أحمرُ الشعرِ

340 23 0
                                    


الصمتُ الصاخب













حقوقي🎀🎀









~


الفصل السابق :

" ماذا هل ستتزوجُ والدته الأن ؟ "
قال زورو مُتقدمًا نحو والده



~





" يا إلهي زورو لما أنت غيور جدًا ؟ "
تجاهله صاحب الشعر الأخضر و مشى نحو سيارةِ والدهِ بضجرٍ
كان والدهُ يقودُ بصمتٍ حتى قطعهُ زورو متسائلًا
" من أين تعرفُ والدةَ ذلكَ الفتى ؟ "
نظرَ لهُ ميهوك و شبحُ ابتسامةٍ على وجههِ ثم عادَ يتظرُ إلى الطريقِ
" إنها صديقتي مُذ كُنتُ بعمركَ "
" غريب أنا رأيتُ جميعَ أصدقائك لكنني لم أراها من قبل ؟ "
" عندما كُنتَ في بطنِ والدتكَ هيَ كان في بطنها ذلكَ الصغيرُ أيضًا لكنها لم تكن متزوجةً في ذلكَ الوقتِ بإمكانكَ
أن تقولَ أنه وقعتَ ضحيةً لأحمقٍ ... "
قال والدهُ بحزنٍ على حال صديقتهِ
" و بعدها ماذا حدث؟ "
"جاءَ إليها ذلكَ الرجلُ في شهرها الثاني مُجبرًا إياها على الزواجِ منه، و أنا بالطبعِ لم أسمح له لكنـ-"
" ما علاقتكَ أنت ؟ "
" لقد كانت تعيشُ لدينا في ذلكَ الحين كُنت أنا مِثل وليِ أمرها و الرجلُ الوحيدُ في حياتها كيف لا علاقةَ لي بالأمر ؟"
همهم زورو بتفهمٍ
" حسنًا لكن لمَ رحلت؟ "
تنهد والدهُ مُكملًا تلكَ القصة
" عندما جاءَ والدُ الطفلِ مُجبرًا إياها لم أرضى بذلكَ لذلكَ رفعتُ دعوةً للمحكمةِ و هو كَسبَ تلكَ القضيةَ فحزنتُ كثيرًا و حالي لم تكن اسوء من حالها فهي كانت تحمل في جسدها روحها و روحِ طفلها، و في اليوم التالي من المحكمةِ أخذها مني مُسافرًا إلى فرنسا ثم لم أسمع عنها شيئًا " و فور انتهاء حديثهِ كانا قد وصلا إلى المنزلِ
كان زورو سيسأل من جديد حتى يُشبعَ فضولهُ لكن
تَغيرُ ملامحِ والدهِ للغضبِ أسكتهُ فراحَ ينظرُ إلى ما أغضبَ والِدهُ
فكان هُناكَ رجلٌ بشعرٍ أحمرٍ يقفُ على عتبةِ منزل والدهِ و معهُ طفلةٌ ربما تبلغُ مِنَ العُمرِ ثلاثَ سنواتٍ
نزلَ والدهُ بهمجيةٍ من السيارةِ مُتجهًا نحوَ ذلكَ الرجل الذي ابتسم فور رؤيتهِ لوالدِ الرأس الأخضر ...
جَعدَ زورو حاجبيهِ و نزلَ بسرعةٍ يتبعُ والدهُ
وقفَ ميهوك أمامَ ذلكَ الرجل و على وجههِ نظرةُ اشمئزازٍ فصفعهُ صفعةً دوا صوتها الحيَ بأكملهِ
" بأي وجهٍ أنتَ عائدٌ ؟ "
وضعَ صاحبُ الخُصلِ الحمراءَ يدهُ مكانَ الصفعةِ مُتحسسًا إياها
ثم بكت الطفلة الصغيرة، فهي مُجرد طفلة ...
حملها زورو و رحلَ مُبتعدًا عن كلاهما هو يعلمُ أن تدخلهُ سيزيدُ الطينَ بلةً و سيغضبُ والدهُ أكثرَ لذلكَ أخذَ الطفلة حتى لا ترى شيئًا و انسحبَ من أرضِ المعركةِ تلك
كان ميهوك ينظرُ خلفهُ إلى ظهرِ زورو حتى يتأكد من أنه ابتعد مسافةً مناسبةً، فهو لم يكن عديمَ القلبِ لكنهُ لم يستوعب وجودَ الطفلةِ إلا بعدَ سماعِ بكائها
ثم راحَ يدفعُ الأحمر بقوةٍ مُحاولًا دخولَ المنزل و اغلاقَ البابِ لكن بالطبعِ ذلكَ الرجلُ لهُ رأيٌ أخر
فأمسكَ ميهوك من رسغهِ بقوةٍ ساحبًا إياهُ للخارجِ
كان أسود الشعر يقاومهُ بينما ينظرُ للأرض هو من كَمِ الاشمئزازِ الذي شعرَ بهِ لم يُرد أن ينظرَ في وجهِ الأخر فإذا فعلَ هو سيتقيأ بالتأكيد
" دعني و شأني "
" انظر إلي "
و فورَ أن نطقَ صاحبُ الشعر الأحمر ارتجفَ ميهوكُ بقوةٍ فركلَ الأخر على خصرهِ راكضًا للداخلِ
" اللعنة انتظر "
لم يغلقُ ميهوك بابَ المنزل فلحقهُ الأخر مُغلقًا البابَ خلفهُ ثمَ انقضَ عليهِ كوحشٍ مُعانقًا هو من الخلفِ بهدوءٍ
" لا تهرب مني "
حلوت كلماتهُ بهدوءٍ لكنها كالسمُ على مسامعِ ذهبيِ الأعينُ
ارتخى جسدُ الأخر في حُضن ذلكَ الرجلِ واضعًا يدهُ على عينيهِ يبكي بحسرةٍ على حالهِ و ضعفهِ امام الأخر
شد الأحمرُ على العناقِ نابسًا
" أنا أسف .. "
قال أحمرُ الشعرِ بصوتٍ مُتكدرٍ
" لما تسمترُ بالظهورِ أماميَ أكثرَ من ظلي ؟ "
قال صاحبُ العيونِ الذهبيةِ وسطَ بُكائهِ
كلامهُ كان مؤلمًا جدًا فهو يعني ذلكَ حقًا لأنهُ يكرهُ الخروجَ و الشمسُ في وسطِ السماء و هو دائمًا ما كان يمقتُ فكرةَ أن يعطي للشمسِ ظهرهُ فيصبحُ ظلهُ مُنعكسًا أمامهُ، فكلما فعلَ ذلكَ طعنتهُ الشمسُ بخيطٍ من أشعتها و خيوطُ الشمسِ كانت أقربُ الناس إليهِ.

الصمتُ الصاخبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن