زَميل

760 35 8
                                    


الصمتُ الصاخب
بدأت 06/01/24









حقوقي 🎀🎀

















" من فضلكم ليذهب كُلٌ منكم إلى مكانهِ هُناكَ
زميلٌ جديدٌ إنضمَ إلينا هذا العام "
دَخلَ المعلمُ بينما يمشي فتًى أشقرٌ خلفهُ
جَلسَ جميعُ التلاميذُ في أماكنهم
تقدمَ المعلمُ إلى التلميذ الأشقر
مُعطيًا إياهُ قَلمًا، ثم ابتسم المعلمُ في وجهه مُشجعًا ذلكَ الأشقر
و كُلُ ما كان يسمعُ في ذلكَ الفصل هو صوتُ القلم
انتهى الفتى من الكتابةِ
ثم استدارَ بهدوءٍ، و انحنى بإحترام
نظر الجميعُ لهُ بتعجبٍ
ثم لاحظ ذلكَ المُعلم
" هيا لنحيي زميلنا، سانجي "
ثم صفقَ الجميعُ لهُ
كَتبَ سانجي اسمهُ و من أي مدرسةٍ هو انتقل بذلكَ القلمِ
لقد كانَ جميعُ الطلابِ في حيرةٍ، أعني كان بإمكانهِ أن يتحدث أليس كذلك ؟
اقترب المُعلمُ من سانجي واضعًا يديهِ على كتفهِ
" صَديقنا الجديد يُعاني من مشكلةٍ صغيرةٍ فهو
غيرُ قادرٍ على التحدثِ اتمنى أن تعتنوا بهِ "
قال المُعلمُ بلطفٍ
كان سانجي يَنظرُ إلى الأرضِ بتوترٍ و يشدُ على أطرافِ قميصهِ فذلكَ الصمتُ كان صاخبًا للغايةِ
ثم ضحكَ أحدهم بصوتٍ عالٍ
مما فاجئ ذلكَ المُعلم
" هههه هذا ما كان ينقصنا "
قال ذلكَ ثم أكمل ضحكهُ فضحكَ أخرون معهُ
غَضبَ المُعلمُ بشدةٍ
" زورو توقف عن الضحك "
لم ينصت الأخر لمعلمهِ بل ما زالَ يضحكُ بعلوٍ
" زورو صدقًا يكفي هذا غير مُضحكٍ للغاية!! "
نهضتَ فتاةٌ بشعرٍ برتقالي بينما تصرخُ بسخطٍ في وجهِ الأخر
" هذا لا يخصكِ أيتها البرتقالة "
كانت ستتكلم لكن المعلم أوقفها بسحبِ الأخر خارجَ الفصلِ
ثم عمَ هدوءٌ قاتلٌ و سانجي ما زالَ واقفًا بصدمةٍ لما حدثَ قَبلَ قليلٍ
فنهضت الأخرى لهُ بسرعةٍ
" هل أنتَ بخير؟ "
خرج سانجي من شرودهِ
بينما ينظرُ في عينيها
ثم أومئ بهدوءٍ تامٍ
سحبتهُ من يدهِ إلى مجموعتها
" أجلس هنا سانجي، هل المكان يناسبك؟ "
قالت ذلكَ بلطفٍ
أومئ لها من جديدٍ
فقد جَلسَ سانجي بالقربِ من فتاةٍ بشعرٍ أسودٍ
كانت الأخرى تُحدقُ بهِ بإبتسامةٍ
نظرَ لها سانجي و ابتسم في وجهها
ثم هي حركتَ يديها
تفاجئ سانجي
" ما الذي تفعلينه روبين ؟ "
" أنا أخبرهُ أن اسمي روبين بلغةِ الإشارة "
كان سانجي سعيدًا جدًا لأنهُ إلتقى بشخصٍ يعرفُ تلكَ اللغةَ غيرَ والدتهِ
لم يكن من الضروري تَعلمُ تلكَ اللغةِ لكن والدتهُ علمتهُ إياها حتى لا يَشعرَ أنهُ عاجزٌ تمامًا
فهو كان طفلًا صغيرًا و كَلُ من حولهِ يتحدث إلا هو كل ما يستطيعُ فعلهُ هو الإيماء و لا يمكنُ سماعُ صوتهِ إلا عندما يبكي






خارج الفصل ~











" أيها الأخرق ما هذا الذي فعلته ها "
صرخ المُعلم في وجهِ الأخر
" لا شأن لك "
قال زورو بمللٍ
أمسكَ المُعلمُ بإذنهِ و شدها
" ما الذي لا شأن لي بهِ، أنا والدكَ يا هذا "
" حسنًا حسنًا أفلتها "
" زورو، أقسمُ لك إن فعلتَ شيئًا كهذا مرةً أخرى سأرمي بكَ لوالدتكَ ولن تراني من جديد، هيا امامي ستعتذر من الفتى "
" أفضل العودةَ إلى والدتي على أن أعتذر لأحدهم "
قال ذلكَ ثمَ خرجَ إلى حديقةِ المدرسة
تنهد المُعلمُ ميهوك بضجرٍ و بعد فترةٍ
دخَل الفصلَ من جديد
اقترب من سانجي
و انحنى أمامهُ
" هل يعجبكَ هذا المكان، سانجي ؟ "
أومئ الأخر لهُ بإبتسامةٍ
ابتسم ميهوك و راحّ يُبعثرُ شعرَ الأخر
" جيد جيد لم يبقى سوا أن تتبناه "
قال زورو بينما هو يتكئ على باب الفصلِ
خرجَ سانجي من شرودهِ و نَظرَ إلى زورو مطولًا
و الأخر ينظرُ إليهِ
التفت ميهوك إلى ابنه الأحمق و رمقهَ بنظرةٍ حارقةٍ
ثم عادَ ينظرُ إلى سانجي
" سانجي، أنا أعتذرُ عن أفعالِ ابني هو غيورٌ و
مدللُ والدهِ أرجو أن تسامحهُ "
قال ميهوك بينما يربتُ على رأس الأخر
" لستُ غيورًا و اللعنة "
صرخ زورو
نظرَ سانجي له بصدمةٍ ثم أشارَ إلى زورو باصبعهِ و بعدها أشار إلى معلمهِ
ضحكَ ميهوك على فعلةِ الأخر
" نعم هو ابني "
رنَ الجرسُ مُعلنًا عن انتهاءِ الحصةِ
" حسنًا لقد نفذتم من الدرسِ، احسنوا التصرف
لا تخذلوني فأنا مُشرفُ فصلكم "
قال ذلكَ ثم مشى مُغادرًا
" أنا حذرتكَ زورو، ستكف عن أفعالكَ تلكَ
عليكَ أن تركزَ على عامكَ الدراسي و مستقبلكَ "
نبس في اذن الأخر مُربتًا على كتفهِ ثم غادرَ الفصلَ









في استراحةِ الغداء ~











كان كُل من سانجي و روبين يجلسانِ في السطحِ 
لم يرد سانجي أن يختلطَ بأحدهم حتى أنه أراد أن يبقى وحيدًا في الفصلِ لكن روبين بالطبعِ لن تسمحَ بذلكَ
كانتَ تتحدثُ معهُ و تتعرفُ عليهِ بلغةُ الإشارةِ
و الأخر كان مُستمتعًا بوقتهِ
" روبين ~ سانجي ~ "
صرخت نامي بينما تلوحُ لهم
كان برفقتها أشخاصٌ لم يعرفهم سانجي و كان زورو من ضمنهم لذلكَ هو توترَ قليلًا .. ربما كثيرًا هو لا يريدُ أن يَخوضَ أي مُحادثةٍ أو إلتقاءَ أعيُنٍ معَ ذلكَ الفتى ...
فراحَ يُحدقُ بركبتيهِ
جلسوا جميعًا في دائرةٍ
و لسوءِ حظ الأشقر فقد كان زورو قُبالتهُ مباشرةً و هو لا يفعلُ شيئًا سوا التحديقُ بهِ بضجرٍ مما زادَ من توترِ سانجي، زورو جلسَ هُناكَ مُتعمدًا فلو لم يكن كذلكَ كان سيضربهم جميعًا حتى يجلس في البُقعةِ التي تروقُ لهُ ...
" أهلًا سانجي أنا أدعى لوفي "
قال فتًى بشعرٍ أسودٍ
ابتسم سانجي في وجهه
ثم حركَ يديهِ بطريقةٍ لم يفهمها أحدهم
ضحكت روبين على تعبيرات وجوههم
" إنهُ يقول أنا سعيدٌ لمعرفتكَ لوفي "
نظرَ لها لوفي بإصغاءٍ ثمَ عاد ينظرُ إلى سانجي بعيونٍ تشعُ بريقًا كأن ما فعلهُ الأخر شيئًا عظيمًا
" لو لم تكن روبين هنا كيف كنا سنفهم ها "
سأل زورو بنبرةٍ عاليةٍ
رجفَ سانجي من صوتهِ ثم نظرَ في عينيهِ، و لم يقل أحدهم شيئًا أو حتى لم يردوا على كلام زورو فهم أيضًا يريدون اجابةً لذلكَ
تنهدَ سانجي بخفةٍ
و أخرجَ من سترتهِ دفترًا صغيرًا و قلمًا
ثم وجهها نحو زورو و ابتسم بتكلفٍ
نظرَ زورو إلى دفترِ الأشقرِ ثمَ قلبَ عينيهِ و راحَ يريحُ ظهرهُ على الجدارِ ليغطَ بنومٍ عميقٍ








رن الجرسُ ~






فنهضَ الجميعُ و ذهبوا إلى صفوفهم
كان سانجي في المرحاضِ
لذا عاد إلى السطح لم يكن هناك سوا زورو الذي يغطُ في نومٍ عميقٍ
اتجه سانجي نحوه بترددٍ
ثم انحنى
و هزَ كتفهُ مرتانَ حتى انتفضَ الأخر ممسكًا رسغَ سانجي بقوةٍ
تأوهَ الأشقرُ بألمٍ
ثم استوعبَ زورو لكنه لم يفلت الأخر بل شدهُ نحوهُ ضاغطًا على رسغهِ بقوةٍ أكبر
" أنت لا تروقني أبدًا إنك مجردُ كاذبٍ "
قال ذلكَ دافعًا سانجي بقوةٍ فسقطَ الأخر و جرحَ يدهَ
لم يهتم زورو أو هو لم يرى بل رحلَ كأنهُ لم يقل شيئًا
نهض الأشقر نافضًا الغبار عن ملابسهِ و ينفخُ على جرحِ يدهِ
كان سانجي يمشي بسرعةٍ في الممر حتى يغسل جُرحهُ ثم يذهبُ إلى الفصلِ لكنه اصطدمَ بأحدهم
" سانجي هل أنت بخير ؟ "
قال المُعلم ميهوك بينما يساعد الأخر على النهوض
خبأ سانجي يدهُ خلفَ ظهرهِ و ابتسم في وجه الأخر
لم يكن ميهوك غبيًا فراح يمسكُ بيد الأخر
" ماذا حدثـ- هل زورو فعل ذلكَ ؟ "
قال مُعلمهُ بغضبٍ
هزَ سانجي برأسهِ نافيًا ذلكَ بتوترٍ
ثم أشارَ للأخر أنهُ سقطَ على السُلمِ
" انتبه في المرةِ القادمةِ حسنًا ؟ "
قال ميهوك مربتًا على رأس الأخر
أومئ سانجي و أكمل طريقه
هو كان بإمكانه أن يخبر ميهوك بما فعله زورو لكنه لا يريد أن يفسدَ علاقةِ أبٍ و ابنٍ
لقد كان سانجي طيبًا بشكلٍ يعودِ عليه بالضررِ .. دائمًا.










وقت الإنصراف ~











خرجَ زورو من المدرسةِ
و رأى والدهُ يتحدثُ مع امرأةٍ بشعرٍ أشقر
استغرب من ذلكَ
ثم رأى سانجي معهم ... فَحللَ كُلَ شيءٍ في عقلهِ ربما بصورةٍ خاطئةٍ
ودع سانجي مُعلمهُ و مشى مع والدتهِ
و كان ميهوك يحدقُ بهم
" ماذا هل ستتزوجُ والدته الأن ؟ "
قال زورو مُتقدمًا نحو والده

الصمتُ الصاخبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن