‏‎03: سجينة الواقع.

98 15 4
                                    

إنني جسد دون روحٍ يا فقيدي..
مثير للسخرية صحيح؟

روحي فقدت رغبتها بالعيش..
لكن جسدي يأبى الموت

لا أحد يكترث بي
حتى أنت يا منبع أسراري

اكتبُ لأجلك مُرغمة رغم علمي انك لن تقرأ هذا
وأنا اتاوه مع كل حرفٍ..
ودمعة تنزف من عيناي مثل المطر..
ودعني أخبرك إنني لا زلت امل الوقوف اسفل المطر
لثانية على الأقل..

لكنني اشك إنني أقدر بهذه الأقدام المهترئة..
التي أكاد أستطيعُ تحريكها دون أن يفتك الألم بي

إنها ضريبة أن تكون شخصًا جامح يا عزيزي
ما كان علي الحديث وتهديده..
الصمت..ليتني صمتُ وكتمت حروفي في حنجرتي
وقمعت رغبتي بالخروجِ لرؤية العالم..
دون النظر من النافذة التي تشعرني إنني سجينة..

ولربما أنا سجينة بالفعل..

...

أغلقت دفتري وأنا اطالع البدر..
نوره الذي ينير غرفتي من تلك النافذة الصغيرة التي تكاد لا ترى شيء منها
بصيصات الأمل وتلك الرغبة تشتعل داخلي بمجرد رؤية بدري..
لكن الواقع..آهٍ من واقعٍ كهذا..

كيف يبدو العالم الخارجي يا تُرى؟
اهو مضيء مثل القمر؟..

هل هو واسعٍ كفاية ليجعلني أستطيع الركض لدقيقة دون رؤية أحدٍ؟..

كيف تبدو الحياة التي حُرمت منها يا تُرى..
وهل فقيدي يعيشها..دوني.

تبسمتُ وأنا أتحسس قدمي المُنتفخة
أتأمل سقف غرفتي الذي حفظت كل ندوبه..

يا تُرى هل أستطيعُ الخطو خارج هذه الغرفة الضيقة؟..
أن الحياة..مُخيفة
فهل العالم الخارجي سيكون مخيف مثلها؟

وعلى من أكذب أنا الآن
من قال إنني أستطيعُ الخروج من هذا المكان..

ساظل حبيسة الواقع سواءً شئت ام أبيت.

ترنيمة الوحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن