00.

118 3 39
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


" أوه أتقول بِلا قلب؟ رُبما صحيح أو رُبما خاطئ؟ أو رُبما لديه قَلب لكنه مُكتظٌ بالمَّشاعر حد عَجزه عن الإفصاح؟"

-

"شَمس هذا اليَوم تَبدو ساطعةً على خِلاف العَادة، لكنها لا تُضايقني كما أظَنّ، أو أنّ هذا الكِتاب يُواصل حمايتي كما يحدث دائمًا؟ كل ما أُريده أنّ أواصل الاستلقاء بذات البُقعة، لا أقوم بأدنى مَجهود، كُل شيءٍ يَبدو مُهيأً لذلك، لكنه بذات اللَّحظة يَبدو مَستحيلًا، فمن ذا الذِّي سيحظى براحةٍ لائقة وهو بين مجموعةٍ من الحَمقى المُّزعجين؟"

الوَاحِدة وسبعُ دقائق، كَانت عَقارب السَّاعة تُشير إليها، وَقتٌ قِلما يجد أحدهم شيئًا للقيام به عدا الاستلقاء أو إعداد الطَّعام، ورُبما التَّنازع مع المُّحيطين لأسبابٍ لا تُعقل.

بذات اللَّحظة، كَانت أصوات من على متن السَّفينة المَعدنية الصَّغيرة تَصدح مُنذ قُرابة السَّاعة أو ما يزيد عليها، اثر حُدوث خِلافٍ مَجهول الأسباب بينهم، دُون الاهتمام بتوجيهات أكبرهم لهم أنّ يَتوقفوا عن الصُّراخ بهذه الطَّريقة المُّزعجة.

في الجَانب الأخر من المَّركبة، كَان أحدهم يَستلقي بأريحية على ظهره دُون غِطاء يُدفئ جَسده، مُستخدمًا ذِراعه اليُسرى كوسادةٍ تحمل رأسه، والأخرى موضوعةٌ على صَدره، يُغطي الكِتاب المَّفتوح وجهه، كما لو كان قد وَاصل القِراءة حتى غَفى بمُنتصفها، وخُصلاته الذَّهبية الأمامية تتَرنح يمينًا ويسارًا بفعل الرِّياح، أكثر تَقبيل أشعة الشَّمس لها.

بدا وكأنَّ أصوات رِفاقه لا تَصله البَته، فلم يأتِ ببنس حركة رُغم كل ما يَحدث حوله، حتى شَعر بتواجد أحدهم حَوله، يَليه هَتفٌ عالٍ باسمه، وخِطابٌ يتَرنح بين المُّنزعج والمُّتطلب، يُردده المُّتحدث قائلًا: رُوون استيقظ! أُريد الحُصول على الطَّعام!.

أطلق المُّخاطب تنهيدةً مُنزعجة، يَليه إزاحة الكِتاب عن وجهه بصورةٍ جُزئية حتى أصبحت عَيناه ظاهرتين للواقفين بجانبه، فيقرأ الجَميع الحنق السَّاكن لمَلامحه، ومن ثُمَّ يُخاطبهم أثناء اعتداله بجُلوسه، قائلًا: وَقت الغَداء هو الثَّانية والنِّصف لذا لا يُمكنكم التَّعجّل هكذا ومُقاطعة وقت راحتي.

ثانيًا، لم تَمض ساعة مُنذ وَضعت لكم وجباتٍ خَفيفة كما أفعل عادة، لذا كَيف بإمكانكم الشُّعور بالجُوع بهذه السُّرعة؟ وبالتَّحديد أنت هِيكارو!، أخر شخصٍ وَضعت له الطَّعام كان أنت.

أخذ المُّخاطب يَفرك رأسه ببعض الحَرج عَقب سَماعه لقوله، كما لو كان مُحرجًا من طَلبه مُجددًا على خِلاف العادة، لكنه قَرر قَصّ ما جَرى عليه، قائلًا: هذا صحيح وأعتذر لسُؤالي لك مُجددًا، لكن رِيو المُّزعج تناوله عندما ذَهبت لتبديل ثِيابي، أيّ أنَّني لم أتناول شيئًا في الحَقيقة.

Wonderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن