البارت 1

1.2K 15 0
                                    

في إحدى البيوت، حيث يسود الهدوء والسكينة، دخلت أشعة الشمس إلى غرفته فتح عيناه ببطء، ثم حاول الحركة من سريره لكنه لم يتمكن بسبب إعاقته.
بتعب وحزن شديدين، نظر إلى قدميه وتنهد بحزن، فكانت حياته بهذا الشكل منذ ولادته، حيث بات يشعر بالعجز والقهر كلما لاحظ حزن أمه عليه. و لكنه يحمد الله ويشكره في كل الأوقات، ولا يعارض قدر الله مهما كانت الصعوبات. بالرغم من حزنه، إلا أنه يشعر بالسعادة بوجود عائلته كهدية جميلة من الله.
سمع طرقًا على الباب، فدخلت أمه
وابتسمت مزينةً ثغرها، ثم جلست على طرف السرير وهتفت بسؤالٍ:

-فيك إيه يابني زعلان ليه؟

أجاب بابتسامة مزيفة قائلا:
-مافيش ياماما لو سمحتي ساعديني.

إنها تدرك تمامًا معاناة وألمه دون أن تنطق بأي كلمة، ساعدته على الجلوس في كرسيه المتحرك ثم دفعته إلى الخارج حيث كانت العائلة تجلس. على الرغم من كبر حزنه، إلا أنه حين يرى عائلته تبتسم تشرق الابتسامة من جديد على وجهه،جلس معهم على مائدة الإفطار.
-صباح الخير يا جماعه.

هتف والد بابتسامة عريضة قائلا:
-صباح النور علي عامل إيه النهاردة ..

-أنا بخير يابابا الحمدلله ..

بعد أن لاحظت حزنه، هتفت اخته تقى بتساؤل:

-شكلك مضايق فيك إيه ياعلي ..

ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه، إنها ليست اخته فقط بل صديقته و ابنته:

-مافيش ياحبيبتي أنا كويس ..

بدأوا بتناول طعامهم وسط أجواء عائلية مفعمة بالسعادة، وفجأة هتف مراد قائلا:

-بعد مانخلص الفطار عايز اتكلم معاكم في موضوع مهم ..

بتبادل النظارات بينهم، وهم يتساءلون عن ما يريدون قوله. سألته هناء بحيرة: 

-خير يامراد إيه هو الموضوع المهم ده.

-بعد الفطار هتعرفوا كل حاجة ..

استكملوا وجبتهم في صمت، حيث كانت كل أفكاره تدور حول حياته وكيف يستطيع التكيف مع الحياة على كرسي لم يعد يرغب في الجلوس في المنزل.
يرغب في الزواج وتكوين أسرة، ويتطلع إلى العيش بحياة سعيدة، ولكن في بعض الأحيان يشعر بالإحباط. ومع ذلك، يظل دعاؤه وثقته بالله قويين دائمًا.
بعد انتهائهم من تناول وجبتهم، جلسوا ليستمعوا إلى مراد بانتباه. نظر الى علي وقال:

-علي إنت كبرت وجه الوقت علشان تتجوز لازم يكون في ست في حياتك تقف جنبك ويكون ليك عائلة ..

ألقى نظرة حزينة نحو والده، ثم هتف بكلمات مؤلمة:

-أنا عارف إني تعبتكم معايا لكن مين اللي هتوافق إنها تتجوز واحد معاق ..

اقتربت والدته منه برفق وامسكت يده قائلة:

-ما تقول كدا ياحبيبي أنا راح زوجك البنت اللي إنت تختارها ..

هائمًا في بحور الدُجًى(جاري تعديل السرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن