نعم، ستكون في الحديقة تشاهد القمر و تشرب البابونج على أمل أن يقضي على تجاعيدها"
ضحكا كلاهما مليا و ما هي إلا دقائق حتى كانا في حديقة العمدة يشاركنها البابونج غصبا. سال كريم
"ما كان كلامك في الحفل؟ عن أي انتقام تحدث الكريملي"
نادرة بانزعاج "الم تقل مدللتك الصغيرة أنها تعرف عن أي انتقام يتحدث و أنه سر بينهما؟ اذهب و اسالها. ما ادراني!"
وضع كريم كاسه و تفرس في ملامح العمدة التي كانت تنظر بمحبة لكيراز المنشغلة بملاعبة قطة مشردة قائلة
"كيراز اولى بهذا الزواج. هي الكبرى و العاقلة"
احتج كريم "كلاهما ابنتي و لا اريد أن افرق بينهما"
العمدة بإصرار "ستظل غبيا الي الابد و لعمري ستعود لمعاقرة الخمر. ا لا تفهم؟ الكريملي رجل صعب جلف و قاس و ابنتك نارية الطباع حادة الطبع و سيجعلهما هذا الزواج يقعان في بعضهما"
كريم باستهزاء "و انت قلبك على صغيرتي ايتها العمدة اليس كذلك"
نادرة بوقاحة و هي تقف استعداد لطرده
"لتذهب صغيرتك الي الجحيم! كل ما يهمني أن لا تزعج ذلك الرجل و تضايقه بطبعها فتدفعه للرحيل من الجزيرة بعد أن أصبح لنا راس مال يحرك الأعمال و يجلب الاستثمارات. لن يدوم هذا الزواج اكيد و ..."
انتفضت كيراز بعد سماع كلمات العمدة لتصرخ
"لماذا انت سيئة و تتمنين الشر لأختي. سحر ستنجح كما نجحت دوما. و لعلمك ساسكن معها لأننا سنغادر الجزيرة غدا أنا و هي و صهري. سيذهبان لشهر العسل و بعدها ستكمل دراستها و تحصل على شهادتها و تصبح اكبر مهندسات الدنيا"
استدارت العمدة فزعت قائلة "كرييييم!"
كريم أوغلو"هذا احسن حل. أنا اغيب مطولا بحكم عملي و لن تبقى كيراز وحدها في المنزل. كما أنني أخشى ضعفي الدائم أمام المشروب و أخشى على ابنتي من كل شيء. ستكون أكثر أمانا حيث اختها. يمان بيه وافق على ذلك بصدر رحب"