تَعيس

311 23 2
                                    


حقوقي 🎀🎀













" ما بكَ يا رجل هل تأثرت "
قال أحدُ الهمج من أصحابِ زورو فضحكوا جميعًا على حالهِ
ثم نهض صاحبُ الشعر الأخضرِ و ما زالت عيناهُ متوسعةَ لما فعلهُ بالأشقرِ للتو
اتجه نحو ذلكَ الفتى لاكمًا إياهُ بقوةٍ فطرحهُ أرضًا و باشرَ في لكمهِ من جديدٍ حتى اجتمع على تلكَ الفوضىَ تلاميذُ المدرسة فصاحَ أحدهمِ للمعلمينَ ...








~







" هل سيخبرني أحدكم ما اللعنة التي حلت قبل قليل ؟؟ "
صرخَ ميهوك في وجهِ ابنه و أصدقائه لكن لم
يتكلم أحدهم و حتى زورو فقد كانَ يحدقُ بالفراغِ فقط و في يدهِ دفترٌ صغيرٌ مُهترءٌ
" أيها المُعلم أنا يمكنني أن أخبركَ "
قالت فتاةٌ بشعرٍ فيروزي
نظروا جميعهم نحوها، حتى زورو
" ادخلي هيوري "
دخلتَ المدعوةُ هيوري مُغلقةً البابَ خلفها





~









" إذًا ألن تخبريني ؟ "
نظرت هيوري لمعلمها ثم تحدثت
" في البدايةِ كانوا يضايقون الفتى الأشقر "
" الفتى الأشقر ؟ لا تتحدثي بالألغازِ هيوري "
قال المعلمُ ميهوك بغضبٍ
" آهه لقد كان اسمهُ سانجي هو زميلهم في الفصلِ "
اشتدَ غضبُ ميهوك مُتسائلًا عما فعلوه للأخر فقالت هيوري كُلَ شيءٍ لمعلمها ... هي كانت تُشاهدُ كُلَ شيءٍ بصمتٍ فقط .
عاقبَ ميهوك الفتيان جميعهم لكنهُ خصصَ عقابًا ذهبيًا لزورو في المنزل .. لقد وعدهُ .
خرجَ الجميعُ من المكتبِ فاتجه كُلٌ منهم إلى مكانٍ، لكن بالطبعِ أحدهم كان لهُ رأيٌ أخر...
" توقف عن ملاحقتي زورو "
قالت هيوري عندما وصلت إلى مكانٍ خلفَ المدرسة
" لما لم توقفيني ؟ "
التفت إليهِ مُستغربةً
" أوقفكَ ؟ أوقفكَ عن ماذا ؟ "
" عن فِعل ما فعلتهُ للأشقر "
ضحكت هيوري بسخريةٍ على حال الأخر
" ليس و كأنك ستتوقف زورو "
عقد زورو حاجبيهِ، كان سيتحدث لكن سبقتهُ الأخرى من جديد
" أنت لا تتوقف إلا عندما تشعرُ بالشفقةِ على من ضايقتهُ لكن في طبيعةِ الحالِ هذا لن ينفع و شفقتكَ لن تنفع لأنك في ذلكَ الحين لا تشفقُ إلا على نفسكَ زورو.... أنت مُثيرٌ للشفقةِ رورونوا "
قالت كلامها بسخطٍ
و كلامها كان حقيقةً بالنسبةِ للأخر لكنهُ دائمًا ما كان ينكرُ تلكَ الحقيقة
هو في أحدِ الأيامِ لعبَ لُعبةً على هيوري فواعدها مُدعيًا أنهُ يُحبها لكنهُ جعلها أضحوكةً للجميعِ فهي أحبتهُ حقًا لكنهُ كان مُجردَ حقير و هي لم تكن تعلم ...
تصنمَ زورو في مكانهِ ..
و راحَ ينظرُ إلى يدهِ و الندمُ يأكل أحشائهُ
" ما الذي فعلته ؟ "
قال لنفسهِ بهدوءٍ و عيناهُ تتلألأ مُحدقةً بغلافِ الدفترِ المُهترءِ











~















" لما لم تعد باكرًا ؟ لقد انتهى اليوم الدراسي بالفعل-
ما هذه الحال ...؟ "
كان زورو يخلعُ حذائه و الماءُ يتساقطُ من رأسه لأخمصِ قدميهِ
نظرَ زورو إلى والدهِ للحظةٍ ثم بكى بصوتٍ عالٍ
تفاجئ ميهوك من ابنه هو لم يبكي هكذا مذ كانَ في الحادية عشر من عُمرهِ
" يا إلهي زورو ما الذي حدث "
تقدمَ ميهوك نحو ابنه بسرعةٍ
" لقد فعلتُ شيئًا قبيحًا "
نبسَ زورو مُختنقًا بدموعهِ
فَهمَ ميهوك ما كان يقصدهُ ابنهُ المتهور ..
فتنهدَ بتعبٍ واضعًا يدهُ على رأسه
" ألم أخبركَ أن تكف عن أفعالكَ لما لا تسمع الكلام "
" أنا أسف "
قال زورو فاشتد بكائه
" لا تعتذر مني أنا بل اعتذر منهُ هو "
ردَ ميهوك بينما يحدقُ بزورو... لم يحتمل منظرهُ ففردَ ذراعيهِ ليرتميَ الأخرُ في حُضنهِ و استمر زورو بالبكاءِ كطفلٍ في الرابعةِ من عمرهِ و شَعر بالندمِ الأن ربما كان على أحدهم أن يلقي تلكَ الكلمات القاسية حتى يتقصى أفعالهُ واحدةً تلوَ الأخرى ..












~















مَر أسبوعًٌ على ذلكَ الحادث
قرر زورو أنهُ سيعتذر لسانجي لكن الأخر لم يظهر في الأيامِ السبعِ تلك .. لم يحالفهُ الحظ، التعيسُ زورو .











~








" أبي من فضلك دعني أذهب إلى منزلهم ألم تقل أن والدتهُ صديقتك ؟ "
" نعم قُلت لكن لن أدعك تذهب "
" هيا من فضلك أخبرني أين يَقطن ؟ "
" زورو لا تتلف أعصابي، بأي وجهٍ ستذهبُ إلى منزلهِ ربما تطردكَ والدتهُ حتى لو كُنتَ ابن صديقها "
صرخَ زورو بضجرٍ و ضربَ رأسهُ بطاولةِ الطعام
" أنا أريد أن أعتذر فقط .. "
وضعَ ميهوك الملعقة مُتنهدًا على وجعِ الرأس الذي يسببهُ لهُ ابنهُ الأحمق
" سأدعك تذهب لكن إن لم تسمح لكَ والدتهُ برؤيتهِ ستعود إلى هنا دونَ قولِ كلمةٍ واحدةٍ "
نهض زورو بسرعةٍ فحيا والدهُ بإحترامٍ
ضحكَ ميهوك على فعلةِ الأخرِ الغبية
" منزلهُ يقعُ قُبالةَ حديقةِ الحي، اشتري شيئًا في طريقكَ لا تذهب خاليَ اليدينِ "
" حاضر ! "









~

















اشترى زورو باقةً صغيرةً من زهورِ التوليبِ الصفراء و بيدهِ صندوقٌ صغيرٌ ... هدية .
وصلَ زورو إلى المنزلِ الذي وصفهُ والدهُ فطرقَ البابَ بترددٍ، انتظر زورو بُرهةً حتى فتحت إمرأةٌ شقراءَ بابَ المنزل
" أهلًا ؟ "
قالت بتسائلٍ
" مرحبًا أنا صديقُ سانجي "
قال زورو و الابتسامةُ تشقُ وجههُ
نظرت الأخرى إليه باستنكارٍ لكن سرعانَ ما استبدلت تلكَ الملامحَ بابتسامةٍ مُشرقةٍ
" آه حقًا ؟ أهلًا و سهلًا تفضل "
خجل زورو من النظرِ في وجهها لقد كانت والدةُ الأشقرِ حسناءُ جميلة و ابتسامتها مِثل ابتسامةِ الأشقر تمامًا
" أنا أسفة لكن سانجي ليسَ هُنا "
تلاشت الابتسامةُ من وجهِ الأخرِ فورَ سماعهِ كلماتَ المرأةِ الشقراء
" أين هو ؟ "
" إنهُ يقضي وقتهُ في العملِ معَ عمهِ "
فحلَ الصمتُ في غرفةِ المعيشةِ لكن سورا كسرتهُ بكلامها
" ما رأيكُ أن نشربَ عصيرَ الليمون ؟ "
" بالطبع! "
ردَ زورو بإحترامٍ






~







" إذًا ما اسمك ؟ "
" زورو "
قال زورو مُبتسمًا
" زورو، سأحفظُ ذلكَ فأنت أول صديقٍ لابني في النهاية "
هذهِ المرأة تستمرُ بخدشهِ في حديثها ... بالطبعِ ستفعل فهي والدةُ الأشقر و هي تَعلمُ عن ألمهِ أكثر ..
" زورو أتمنى منكَ أن تعتني بسانجي جيدًا "
قالت سورا بهدوءٍ
أومئ الأخر شادًا على قميصهِ فهو فعلَ عكسَ ذلكَ هو لا يعلم إن كان سانجي يعتبرهُ صديقًا أم مجردُ همجي بشعرٍ أخضر و الخيارُ الثاني كان المتوقع
" هل لي أن أسأل ؟ "
" بالطبعِ زورو تفضل "
" كيفَ فقد سانجي قدرتهُ على الكلامِ "
تنهدت سورا بحزنٍ لسؤالِ الأخر
لاحظَ ذلكَ زورو فهو ربما فتحَ جرحًا عميقًا لها
" أنا أسف لا بأس إن كُنتِ لا تريدينَ التحدث "
" لا مُشكلةً بهذا "
أومئَ لها زورو حتى تبدأ بإخبارهِ
" كُنتُ في شهريَ السابعِ و بسببِ الضغوطِ التي كُنت أعيشها كان الحملُ خطيرًا في ذلكَ الوقتِ لكنني لم أرد أن اتخلى عن طفلي فكنتُ أنا السببَ في فقدانهِ لصوتهِ ... بسبب ارهاقي ولَدتُ سانجي ولادةً مُبكرةً و كانت أحدُ أعراضها هو فقدانهُ لصوتهِ كان سيموت لكنهُ فقد صوته فحسب "
حلل زورو الأمور في ذهنه فقد أخبرهُ والدهُ من قبل أنها تزوجت مُرغمةً و بالتأكيد لم يُحسن زوجها مُعاملتها ..

الصمتُ الصاخبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن