03.

32 4 30
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

" عالمٌ من الأوهام، إنّ قُمت بلمسه فسوف يَنهار مُجددًا، كم مَرةً يجب عليّ العَودة وبنائه؟"

-

عِند الثَّانية وسبعٍ وثَلاثين دَقيقة بعد الظَّهيرة، كان الهَتف المُّبتهج بحُضور الطَّعام قد صَدح بين زوايا المَّكان، مُظهرًا أيَّ نوعٍ من المَّشاعر كَان يَحمله السَّاكِنون به، يَليه استقرار كل واحدٍ منهم بمَقعده ومن ثُمَّ يَشرعوا بالأكل ما أنّ أشار روون لهم بذلك.

لكن الأمر لم يَكن سَيانًا بالنِّسبة لهِيكارو، فقد كان الحُزن مُستمرًا بالتَّغييم على مَعالم وجهه مُنذ اللَّيلة المَّاضية، مِما كَان شيئًا لم يَغفل الجَميع عن قِراءته، فيَدفع ذلك مَارلين للتحدث وَقطع خَيط الصَمت بينهم، قائلةً: يُمكن للجميع تَفهم ما تَشعر به من ذَنب وبالتأكيد سَنشعر بالمِّثل إنّ كُنَّا بذات المَّوقف، لكنك حقًا بإصابة رُوون لذا تَوقف عن النَّظر لنفسك نَظرة المُّذنب.

أضافت لُونا المَّزيد إلى حَديثها ما أنّ وَجدته قد أخفض أنظاره أكثر، قائلةً: لو كُنت مكانه لفعلت المِّثل وأكثر، وأيُّ واحدٍ كان سَيفعلها في سَبيل حِماية الأخر، هُم كانوا مَجموعة أوغادٍ قاموا بالتَّصويب عليك من مكانٍ بعيد والأخر حاول استغلال المَّوقف لصالحه هذا كل مافي الأمر، فلم تَقوم بتحميل نفسك الذَّنب؟

تَنهد المُّخاطب ببعض الإحباط، كما لو كانت أحاديثهما لم تُعط أثرًا بنفسه، ومن ثُمَّ يتحدث بنبرةٍ مُغلفةٍ بذات المَّشاعر: الأمر ليس بهذه السُّهولة كما تَنظران إليه، كاد كَتفه أنّ يُخلع بسبب مِطرقته اللَّعينة، خاصتي مُجرد خَدشٍ بسيط، لكنه احتمال الألم كُله عني...

كان بصدد إكمال حَديثه لولا مُقاطعة الأكبر بنبرةٍ مُوبخة، قائلًا: ما فائدة الرِّفاق إنّ لم يُحاول أحدنا حِماية الأخر أو على الأقل التَّخفيف عنه؟، وكما قالت لُونا لو كُنت مكاني لفعلت المِّثل وأكثر، كذلك تَوقف عن احتقار إصابتك أيها الوَغد، الإصابة تَبقى إصابة، لقد نَزفت كما نَزفت أنا حتى أنَّك كِدت تَفقد عَينك اليُمنى لو كُنت بوضعٍ أخر.

كذلك إنَّها مُجرد إصابة كَتف، ما الشَّديد بها؟ استطاع كِيو خِياطة الجُرح وِعلاجي جيدًا لذا لم تعد مُشكلةً بالنِّسبة لي، تَوقف عن الثَّرثرة بذات الشَّأن لوقتٍ أطول، الجَميع بخير وهذا هو المُّهم، والأن تَناول طَعامك وإلا صَفعتك بالمِّقلاة على رأسك، فقد بذلت الكَثير من الجُهد لصُنعه.

كَانت مَلامحه قد بدأت بالتَّهلل حال رُؤيتهم له قد بدأ بالقهقهة عَقب سماعه لتهديده، كما لو كانت مُهمة التَّخفيف عنه قد نَجحت هذه المَّرة، فيَعودوا عندها لاستئناف الأكل مُجددًا، شاعرين بالامتنان لمُواصلته صُنع طَعامٍ لذيذٍ لهم رُغم إصابته التِّي يُحاول بشَتى الطُّرق إخفاء شُعوره بالألم منها.

Wonderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن