07.

26 5 74
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

"اختار العَيش مَنبوذًا على العيش كدُميةً مُنافقة".

-

حال بُلوغهم مَجلس العُمدة، كان رُوون قد ألقى التَّحايا الحَارة عليهم جميعًا، مُستقبلًا بالمِّثل عناق الأكبر سِنًّا له وثناءاتهم المُّتواصلة على ما غدا عليه بهذا اليوم، إضافةً إلى التَّرحيب برفاقه وإعداد مكانٍ مُلائمٍ لهم للمكوث به.

كَان عُمدتهم العَجوز المَّدعو بإيدوارد يَستقر بالمُّنتصف، وكأسه العِملاق يَستقر بكفه اليُمنى، مُنصتًا إلى إجابة الفَتى على سُؤاله بشأنِّ أحواله، فتَكون إجابته له عقب خَتمه الحَديث قد أتت عَقب ضَحكه على بِضعٍ مِما قاله، مُردفًا: دُون الحاجة لسماعها من الجَميع، صَدقني لا يُوجد أحدٌ من بيننا لا يَشعر بالسّرور لعودتك بعد تَحقيقكَ لأكثر ما حلمت به وأنت صغير، وبرُؤية هالتك الأن، فأنا مُتيقنٌ من أنّ الأمور سارت أفضل مِما أردت.

أضاف سِيلفر: كما لو كان الجَميع يحمل هذا الحُلم معه، ظَللنا نَعد الأيام سابقًا حتى تَبلغ العَاشرة وتنطلق، ومن ثُمّ بدأنا بعد الأيام حتى تعود، وها أنت الأن بيننا بعد هذه الأعوام الطَّويلة.

كانت الابتسامة على وجه الفَتى دَليلًا على كَونه مُبتهجًا مِما يَسمع، وكونه بهذه اللَّحظة بين أحضان رِفاقه وعائلته، يَزيده سُرورًا فوق الذِّي يَستقر بقلبه.

حال فراغهم من الحديث معه، كَان ألبيرت قد اصطحب اليَافعين إلى مَسكنهم ما أنّ تأكد من كونه مُعدًا لأجلهم، حتى قامت نارومي بمُقاطعة المَّسير، جاذبةً رُوون معها للتحدث كما اتفقا قبلًا، تاركةً أمتعتهم برفقة شَقيقها ليَضعها بمنزلهما بدلًا من تكبده عناء حملها أثناء سيرهم.

حال وصولهما إلى بُقعتهما المُّفضلة، أخذ كل واحدٍ منهما مقعده على الأرجوحة، بادئين بالتأرجح عليها من اللحظة الأولى، فيتزامن ذلك مع تحدث أصغرهما بنبرةٍ مُتهللة: غدوت وَسيمًا حقًا رُووني، منذ الوَهلة الأولى لم أستطع التَّعرف عليك، ولولا إشارة لاو لك بحديثه لمَ عرفت، لكنك ورُغم ذلك لم تفقد لمعة عَينيك البريئة.

قهقه الفَتى عَقب سماعه لقولها، وذات الابتسامة تستقر على ثَغره، ومن ثُمّ يُجيبها بما وجده مُلائمًا: لقد كانت رِحلةً مُمتعةً حقًا، لا أصُدق أنّ عَشرة أعوامٍ قد انقضت سَريعًا، أو رُبما لم تَكن سرَيعة إنَّما مُمتلئةً بالأحداث التِّي تُفقدني إدراك الزَّمن.

لكن دَعيني جانبًا، كَيف مَضت أيامكِ نانا؟ بجانب إحراقكِ لكل المُّختبرات التِّي يَصلك خَبرها وتفاخركِ بفعلكِ، ما الذِّي قُمت به؟

Wonderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن