همجيٌ

336 20 4
                                    


حقوقي 🎀🎀


















استيقظَ ميهوك بهدوءٍ
فنظرَ حوله متمنيًا أن يرى شعرًا أحمرًا
لكن للأسفِ
ذَبلت ملامحهُ ثم شخر بسخريةٍ
" إلى متى ستبقى تحلمُ بهِ ؟ "
قال ذلكَ ثم توجهَ نظرهُ إلى ورقةٍ على المنضدةِ بجانبهِ
ارتعشَ جسدهُ و جحظت عينيهِ
هو يعرفُ هذهِ الورقةَ جيدًا
ورقةً بلون السماء و زهورٌ صفراءُ عليها
في مرحلتهِ الإعدادية كان ميهوك يتلقى رسائلَ حُبٍ مكتوبةً على هذا الورقِ
لم يكن الورقُ جاهزًا هكذا فقد كان هناك من يصنعها و يرسمُ عليها التوليبَ الأصفر و هو يعرفُ ذلكَ الشخصَ جيدًا
" ألم يكنُ حُلمًا .. "
قالَ بصوتٍ مهزوزٍ بينما يمسكُ تلكَ الورقةَ في يديهِ قارئًا محتواها :
" هذا رقمي ... من فضلكَ اتصل بي فورَ استيقاظكَ "
رجفَت يداهُ بقوةٍ ضامًا تلكَ الورقةَ إلى صدرهِ
لكنهُ في ذلكَ الحين قرر أنه سيحتفظُ بها فقط .. أي أنه تخلى عن قرارِ سماعِ صوتَ الأخر .













في الصباحِ الباكر ~














كان زورو قد جهزَ نفسهُ للذهابِ للمدرسة
و عندما اتجه إلى الطابقِ السُفلي
وجدَ والدهُ في المطبخِ يُعدُ الإفطار
" صباح الخير "
قال زورو بإنزعاجٍ
" صباحُ الخير .. "
ردَ ميهوك بصوتٍ هادئٍ
جلسَ زورو على طاولةِ الطعامِ ثمَ تحركت شفتيهِ مُستفسرةً عما حدثَ في الأمس
" إذًا ألن تُخبرني من ذلكَ الرجل وما علاقتكَ بهِ؟ "
التفتَ ميهوك إليهِ ثم انحنى واضعًا يداهُ على رُكبتي زورو
" هل يمكنك أن تنتظرَ قليلًا حتى أخبركَ بذلكَ ؟ "
نظرَ لهُ زورو فَعلمَ أن والدهُ ليسَ مُستعدًا الأن
ثمَ أومئ لهُ بهدوءٍ
ابتسمَ ميهوك في وجههِ ثمَ نهضَ مُربتًا على شعرهِ
بَعدَ أن ذهبَ زورو إلى المدرسةِ
توجهَ ميهوك لمنزلِ صديقتهِ طارقًا الباب
" ميهوك ؟؟ "
قالت بابتسامةٍ لكن فورَ ما تلاشتِ ابتسامتها لملامحِ الأخر
فتقدمت نحوهُ ممسكةً بوجهه
" يا إلهي ماذا حدثَ لك ؟ "
" سورا هل يمكننا التحدث ؟ "
قال ميهوك بهدوءٍ
فأومئت سورا ساحبةً ميهوك خلفها
أغلقت باب المنزل متوجهةً إلى غُرفةِ المعيشةِ
" إذًا أخبرني ماذا حدث؟ "
تنهد ميهوك بتعبٍ
" لقد عادَ، سورا "
" ها "
و هذا كُل ما خرجَ من فمها فقد كانت تتمنى أن من يقصدهُ ميهوك هو ليسَ من في بالها
" لا تقل لي .. "
قالت بوجهٍ ملتويٍ كأنها تحاولُ عدمَ الشعورِ بالشفقةِ على حالِ الأخر
فانهمرت دموعُ صاحبِ الأعينُ الذهبيةِ
" يا إلهي ميهوك لا تبكي "
قالت بصوتٍ مهزوزٍ فكم مرت من السنين على أخرِ مرةٍ رأتهُ يبكي ؟
قامت سورا باحتضانهِ محاولةً كبحَ دموعها
" أنا لا أعلم ما الذي يجب عليَّ فعلهُ
أنا أشعرُ بالضُعف سورا "
" لا تقلق سيكون كُل شيءٍ على خير ما يرام "
" هذا مُستحيل كيفَ لهُ أن يعودَ بعد كُلِ تلكَ السنين ألم يكن هو مَن اتهمني سورا ؟؟ "
" أعطهِ فُرصةً ليشرحَ ميهوك ربما هو نادمٌ على ما فعلهُ "
" هل كُنتِ لتعطيهِ فُرصةً ؟ "
قال ميهوك بينما ينظرُ في عينيها
" بالطبعِ ميهوك، هو اتهمني أنا أيضًا لذا لا بُد من إعطائه فُرصةً أنتَ تعلمُ أن الحقيقةَ لا تختبئ لزمنٍ طويلٍ للغايةِ أو للأبد "
" لكنهُ كان طويلًا سورا طويلًا جدًا "
قال مُكملًا بكائه
" أعلم أنهُ كان طويلًا لكنهُ لم يختبئ للأبدِ، أنتَ تُحبهُ و هو يُحبكَ يجبُ أن تعطي حُبكما فرصةً "
" لكنـ- "
" لا لكن ميهوك تصرف برشدٍ لم تعُد
طالبَ ثانويةٍ أخرق "
تغيبَ ميهوك عن المدرسةِ من أجل الحديث مع سورا
فقضى يومه كاملًا معها







الصمتُ الصاخبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن