11.

38 4 77
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

"ظَنَّت أنّ العَالم حَولها ضَبابي، لكنها لم تُدرك أنّ عَينيها كانت الضَّبابيتين"

-

عند السًّادِسة وعشر دَقائق فَجرًا، بلغت نارومي بمَسيرها مُنتصف القَرية حتى غدت قَريبةً من منزلها، فتسمع هَتف أحدهم باسمها بنبرةٍ قلقة حال التقاط عَينيه لهيئتها، فترفع عَينيها الذَّابلتين عن الأرض لرُؤيته، فتجد لاوليس قد هَرع نحوها برفقة ألبيرت حال رُؤيتهما له، والقَلق يَكسو معالم وجهه كما كان مُتوقعًا.

حال وصولهما إليها، كان لاوليس قد احتضنها على الفَور، مُواصلًا فَرك ظهرها ببعض القُوة، ومن ثُمَّ خاطبها بنبرةٍ قلقة، مُتجاهلًا أمر قُدوم الأخرين ورائه: لمَ غادرتِ هكذا دُون إخباري نانا؟ أأنتِ على ما يُرام؟

أجابته الفتاة حال ابتعاده عنه حتى أصبح قادرًا على النَّظر إلى وجهها: ذَهبت لرُؤيته، لقد كان على الحافة هو ووالده، أخبرني أنَّه مكانه المُّفضل وأراد أنّ نَجَلس به يومًا ما ونتحدث، ذَهبت إليه لكنني لم أكن قادرةً على تبادل الحديث معه، جعلني ذلك أكثر حُزنًا.

كان الحُزن قد تضاعف بقلبه بسماعه لنبرتها المُّحطمة، والتَّعبير الذِّي استقر على وجهها زاد الأمر صُعوبةً عليه، لكن عَقله كَان مُشتتًا تِجاه حَرارة جَسدها، والتِّي أصبحت أعلى مِما كانت عليه بالأمس، فيُردف بسُؤاله بنبرةٍ أشد لُطفًا من سابقتها: حرارتكِ قد ارتفعت أكثر من السَّابق، أحدث أمرٌ ما معكِ؟

نَفت برأسها كإجابة، فيفهم المُّتواجدون باستثناء هِيكارو ورِفاقه أنَّها لا تعيّ ما قامت به وما حدث، مِما دفع لاوليس ليتنهد بانزعاج، مُقررًا إعادتها إلى المَّنزل معه ورعايتها في الوقت الحالي، ومن ثُمّ سيتحدث معها بعد استيقاظها واستعادتها تَركيزها.

بهذه الأثناء، كان الجَميع قد استقر بمجلس العُمدة حال ذَهاب الأخوين، تَعلو اليافعين نَظراتٌ مُستنكرة مِما يَجري، فيُقدم كِيو على سُؤالهم عمَّا يجري الأن، فيُجيبه سِيلفر: الأمر مُعقدٌ أكثر مِما تعتقد يا فتى، لكنني سأُحاول شَرحه لك ببساطة.

مُنذ البداية لم تَكن الحَياة سهلة على عائلتهما بسبب الجَشع، ذات الحال الذِّي تسمعون به الأن كانا قد مرا به ومن قبلهما والدهما، كَانت والدتهما قد تَركتهما بعمرٍ صَغيرٍ جدًا وتَصرفت وكأنَّها تبغضهما وتبغض والدهما بالمِّثل ولم تعد تُريد العيش معهم، مِما جعلهم يُكنون الضَّغائن نحوها لوقتٍ طَويل.

لكن فيما بعد، تَبيّن أنَّها تَصرفت هكذا لتقطع الطُّرق عليهم وتمنع الضَّرر من بُلوغهم، فأولئك العُلماء القَذرون وبالتَّحديد من كان يعمل بدوائر النُّبلاء كانوا يبحثون عمَّن ينحدر من السُّلالات النَّادرة وذات التَّارِيخ العَريق، وتُجري عليهم التَّجارب فقط لصُنع جِيوشٍ مُعدلة تَقوم بخدمتهم كما يَشاؤون، لكنهم لم يَرغبوا بالحُصول على جُيوشٍ اعتياديين كما كان في المَّاضي.

Wonderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن